سماسرة الأوكسجين في الجزائر. سماسرة الليمون، وحتى القرنفل. الاتجار بدماء المرضى الموبوئين تجارة رائجة تدر أرباحا على أصحاب القلوب الغليظة الجلفة!
نعم، إنهم يغتنمون فرص البحث عن رشفة أوكسجين فيضاربون ويحتكرون للربح.
الليمون، الذي أصبح من العلاجات الضرورية لزمن الوباء هذا ارتفع ثمنه. وحتى عود القرنفل أصبح بعيد المنال للناس البسطاء الذيم يداسون تحت طاحونة الجشعين المضاربين مصاصي الدماء والهواء.
كم هو الله رحيم بالبشر، بينما البشر لا يرحمون. «هؤلاء يضاربون في الأكفان والنعوش وكل شيء. قد يقومون بكراء أماكنهم في الجنة لو كان في إمكانهم معرفة ذلك، لكنهم سيقبعون في جهنم، والعياذ بالله!» كما علق بعض رواد «فيسبوك» على أزمة تداعيات كورونا في البلاد هذه الآيام.
هؤلاء يملكون بين أضلعهم حجارة صدئة، وليس قلوبا فيها دماء. في المقابل ، تعيد نساء الجزائر حركاتها التضامنية بالتبرع بما يملكنه من أموال ومجوهرات لاقتناء عبوات الأوكسجين وغيرها من المعدات.
ما فائدة الأموال أمام تساقط البشر كالذباب أمام هذا الوباء الفتاك؟
تناقلت التلفزيونات المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي تبرعات سيدة لقبت بـ«غيث الجزائر» والتي تبرعت بمئة مليون سنتيم و 200يورو، وسلسلة ذهبية (من صفة غوغل على «فيسبوك»). نساء ورجال من مختلف أنحاء الوطن وبعض رجال الأعمال قادوا حملات تضامنية تحسب لهم وتبرعات بالأموال والمجوهرات والمعدات.
الاحتجاجات تتكاثر في مناطق البلاد وضيق التنفس يزداد والناس تختنق فرادى وجماعات داخل المستشفيات. الصور مرعبة، التي تتناقلها مقاطع الفيديو من أمام مقرات المستشفيات. ناس تقضي أياما وليالي وأسابيع للظفر بقارورة أوكسجين لإنقاذ أقاربهم، لكن دون جدوى، فكل جزء من الثانية دون أوكسجين يضيع فرصة النجاة. الله يرحم ضحايا الأوكسجين ويلهم ذويهم الصبر. فما الذي يحدث؟
أين «الهلال الأحمر»؟
في غياب «هلال الكوارث» الذي يفترض أن يكون السباق في مثل هذه الحالات. «الهلال الأحمر» الذي بقي صامتا أمام موت الجزائريين، بل تقول مالكة المنظمة «لماذا لا يتباعدون. لماذا لا يحتاطون. لماذا. الهلال غير مستعد لتقديم مساعدات للمستهترين»!
مولات الهلال الأحمر الجزائري، التي تعتبر المؤسسة ملكيتها، حسب ما تناقلته منصات التواصل الاجتماعي، اعتبرت أن هناك مؤامرة للاستيلاء على منظمتها. إنها أحد رموز المرحلة البوتفليقية بكل ثقلها، لم تتزحزح من مكانتها على رأس الهلال الأحمر. وعن الاتهامات التي طالتها في اتصال لها مع موقع «سبق برس» ترد بن حبيلس أن: همها الوحيد هو خدمة الشعب الجزائري ولا تعنيها الانتقادات، التي تأتي من طرف من وصفتهم بأصحاب المصالح الأيديولوجية والمادية، قائلة: «الوقت الآن ليس للانتقاد، وفي إمكاني مقاضاة كل من يتكلم عني، لكن أنا منشغلة بقضاء حوائج الناس وأوكل أمري لله، ولا توجد عدالة أكبر من العدالة الالهية». كما عددت، حسب الموقع، المساعدات التي قدمتها في هذه الأزمة الصحية للمستشفيات في مختلف مناطق الوطن، والتي لم تتلق منها سنتيما واحدا من الدولة، بل من المانحين والمحسنين.
بين نية بن حبيلس ونية الشعب الجزائري…ربي يخلص.
سهيلة معلم تفضح «نوميديا لزول»
في أي حركة من حركات التضامن أو غيرها من الترويج لبضاعة من البضائع أو لفكرة من الأفكار يلجأ الاعلام للوجوه الإعلامية والفنية ومن لا يتعب من الكلام لأتفه الأسباب. كله عادي أن تختار «الشقراوات لأداء مثل هذه المهام. شقراء «قناة لينا» «نوميديا لزول» يبدو أنها اختارت نفسها لتتكلم عن جمع التبرعات لصالح مرضى كوفيد في الجزائر. كانت الأمور تسير لصالح «البلوندا» لو لم تتدخل الممثلة سهيلة معلم لتكشف خيوط القضية. ينقل موقع «الجزائر وان» تفاصيل القضية: «بعدما انتشر خبر قيام «نوميديا لزول» بجمع الملايين للتبرع بها لشراء أجهزة التنفس، خرجت سهيلة معلم في تصريح اعلامي أن المبادرة تعود للطبيب الجزائري «مروان مسخر» المقيم في تولوز الفرنسية، والذي تواصل مع سهيلة معلم ومنية لشطر، من أجل الترويج لرابط التبرع.
وقالت معلم إنها قامت بدورها بالتواصل مع لاعبي الفريق الوطني منهم بن سبعيني وقديورة للمشاركة في الحملة الإنسانية كأول خطوة، ليأتي الدور بعدها على المغني سولكينغ ونجم العرب رياض محرز. وبعد رواج العمل الخيري، حسب نفس الموقع «الجزائر وان» وتصاعد عتبة التبرعات في الحساب المفتوح، التحقت في آخر الركب «نوميديا لزول» التي أخذت توحي للرأي العام على أنها صاحبة الفضل في تصريحات فاجأت الكثير من الفنانين، لكن الحقيقة، حسب ما يدعي رواد شبكات التواصل الاجتماعي في منشوراتهم أن «نوميديا لزول» قفزت على موجة تبرعات المحسنين من أطباء وفاعلي خير في الخارج، بعدما نصبت نفسها الناطق الرسمي بحثا عن «البووز». ووقع الكثير في فخها وأخذوا يروجون لصاحبة الجمجمات واعجابات مراهقي «الانستغرام» بدل التوجه إلى المبادرين الحقيقيين الذين الغتهم من منشورات وفيديوهات تباكي «نوميديا» في كل ساعة على أمور لا تعنيها أصلا «سرقوني» وغيرها من الإشاعات لتغليط رواد شبكات التواصل الاجتماعي.
وحسب تصريحات الرقم الأول في مبادرة جمع التبرعات لشراء أجهزة التنفس لمرضى كوفيد في الجزائر، الدكتور مروان مسخر، فإن الفضل يعود لمجموعة معروفة اسمها: «شبكة التجمع الجزائري الطب» التي فتحت حملة التبرعات عبر موقع على الانترنت، ثم قام الطبيب والمجموعة المعنية من أجل الترويج للمبادرة بالتواصل مع الممثلة سهيلة معلم ومنية لشطر وبعض الصحافيين، الذين يمتلكون قاعدة شعبية في انستغرام وفيسبوك لنشر الرابط. وما زال المواطن الجزائري ينتظر جرعة أوكسجين لتنقذ حياته في ظل ارتفاع وفيات كوفيد، حتى وإن تناقص عدد حالات الإصابات اليومية. اللهم لطفك.
باسم الشعب: أي رياضة وأي فن!
باسم الشعب سارعت الفنانة لطيفة لتثمين جهود الرئيس التونسي قيس سعيد، فوقعت جراء الإندفاع في وضع ضبابي للغناء لمرحلة ما زالت غامضة. انقسم الرأي العام التونسي عن ولاء الفنانة والفن عموما في مثل هذه اللحظات الحرجة والحاسمة، لكن لا أحد يغني على تعب التونسيين ووضعهم المعيشي والصحي المزري. كأن الدنيا مع «الواقف» ومع أصحاب السلطة دائما. أمام تدهور شامل للإقتصاد والسياسة والفن والرياضة.
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات البطلة التونسية العالمية «غفران بالخير» وهي تستقيل على المباشر. وأعلنت البطلة الأولمبية والعالمية لرفع الأثقال اعتزالها على القناة الوطنية الأولى وسط صدمة مذيعة البرنامج والحاضرين، وكانت غفران (حسب قرطاج أنفو) قد تحصلت على عدة ميداليات ورفعت عشرات آلاف الكيلوغرامات على كتفيها رافعة معها هذا الوطن. وقالت غفران: «أنا بطلة أولمبية وعالمية وماعنديش حق بافات (قناع) والضو مقصوص عليا فالدار. نكلم الجامعة نحكيلهم وضعيتي يعلقو عليا. بابا وأمي مرضى في الدار ماينجموش يخدموا وأنا قايمة بيهم. أنا حطيت في قلبي باش نخرج دارنا من الحالة اللي هم فيها. أما الله غالب، في تونس يقصولك جناحك».
لكن يبدو أن البطلة تراجعت عن قرارها، حسب «موقع الشروق» حيث أضافت الشابة ذات 19 ربيعا، أن الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يعود إلى أكثر من شهر تقريبا وتابعت أنها اتخذت ذلك القرار حينها، بسبب بعض العراقيل التي وجدتها». ثم حلت مشاكل «غفران» وعاد النور لبيتها وبإمكانها مساعدة والديها العاجزين. نتمنى أن يكون هناك التفاتة حقيقية من طرف المسؤولين لحالتها.
كذلك تقرر الملاكمة التونسية أسماء الباجي اعتزال اللعب نهائيا تحت الراية الوطنية التونسية وتعلن انضمامها إلى اللعب تحت الراية القطرية.
وأوضحت في تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «أن السبب الرئيسي في هذا القرار يعود لظروف مادية». وختمت تدوينتها قائلة: «شكرا تونس وهذه النهاية يكفي مظلمة»!
صعب أن تقتل المواهب والطاقات في زمن الانفتاح العجيب على الفن الرديء. والأداء الرياضي الرديء. فلم يعد الفن بأهله ولا الرياضة بأهلها. وإن كان الحق للنخب الرياضية والفنية الاختيار في الاعتزال أو المواصلة، فلا يمكن للشعب أن يختار، لأنه دائما بين الجنة والنار. وتستعمله الخطابات وتحركه أهواء أصحاب القرارات والأحزاب والسلط المختلفة. الكل يستعمل الشعب لأغراضه. الشعب مسكين. كل الأزمات تمر عليه كارثية. أزمات صحية أفقدت تونس توازنها. أزمات اقتصادية أفقرت الكثيرين وقضت على الطبقة الوسطى. سياحة لم يعد يعول عليها في زمن الوباء المستفحل، إضافة الى الغليان السياسي، غليان الشارع.