بسبب ضياع أموالنا على البوليساريو أصبحت الجزائر تسمى دولة المليون طابور

كاتب جزائري : كرم سمير

يردد  كثير  من  الجزائريين  بِحُسْنِ  نِيَّةٍ  ساذجة :”حبذا  لو  اجتمع  تفكير  اليوم  مع  مداخيل  الأموال التي كانت  بالأمس ” نقول  لهم : أين  كانت عقول  الشعب  الجزائري  حينما  كانت  مافيا  جنرالات  الجزائر  الحاكم  الفعلي  للجزائر تنهب أموال  الشعب  الجزائري ؟  أين  كانت  عقول  الشعب  الجزائري  حينما  كانت  مداخيل  الدولة  ضخمة  جدا  جدا  لأن  وقتها  كان  سعر  النفط  والغاز  في  الأعلى  ، و كان  الحكام   ينهبون  مئات  الملايين من الدولارات  لكل  واحد منهم  ويُهرَّبُونَهَا  إلى  الخارج  ليضمنوا  لأحفاد  أحفادهم  رخاء  المعيشة  في  الخارج ؟  لقد  كان  الشعب  في  ذلك  الوقت  لا يرى  مستقبل  الجزائر  بِعَيْنَيْهِ  هُـوَ ، بل  كان  يراه  بعيون  مزابل  الإعلام  الرسمي الجزائري  الذي  اختلق  أعداءا  خياليين  ويعزف  للشعب  نشيد  ( الأيادي  الخارجية  المُمِلِّ )    حتى  يبقى  الشعب  يسبح  في  فضاء  الإشاعات  والأكاذيب ، في  حين  كان  ولا يزال  عسكر  الجزائر  يُمْعِنُ  في  احتقار  الشعب  الجزائري ويضعه  تحت حدائه  ويضغط  عليه  أكثر  وأكثر بالأكاذيب  والتخاريف  لينهب  مزيدا  من  الأموال ، من  الأكاذيب  والإشاعات  والتخاريف  مثلا : (  الجزائر  أفضل  دولة  في  العالم )  (  الجزائر  قادرة  على  تنظيم  2  كأس  العالم  في  السنة  )  (  في  الجزائر  أفضل  منظومة  صحية  في  العالم )  (  شركة  الطيران المغربية  لا تحمل  البشر  بل  توزع  الحشيش  في  إفريقيا  ) (المغرب بلاد  الجوع  والعطش )  وغير ذلك  من  التخاريف  المُضْحِكة   والتي  يسمعها  العالم  الذي  يعرف  حقيقة  الجزائر  ويعرف  في نفس  الوقت  حقيقة  العدو  التقليدي  لحكام  الجزائر ( المغرب )، وللعالم عقل سليم يفكر به وله القدرة على المقارنة السليمة بين الدولتين، وحينما يسمع هذا  العالم مثل هذا الكلام الصبياني من حكام الجزائر نُصْبِحُ  نحن  الجزائريين  أضحوكة  للعالم ،  يعرف  السائح  المُغَرَّرِ  به  إذا  انزلق  بالخطإ  ودخل  إلى  الجزائر أن  مياه  الشرب  في  الجزائر منعدمة  في  حنفيات  الفنادق  المزرية  أو أن  لها ساعات  محدودة  في  اليوم ، ولا يجد  مياها  ليغتسل  بها  في  حمام  الغرفة  حتى أصبح انتظار خروج الماء من الحنفيات في عموم الجزائر  هاجسا  قاتلا …. وفي  نفس  الوقت  يذكر  الجزائريون   الذين  يزورون  المغرب  مرارا  وتكرارا  وكذلك  جميع  الأجانب  من  مختلف  الأجناس  يقولون عن المغرب : إن مشكل  انقطاع  الماء  في  عموم المغرب هو  من  سابع  المستحيلات  ، يمكنك  أن تفتح  حنفية  الماء  في أي  مكان في المغرب حتى ولو كنت في إحدى مدن  الصحراء  المغربية   يتدفق  الماء  الزلال  24 /  24   ساعة   بدون  انقطاع  ، بل  إن  هاجس انقطاع  الماء الشروب منعدم  في المغرب  فالكل مطمئن  لوجود الماء عكس انتشار هذا الهاجس  حتى في الجزائر العاصمة  فما بالك في غيرها من المدن ،  ويزيد  بعض  الجزائريين  من  الذين  لهم  عائلات  جزائرية  تعيش  في  المغرب  منذ  مدة  طويلة ، بأن  عدداً  كبيرا   جدا  من  الفيلات  توجد  بداخلها  مسابح  خاصة  يتمتعون  بها  مع  أبنائهم  ، فهل  يمكن  أن  نتصور  هذا  في  الجزائر ؟  الجواب  هو : نعم  و لا  :  نعم  يمكن  تصوره  في  إقامات  مافيا  الجنرالات  الحاكمة  لأنهم  وجدوا  شعبا  خنوعا  يرضى  لنفسه  أن  يموت  بالعطش  أو  بانعدام  الأوكسجين  حتى  وهو  يرى  العصابة  تتمتع  مع  أبنائها  بالمسابح  في  الإقامات  الشاسعة  والفخمة  ويسافرون  للخارج  للعلاج  حتى  قبل  جائحة  كورونا  ، ولا يمكن أن  نتصور  ذلك   في  مئات  الألاف  من  أحياء  المدن  الجزائرية  التي  يتمنى   سكانها  جرعة  ماء  فقط   تطفئ  عطشهم  الأبدي  صيفا  وشتاءا  …

اليوم  انتشرت  حقيقةُ  مَعيشة  الشعب  الجزائري  في  العالم  و بين  المجتمع  الجزائري  بفضل  وسائل  التواصل  الاجتماعي  ، واقتنع  كثيرهم  بهذه  الحقائق ( انعدام  الماء  الشروب  في  الجزائر ووفرته  بكثرة في  المغرب )  وأصبح  بعضهم  يطرح  السؤال  التالي :  لماذا  أصبحت  الجزائر  تعيش  العطش  الأبدي ونحن  دولة  نفطية  وغازية ؟  الجواب هو كان على الشعب أن يفكر في هذا الموضوع  في زَمَنٍ كان سعر  النفط  فيه يساوي 150  دولار للبرميل  ، ويوم  كانت  مافيا  الجنرالات   تبعثر  الأموال  على  ثلاث  جهات :  سرقة  مافيا الجنرالات  لأموال  الشعب  وتكديسها   في  أبناك  خارج  الجزائر خاصة  فرنسا  وسويسرا + الإنفاق بلا حساب على البوليساريو  بعشرات  الملايير  كل  سنة  +  ما تستفيد منه روسيا  من  نصيبها  في  بيع  خردتها من السلاح المكدس  في  الثكنات  الجزائرية = ونتيجة  كل  ذلك   يمكن  الرد  به على الذين  أدركوا هذه الحقائق  متأخرين  وفكروا في مشكل  الماء اليوم وليس الأمس  نقول لهم : لقد سقطت  أياديكم  في  التراب ، لأنه  كما  يقول  المثل : (حبذا لو اجتمع تفكير اليوم مع مداخيل الأموال التي كانت بالأمس )  … لقد  اسْـتَحْمَرَتْـكُمْ  أكاذيب  مزابل  الإعلام  الجزائري  الرسمي  بالإضافة  إلى معاناتكم  مع  العطش  واستيقظتم  متأخرين   حيث  لا  حكام  يخدمون  مصالحكم ، ولا  أموال  تنقذون  بها  حالة  الجزائر  التي  يسير  بها  تبون  نحو  الانهيار  التام  بسبب  تراكم  حاجيات  البلاد  من  قطرة  الماء  إلى  الخصاص  المُهْوِلِ  في  البنية  التحتية  الكثيرة  جدا  جدا  لن  تنفع  معها  بضعة  دولارات  اليوم  التي  أصبح  عليها  ثمن  برميل  النفط  حتى  ولو  عشتم  بذلك  عشرات  القرون  لأن  هذا  النفط  والغاز  سينقرض  ذات  يوم  وستبقى  حالتكم  هكذا  بل  ستزيد  تدهورا  مع  جائحة   كورونا  التي  تستنزف  هي  مع  سرقات  الكابرانات  ما  في  صندوق  دويلة  الجزائر  التي  تزداد  عزلة  وتقزيما ، فهل  ما  يقوم  به  رمطان  لعمامرة  وهو  الذي  عاد  بسياسة  بوتفليقة  في  السبعينيات  من  القرن  الماضي  الذي يطوف  اليوم  في  إفريقيا   ويوزع   بضعة  قروش  على  بضعة  دول  إفريقية  من  أجل  إخراج  إسرائيل  العضو  المراقب  في  الاتحاد  الإفريقي وفشل  في  ذلك  وضاعت  أموالنا ؟  لعمامرة  هذا  يعيش  متنقلا  من طائرة  إلى  أخرى  ويشرب  فيها المياه  المعدنية  من  أموال  العطشى  الجزائريين  ولا  يفكر  أبدا  في  بحث   ولو مشروع   واحد  مع  إحدى  الدول  الكبرى  تساعده  على حل  معضلة   العطش  في  الجزائر  بل  ما يهمه  هو  أن  ينفق  الأموال  الطائلة  من  أجل  رهان  خاسر  على   الصحراء  المغربية  التي  يتمتع  فيها  ساكنتها  بالماء  الشروب  24/24  ساعة  دون  انقطاع  في  مدنها  الكبرى …

ثانيا : كانت لنا  أموال  طائلة ولم  تكن  لنا  الشجاعة  للثورة  على الحكام  وأصبحنا  اليوم  شعب المليون طابور

يقول  المثل  العربي وهو  يتحدث  عن  الرَّمْي  بالسِّهَامِ   : ” إن الرَّامِي الذي  لا يصيب  الهدفَ  كالذي  تجاوز  الهدف  كلاهما  لم  يُصِبِ  الْهَدفَ “…  عندنا  في  الجزائر  لا فرق بين  اليقظة  المتأخرة  والاستمرار  في  الغطيط  في  النوم  ، والشعب  الجزائري  ظل  نائما  حتى  فاته  التوقيت  المناسب  للثورة  على  الطغاة  الذين  حكموه  طيلة  60  سنة ولا يزالون ،  وأصبح   الشعب  الجزائري اليوم عاجزا  كسيحا  أمام  الإكراهات  الراهنة  القاتلة ، أولها  قِـلَّةُ  المال : لأن  مافيا   الجنرالات  لا تزال  وستبقى  تنهب  أموال  الشعب  ولو  أصبح  سعر  النفط  يساوي  دينارا  جزائريا  واحدا  لَـتَمَّ   توزيع  أكثريته  أولا : بين  الجنرالات  وبعدهم  البوليساريو  وما  بقي  منه على  شعبها  المعروف  (  بشعب  بومدين  الحلوف )  والشياتة ، ويبقى  لأحرار  الشعب  صفر  دينار ، فما  على بقية  أحرار  الشعب   سوى  اللجوء  إلى  المليون  طابور تطبيقا  لمقولة  أو يحيى  الشهيرة  ( جوع  كلبك  يتبعك ) ، لقد  زرع  أويحيى   ومن  سبقه   من  المجرمين  الذين  حكموا  الجزائر ، زرعوا   بذور  التخلف : وهي  الجوع  والمرض  والقحط  الفكري  ونحن  نحصد   اليوم  في  2021  ما  زرعوا ، فأصبحنا  مشهورين  في  العالم  بشعب  المليون  طابور ( وحتى  يعرف  الذين  يسمعون  مليون  طابور  ولا  يفهمون  معناها  وخاصة  من  إخواننا   العرب  نقول  لهم : هناك  طوابير  متعددة  في  عموم  الجزائر  هناك  طوابير لتوزيع أكياس  بلاستيك  من  الحليب  وطوابير قطرة  زيت  في  قاع  كيس صغير من  البلاستيك وطوابير أكياس  السميد  وطوابير  من  أجل  حبات  بطاطا  وغير  ذلك  من  أساسيات  المعيشة  البئيسة  للشعب  الجزائري ، وبقدر  ما  يَـشِحُّ  السوق  العالمي  من  هذه  المواد  وخصوصا  مع   إغلاق  الحدود عالميا  بسبب  انتشار  كورونا  بقدر  ما  يزداد  عدد  الطوابير حتى   أصبحنا   نحن  الجزائريين  بلد  المليون  طابور  وهذه   حقيقة  ليست  مثل  أكذوبة   مليون  ونصف  شهيد التي  كَـذَّبَهَا  أحدُ  أبناء  الشهداء  في  البرلمان  الجزائري  على الهواء مباشرة وأمام  العالم  وهو الجزائري نور الدين آيت حمودة  نجل الشهيد عميروش  ) … ولا يجب أن  ننسى  مأساة  انعدام  الماء  الصالح  للشرب  في  عموم  الجزائر  حيث  أصبح الشعب  في  صراع  يومي  مع  الأكل  والشرب  ليبقى  على  قيد  الحياة  وهي  معيشة  الهَامُوشِ  وَالْهَوَامِّ  … لكن  الثغرة  التي  تَحِـزُّ  في  النفس  هي  ثغرة  بيرمودا   المسماة  البوليساريو  التي  تمتص  منا  الدم  وتأكل  اللحم  طيلة  45 سنة  ولم  يبق  لها  هذه  السنة  2021  سوى  أن تَـدُقَّ  عظامنا  وتَسْحَقَهَا  سَحْقاً  ثم  تَسُفَّهَا  سَفّاً  ، أليسوا  هم  سرطان  الجزائر  بعد  مافيا  الجنرالات التي اغتصبت الحكم  وها هي اليوم  تُقَدِّمُ  عِظامنا  للبوليساريو  لِيَسُفُّوهَا  سَفّاً … عندما  استيقظ  أحرار  الشعب  الجزائري  متأخرين  في حراك فبراير 2019 وجدوا أنفسهم عاجزين ومصابين بالكساح   لأن أمامهم  إكراهات  ذكرنا  منها  قلة  المال و مصيره  وثغرة  البوليساريو، ونذكر منها الآن كوفيد 19 الذي  تعاملت  معه  العصابة  الحاكمة  بكثير  من  التراخي لأنها  كانت  مشغولة  بتحطيم  اقتصاد المغرب  حسب  تصريح  عبد  المالك  سلال  في  المحكمة  بلا  حياء  حينما  قال  في  المحكمة  : ” منذ  2014  حتى  2019  صرفنا  أكثر من 34 مليار دينار لتدمير صناعة  السيارات  في  المغرب ولكننا  فشلنا  نقول  له : “من  حفر  حفرة  لجاره  سقط فيها ” والضحية  هو  الشعب …كان  أول أسلوب  للعصابة  الحاكمة في الجزائر وتعاملها   مع  كورونا  في  الجزائر  هو  أسلوب  التراخي  مع  هذا  الوباء  الفتاك  بالكذب  على الشعب  في  نتائج  إحصاء  عدد  المصابين  منذ  بداية  اجتياحه  للجزائر في  مارس 2020  إلى اليوم  والعالم  يعرف  أن  الأرقام  التي  كانت  تنشرها  الجزائر  الرسمية   يجب  مضاعفتها  في  10  لمعرفة  العدد  الحقيقي  للمصابين  في  الجزائر  بكورونا  في  24  ساعة  ، واستمر أسلوب  الكذب  هذا  على  الجزائريين  في  نشر  عدد  المصابين  بكورنا  طيلة   18  شهرا   ولا  يزالون  إلى  أن انتشر   الفيديو  المأساوي  المشؤوم  الذي  فضح  معاناة  الشعب  الجزائري  وهو  يتصارع  فيما  بينه –  بكل  قواه –  من  أجل  قارورة  ( أوكسيجين )  الذي  أصبح   مفقودا  في  عموم  الجزائر  ، إذاك  تحول  الحِراك  إلى  حِراك   من  أجل  الأوكسجين  لأن  المرضى  أصبحوا  يتساقطون  كالذباب  في  المستشفيات  التي لا تتوفر  حتى  على  الماء  فما بالك  الدواء  أو الأوكسيجين ، وهكذا  أدرك  شعب  الحِراك  أنه  بالإضافة  إلى  مليون  طابور  أدرك  الشعب  أن  المنظومة  الصحية  الجزائرية  قد  انهارت  تماما  والتجأ  تبون  حاشاكم  إلى  التسول  ، ومما  أكد  ذلك  هروب  عدد  كبير  من  الجنرالات  إلى  الخارج  حيث  توجد  أموالهم  وتركوا  مزابل  الإعلام  الجزائرية  تنشر  الخرطي  في  الخرطي ، لكن  الفرد  الجزائري  مشغول  جدا  بانعدام  الماء  والأكل  وانعدام  الأوكسيجين  خاصة  مع  انتشار  نوع  كوفيد دلتا  الخطير  بانتشاره  وسرعة  فتكه  بالكبار  والصغار …

ألم  تكن  تلك  الملايير  التي  نعطيها  للبوليساريو  طيلة  46  سنة  كافية  لأن  تسد  ثغرة  من  ثغرات  تَهَاوِي  الجزائر  نحو  الحضيض ، والتسابق  نحو  الطوابير  حتى  أصبحت  الجزائر  دولة  المليون  طابور  وضاع  الحراك  الشعبي  في  متاهات  النسيان  لأننا  لم  نستيقظ  للقيام  بالثورة  في  الوقت  المناسب ،  لكن  ما  يجب  أن  نعرفه  هو  أن   البوليساريو  وما  يستنزفه  من  أموالنا  هو  من  البذور  التي  زرعوها   لتدمير  الجزائر  من الداخل، وها  قد  نبتت  البذرة  واشتد  عودها،  وأصبح  البوليساريو  في  2021  يتكلم  باسم  الجزائر  بل  لا يجب  أن نستغرب  إذا  حَكَمَنَا   ذات  يوم  أحدُ  عناصر  البوليساريو   وبذلك  تفقد  الجزائر  سيادتها على أرضها   كما  ستفقد  حريتها  لأنها  ستصبح   مستعمرة  للبوليساريو   كما  حاولت  مع  موريتانيا  ولا تزال  ، وقد  سار  المخطط  في  نجاحه  في  موريتانيا  في  عهد  محمد  ولد  عبد  العزيز ، و لا ندري  ماذا  سيفعل  معهم  ولد  الغزواني ؟ ويبدو  أن تردده  في  حسم   موقفه  معهم   سيسقط  لا محالة  بين  أنيابهم  ليفترسوه   بمساعدة  شنقريحة   ومافيا  جنرالات  الجزائر  الذين  يقدسون  البوليساريو  …

وإن  غدا  لناظره  لقريب …

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: