حرص العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال خطاب وجهه بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش على بعث رسائل طمأنة للجزائر تهدف إلى تجاوز التوتر الذي يخيم على العلاقات بين البلدين منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو الانفصالية، وهو ما بدا أنه محاولة لإحياء مبادرة مشابهة كان قد تقدم بها المغرب قبل ثلاث سنوات وقابلتها الجزائر بالصمت.
ودعا العاهل المغربي إلى فتح الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب منذ عام 1994، مشيرا إلى أن “الحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام من أطروحات مغلوطة، بأن المغاربة يعانون من الفقر ويعيشون على التهريب والمخدرات”.
وجدد دعوة المغرب الصادقة “لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار”.
ولفت إلى أن “الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول… قناعتي أن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين وشعبين شقيقين”.
وحرص العاهل المغربي على إرسال رسائل طمأنة للجزائر مؤكدا أن “ما يمس أمن الجزائر يمس أمن المغرب، والعكس صحيح”، وشدّد على أن “المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان”.
ومن غير المعروف ما إذا كانت الجزائر سترد هذه المرة على المبادرة المغربية، وخاصة أن الصمت عن المبادرة التي أطلقها العاهل المغربي في 2018 أرجعه مراقبون حينئذ إلى ارتباك الوضع السياسي في الجزائر، حيث كان البلد تحت حكم الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة الذي كان يعاني أزمة صحية استغلتها تيارات من داخل الجيش ومحيط بوتفليقة للصراع على الحكم.
لكن السياسة العدائية التي أبداها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون المنتخب منذ نحو سنتين تقلّل من آمال المراقبين للعلاقات بين البلدين في تجاوز الخلافات وبدء صفحة جديدة.
وهاجم تبون المغرب في أكثر من مناسبة واتهمه بالسعي لمهاجمة بلاده، مشددا على رفض بلاده اعتراف الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية بمغربية الصحراء.
وفي آخر تطورات التوتر بين البلدين رد المغرب على إصرار الجزائر على دعم الانفصاليين في الصحراء بالتلويح بتأييد قيام دولة مستقلة في منطقة القبائل الأمازيغية شمال شرق الجزائر.
وعبر الملك محمد السادس عن أسفه لـ”التوترات الإعلامية والدبلوماسية التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لاسيما في المحافل الدولية”، داعيا النظام الجزائري إلى “تغليب منطق الحكمة والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف الذي يضيع طاقات بلدينا ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا”.
وحث الملك محمد السادس الرئيس تبون على تغليب منطق الحكمة وتجاوز الخلافات، معتبرا “أنه من غير المنطق بقاء الحدود مع الجزائر مغلقة”. كما دعاه إلى “العمل سويّا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها الشعبان المغربي والجزائري عبر سنوات من الكفاح المشترك”.
ويرى المحلل السياسي المغربي محمد بودن أن هناك “تأكيدا ملكيًّا على أهمية الحوار وفتح الحدود لأن المرحلة التي تمر بها العلاقات الثنائية ينبغي معها تصور المستقبل بشجاعة وسعة نظر”، متابعا “قد تكون النكسات جزءا من رحلة البلدين في مرحلة معينة لكن إهمال الحلول أمر غير ذي جدوى طالما أن الوضع الراهن للعلاقات ليس نتيجة للعقدين الماضيين”.
وأضاف بودن، “توجد الآن بادرة حسن نية وإرادة من المغرب يلزمها ما يشبهها من الجزائر لإحياء روح التضامن بين ‘توأمين’، وهذا خيار استراتيجي سيمكّن البلدين معا من مواجهة الجيل الجديد من الأعباء والتحديات واستثمار الإمكانات البشرية واللامادية والمستقبلية للبلدين وصهرها في مجهود جماعي يمكن أن ينعكس إيجابا على الفضاء المغاربي”.
وخلص محمد بودن إلى أن “الخطاب الملكي خاطب العقل في الدولة الجزائرية وتمسك بالأخوة مع الشعب الجزائري لأن الوضع الحالي للعلاقات المغربية الجزائرية لا ينبغي أن تكون له علاقة بالماضي وبالمستقبل، ويمكن الانتقال إلى مساحة جديدة قائمة على القواسم المشتركة للتغلب على عدم اليقين وبدء الحد الأدنى من التعاون”.
أليس في الخاوة رجل رشيد ؟
كلما تبددت غيمة الحرب و اللاحرب إلا و امتعتنا قناة الجارة الشرقية بأغنية …. أملنا ترجع و تعود و تمحي الايام السود …
لكننا الفنا بعدها مباشرة ان يوقع هذا الشقيق بشقيقه فيما ينهك اقتصاده و يؤرقه أبعد ما يكون لأن أصل الخلاف ليس في شخص بعينه لكنه الفكر الأيديولوجي الذي يستعصى تجاوزه أو بالأحرى يؤتي و يستخلف من مريديه من باسه أشد و أشد مضاضة.
مر اسبوع و كما سبق جاءت رسالة واضحة عن أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله تثبت حسن النوايا بأصول واقعية من جميع الجوانب اقتصاديا و سياسيا و دينا و اخلاقيا.
فالعمل سويا بجدول زمني أقرب ما يمكن هو أسمى تناسب لتطوير العلاقات الأخوية. و تجاوز الخلافات هو الوضع الطبيعي الذي يجب أن يكون.
من الشعب الجزائري من رأى في الخطاب الملكي عين العقل و الحكمة و منبظ الشجاعة التاريخية إلى حد مطالبة رئيسهم بالتجاوب السريع .
لكن من الجنرالات العجائز من لم يستسغ مضمون الخطاب اما لقصر النظر أو تعصبا لمعسكر بائد أو
تحرزا لعقد وصاية القوى الأوروبية التي لا يهمها في الأمر سوى الإستفادة المستمرة من ثروات الجزائر ضدا على شعبها . فسخرت هؤلاء الجنرالات للحيلولة دون إنشاء المغرب العربي.
… أملنا ترجع و تعود و تمحي السنوات السود… فليس من بين الشعبين حسود و لا حقود حبذ غلق الحدود . و الرهانات الحالية تفرض على الجميع بما فيهم مستثمروا الدمار و الخراب و الجسم الغريب أن يتحاكموا إلى الحكمة و العقلانية لتجاوز الفكر التقليدي و انصاف القضايا و المصالح العليا لكل دول الجوار. و التفاعل الجماعي حول التحديات المشتركة …
أليس في الجنرالات رجل رشيد؟!!