جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس السبت الدعوة إلى الجزائر لحل الخلافات عبر حوار من دون شروط ومبني على الثقة وحسن الجوار، مشددا على أن “ما يمس أمن الجزائر يمس أمن المغرب، والعكس صحيح”.
وتشهد العلاقات الجزائرية – المغربية منذ عقود انسدادا بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو، الساعية إلى فصل الصحراء المغربية عن المملكة وعلى خلفية ملف الحدود البرية المغلقة منذ ثلاثة عقود.
وقال العاهل المغربي في خطاب بمناسبة الذكرى الـ22 لاعتلائه العرش إن “أمن الجزائر واستقرارها وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره، والعكس صحيح، فما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر لأنهما كالجسد الواحد”.
وأضاف “أدعو فخامة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك”، في إشارة إلى تاريخ العلاقات بين جبهات المقاومة في البلدين أيام الاستعمار.
وعن إغلاق الحدود قال العاهل المغربي “إن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين وشعبين شقيقين، لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي ومبدأ قانوني أصيل، تكرسه المواثيق الدولية بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله”.
وأكد الملك محمد السادس أن “المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان”.
ودعا إلى تغليب منطق الحكمة والمصالح العليا من أجل تجاوز الخلافات العالقة بالقول إن “الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول. فقناعتي أن الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، وشعبين شقيقين”.
ومنذ توليه الحكم لم يتوقف الملك محمد السادس عن توجيه الرسالة تلو الأخرى، في المراسلات الرسمية مع الدولة الجزائرية في مناسباتها الوطنية لاستعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين.
وأضاف “لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا مسؤولين عن قرار الإغلاق، ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا عن استمراره، أمام الله وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا”.
وتابع “لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد، وإنما نحن إخوة فرّق بيننا جسم دخيل لا مكان له بيننا”.
ورد العاهل المغربي على تعليقات جزائرية سابقة تعتبر أن فتح الحدود مع المغرب سيضر بالجزائر ويتسبب في زيادة نشاط التهريب ورواج المخدرات، بالقول إن ذلك “غير صحيح.. وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيا.. فالحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين وإنما تساهم في إغلاق العقول التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام من أطروحات مغلوطة.. وأنا أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، أن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب”.
ولفت إلى أن بلاده والجزائر “تعانيان معا من مشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات، والاتجار في البشر”، مشيرا إلى أن “العصابات التي تقوم بذلك هي عدونا الحقيقي والمشترك، وإذا عملنا سويا على محاربتها سنتمكن من الحد من نشاطها وتجفيف منابعها”.
والحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994، بعد أن أغلقتها الجزائر بسبب فرض المغرب التأشيرة على المواطنين الجزائريين، إثر تورط مواطنين جزائريين في تنفيذ عملية “إرهابية” في فندق بمدينة مراكش.