زيارة يائير لابيد تسرّع وتيرة العلاقات بين إسرائيل والمغرب

ماموني

تسرّع زيارة يائير لابيد، وزير الخارجية الإسرائيلي، إلى المغرب وتيرة استئناف العلاقات بين البلدين حيث عكست وجود رغبة إسرائيلية في تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين البلدين من خلال توقيع سلسلة من الاتفاقيات في مجالات مختلفة.

وأكد ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، في لقاء جمعه مع يائير لابيد الأربعاء أنه منذ توقيع الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة شهدت العلاقات بين البلدين “دينامية إيجابية”، وتم إنشاء خمسة فرق عمل في مجالات مختلفة تتعلق بالابتكار والسياحة والطيران والطاقة والتجارة.

وشدد بوريطة في لقاء صحافي مشترك على أن المغرب يطمح إلى إغناء علاقات البلدين بالبعد الإنساني، مشيرا إلى الرحلات الجوية بين البلدين وما صاحبها من “حماس المواطنين الإسرائيليين من أًصول مغربية لزيارة المملكة”.

نوفل بوعمري: إعادة العلاقة مع إسرائيل بما يراعي مصلحة المغرب أولا

وأشار الباحث المغربي هشام معتضد،إلى رغبة إسرائيل في كسب صداقة المغرب وحرصها على تعميق أواصر التعاون الاستراتيجي على كافة المستويات وتبادل الخبرات العلمية لتجاوز فكرة الاستئناف التدريجي الذي اختارته الرباط.

وبدأ لابيد الأربعاء زيارته للمغرب، ليكون بذلك أول وزير إسرائيلي يقوم بزيارة للمملكة، منذ إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب.

وأشار وزير الخارجية الإسرائيلي إلى أن بلاده ستعمل مع المغرب على خلق تعاون اقتصادي وسياحي وثقافي يعبر عن العلاقة التاريخية العميقة بين البلدين.

ووقع بوريطة ولابيد ثلاث اتفاقيات، الأولى مذكرة تفاهم حول إحداث آلية للتشاور السياسي بين وزارتي خارجيتي البلدين، والثانية اتفاق حول التعاون في مجال الثقافة والشباب والرياضة، والثالثة اتفاق الخدمات الجهوية بين البلدين.

وقالت مصادر دبلوماسية إن “المغرب اتخذ موقف إعادة العلاقات الثنائية مع إسرائيل بعد دراسة كل الأبعاد المرافقة لهذا الموقف وما يترتب عليه من التزامات ثنائية”.

وأضافت المصادر أن الإرادة السياسية المغربية ستدفع إلى تفعيل كافة الاتفاقيات الموقعة وستأخذ وقتا كافيا لبرمجتها، لافتة إلى أن التعاون الثنائي مع إسرائيل لم يؤثر على موقف الرباط من السلام في الشرق الأوسط بل هو داعم له.

وأشار بوريطة إلى أن المباحثات تطرقت إلى السلام في الشرق الأوسط، قائلا إن مفاوضات السلام هي السبيل الوحيد للتوصل إلى حل نهائي وشامل للأزمة.

وأكد المحلل السياسي المغربي نوفل بوعمري، أن المغرب أثبت قدرته على إدارة ملف إعادة العلاقة مع إسرائيل بشكل تدريجي، وبما يراعي مصلحة المغرب أولا.

ووقع المغرب وإسرائيل بتاريخ الثاني والعشرين من ديسمبر 2020 بالرباط أربع اتفاقيات على هامش توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين البلدين، تهم الإعفاء من إجراءات التأشيرة بالنسبة إلى حاملي الجوازات الدبلوماسية وجوازات الخدمة، ومذكرة تفاهم في مجال الطيران المدني، والثالثة مذكرة تفاهم حول “الابتكار وتطوير الموارد المائية”.

Thumbnail

فيما تنص الاتفاقية الرابعة على إنعاش العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال التجارة والاستثمار، إضافة إلى التفاوض حول اتفاقيات أخرى تؤطر هذه العلاقات.

ومن نتائج استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب إطلاق أول خط للربط الجوي المباشر بين البلدين نهاية يوليو الماضي وسيتم تعزيز هذه الخطوة بخطين آخرين بين إسرائيل ومدينتي الدار البيضاء ومراكش، حيث سيتم تشغيلهما على التوالي من قبل شركة الخطوط الملكية المغربية وشركة العربية للطيران منخفضة التكلفة في أكتوبر المقبل، حسب ما أعلنه الأحد الماضي مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي لدى الرباط دافيد غوفرين عبر حسابه على تويتر.

ومن المنتظر أن يتم تفعيل اتفاقية ثنائية في مجال الأمن السيبراني، تشمل التعاون العلمي والبحث والتطوير وتعد الأولى من نوعها بين البلدين في مجال الدفاع الإلكتروني.

وتطالب الشركات الإسرائيلية بتسيير رحلات جوية إلى المغرب بالإضافة إلى الخطوط الجوية المغربية، والتي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة ملموسة في حركة السياحة بين البلدين.

ويتكون الوفد المرافق لوزير الخارجية الإسرائيلي من كل من وزير العمل والشؤون الاجتماعية مئير كوهن المولود في المغرب، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست رام بن باراك، إضافة إلى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية ألون أوشبيز وعنبار زوكر المسؤولة في وزارة الصحة.

ونظرا لطبيعة الوفد المشارك فإن قطاعي الدفاع والصحة من بين أهم ما يراهن عليه البلدان لتطوير التعاون الثنائي.

كما تلح تل أبيب على زيادة حجم التبادل التجاري بين المغرب وإسرائيل، والذي بلغ أكثر من أربعة ملايين دولار شهريا، وفقا للمكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي الذي لاحظ وجود تحسن طفيف في العلاقات التجارية بين البلدين.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: