المرزوقي: نداء المغرب للجزائر لطي صفحة الماضي سيخرج الاتحاد المغاربي من غرفة الانعاش
المباركي
تمنى منصف المرزوقي، رئيس دولة تونس الأسبق، أن يجد نداء المغرب للجزائر من أجل طي صفحة الماضي، وإعادة فتح الحدود بين البلدين، وتعزيز التعاون المشترك، آذانا صاغية حتى ” يخرج الاتحاد المغاربي من غرفة الانعاش لغرفة النقاهة بانتظار عودته للمشي على قدميه”.
واعتبر المرزوقي، في تدوينة له على صفحته في فيسبوك، أن نداء الملك محمد السادس لفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الجزائرية المغربية “أمر جد إيجابي” مضيفا “أظن أنه جاء في الابان لتجاوز آخر أزمة”.
وشدد رئيس تونس الأسبق ألا ” شيء أشد الحاحا اليوم في منطقتنا قدر عودة الصفاء بين الاخوة المتخاصمين لمواجهة أخطار مشتركة آخرها تحرّك الضباع من أوكار التخلف والاستبداد والعنجهية لتدمير منطقة كان من المفروض ألا يقتربوا أصلا من حدودها فما بالك أن يصبحوا من اللاعبين الكبار فيها”.
وكان الملك المغرب محمد السادس دعا أمس السبت في خطاب ألقاه بمناسبة عيد العرش، الرئيس الجزائري “للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين، مؤكدا على أن “الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول”.
وجدد الملك محمد السادس ” الدعوة الصادقة لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار”، مشددا على أنه لا هو ولا الرئيس الجزائري الحالي ولا حتى الرئيس السابق (عبد العزيز بوتفليقة) مسؤولون على قرار إغلاق الحدود بين البلدين منذ 1995، معتبرا أن “الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، وشعبين شقيقين، لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية”
واشار عاهل البلاد إلى أنه “ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمراره (قرار الإغلاق)زأمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا”. وقال إنه “ليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم أي مبرر مقبول”.
ولفت محمد السادس الى أن “المغرب يحرص على مواصلة جهوده الصادقة، من أجل توطيد الأمن والاستقرار في محيطه الأفريقي والأورو-متوسطي، وخاصة في جواره المغاربي”، مؤكدا ” لأشقائنا في الجزائر، أن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیکم منه أي خطر أو تهديد، لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا”، معتبرا أن أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره، وأن “ما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر؛ لأنهما كالجسد الواحد”، لأن “المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان”.