كشفت نزهة الوفي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، عن بعض الخطوط العريضة لخارطة طريق لتطوير العرض الثقافي المغربي بالخارج في أفق سنة 2030، والذي ينزل من خلال إطار للحكامة يحقق الالتقائية والفعالية والنجاعة لتقوية ارتباطهم بالهوية والثقافة المغربية بكل مكوناتها وينتقل من عرض ثقافي موجه للمغاربة إلى عرض مغربي للمملكة بالخارج، جاء ذلك في كلمة لها خلال لقاء وطني نظمته الوزارة بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر تحت شعار “دور المغاربة المقيمين بالخارج في تنزيل النموذج التنموي الجديد”، اليوم بالرباط.
وأعلنت الوفي عن أن من ضمن مقترحات خارطة طريق، والتي تعتبر ثمرة عمل مع كل المؤسسات الوطنية المعنية بالملف، إحداث وكالة وطنية لتنزيل العرض الثقافي المغربي بالخارج وتنزيل مخطط وطني يحقق الالتقائية واقترح هذا المخطط الوطني إحداث خمس مراكز ثقافية بإفريقيا ومركز لكل قارة مع إعطاء الأولوية للقارات التي يتواجد بها مغاربة العالم بكثرة.
وشددت الوفي على أهمية تحقيق الإشعاع الدولي للثقافة المغربية التي هي مصدر فخر المغاربة المقيمين بالخارج، وقوة جذب واستقطاب للأجيال الصاعدة من المغاربة المقيمين بالخارج للارتباط بتاريخ وثقافة وهوية بلدهم الأصل بما يساهم في تقوية رغبتهم المتواصلة وغير المشروطة للمساهمة في المسار التنموي الوطني باعتبارهم رأسمال بشري وثروة غنية حقيقية راكمت تجارب كبيرة وخبرات متنوعة”.
وقالت الوفي “إن صعوبة التنسيق والتكامل بين البرامج الثقافية التي يشرف عليها مختلف الفاعلين يجعل تحقيق الهدف المنشود من العرض الثقافي الموجه للمغاربة المقيمين بالخارج بعيد المنال ولا يستجيب بالشكل الكافي لتطلعاتهم ويكون أثره ضعيفا”.
هذا وقد أجمع المتدخلون على ضرورة استعجال تنزيل الأهداف الاستراتيجية بدء من التحضير لإحداث إطار للحكامة (الوكالة المغربية للعرض الثقافي المغربي بالخارج) ابتداء من سنة 2022، فضلا على إدماج واستثمار الفضاء الرقمي.
ومن جانب آخر تم بإطلاق النسخة الجديدة للمنصة الرقمية الخاصة بتعبئة الكفاءات المغربية بالخارج “مغربكم”، حيث كشفت الوزيرة المنتدبة أنه “لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه المنصة سيتم العمل على مأسسة التنسيق بين مختلف المتدخلين في مجال تعبئة الكفاءات، ووضع مخطط تواصلي للتعريف بها لدى مغاربة العالم والشركاء العموميين والخواص، وإشراك التمثيليات الدبلوماسية والمراكز القنصلية بالخارج عبر تنظيم لقاءات بدول الاستقبال لتحسيس الكفاءات بأهمية استعمال البوابة”.
وترتكز الصيغة الجديدة والمحينة للمنصة على التفاعل المباشر والآني بين الجانبين معتمدة على آخر المستجدات المرتبطة بوسائط التواصل الاجتماعي والمهني، مما يتيح دينامية كبيرة بين المتدخلين. كما ستوفر البوابة عدة وظائف هامة أبرزها تمكين الكفاءات المغاربية المقيمة بالخارج من الولوج عبر فضاء عام يوفر معطيات وأخبار متعلقة بالأوراش التنموية، وفضاء خاص يمكن من الولوج إلى فرص الشراكة والتعاون مع الفاعلين الوطنيين وباقي الكفاءات. كما ستمكن هذه المنصة على الخصوص من خلق تفاعل دائم وآني بين العرض والطلب، وأيضا التشبيك عن طريق خلق شبكات للكفاءات جغرافية وموضوعاتية.
ومن جانب آخر، اعتبرت الوفي أن تعبئة بالمغاربة المقيمين بالخارج يشكل رهانا كبيرا بالنسبة للمجالات التي يحتاجها المغرب لتعبئة كل طاقاته من أجل خلق فرص الشغل، والثروة، مذكرة في هذا السياق بالدور الرئيسي الذي يقوم به المغاربة المقيمين بالخارج في تنمية بلدهم في مختلف المجالات والمساهمة في تنفيذ الأوراش الكبرى خاصة منها التحولية وتحقيق ما تم استشرافه في أفق 2035، خاصة وأن تقرير النموذج التنموي اعتبر المغاربة المقيمين بالخارج ضمن رافعات التغيير لتحقيق تلك الاوراش التحولية، ومساهمين في أوراشه التنموية ببلدهم الأم.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء شارك فيه مختلف المعنيين بملف العرض الثقافي المغربي الموجه للخارج، داخل المغرب وخارجه، وذلك بصيغة حضورية وافتراضية في إطار الاحترام التام للإجراءات الاحترازية التي تتخذها بلادنا بسبب تفشي جائحة “كوفيد 19”.