أداة حجرية تكشف أقدم استيطان بشري في المغرب

حنان الفاتحي

توصل فريق من الباحثين من جنسيات مختلفة إلى اكتشاف أداة  حجرية من المرحلة الأشولية في أطراف مدينة الدار البيضاء، وهي تُعتبَر الأقدم بين هذا النوع من الأدوات الأثرية في شمال أفريقيا، إذ تعود إلى 1.3 مليون سنة، على ما أفاد باحثون مغاربة شاركوا في البرنامج البحثي.

وكان علماء الآثار يعتقدون حتى الآن أن الحضارة الأشولية التي تميزت بابتكار الأدوات ذات الوجهين خلال العصر الحجري القديم السفلي، نشأت قبل 700 ألف عام في هذا الجزء من شمال أفريقيا.

وأوضح عالم الآثار المغربي عبدالواحد بن نصر أن الأداة المكتشفة تعود إلى حقبة أقدم بنحو الضعف مما يجعل للمغرب موقعه في هذا المجال “على نطاق القارة” الأفريقية، إذ تظهر الاكتشافات الموثقة أن الأشولية في شرق أفريقيا تعود إلى نحو 1.8 مليون سنة، وأنها وُجدَت في جنوب القارة قبل 1.6 مليون سنة.

واعتبر الفرنسي – المغربي عبدالرحيم محب أن هذا الاكتشاف “المهم” يساهم “في إثراء النقاش حول ظهور الأشولية في أفريقيا”.

ويستند البحث على دراسة الأدوات الحجرية (ذات الوجهين أو الفؤوس أو النوى) والمعطيات الجيولوجية المستخرجة من موقع “طوما 1” الواقع غرب الدار البيضاء حيث تجرى حفريات منذ ثمانينات القرن العشرين.

واكتشف علماء الآثار في الموقع “واحداً من أغنى التجمعات الأشولية في أفريقيا”، بحسب محب الذي شدد على أهمية هذا الاكتشاف نظراً إلى أنه يتعلق بحقبة “ما قبل التاريخ وهي فترة معقدة لا يتوافر في شأنها سوى القليل من البيانات”.

كذلك أتاح البحث اكتشاف “أقدم استيطان بشري في المغرب” وفق ما أكد المدير المشارك، موضحا أنهما “متغيرات من الإنسان المنتصب”

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: