القضاء الإسباني يحفظ دعوى ضد زعيم البوليساريو بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

مجدوبي

قرر القضاء الإسباني حفظ دعوى ضد زعيم البوليساريو إبراهيم غالي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية كانت قد تقدمت بها جمعية حقوقية صحراوية، وكانت هذه الدعوى من أسباب التوتر بين المغرب وإسبانيا.

وأفادت وكالة أوروبا برس بقرار القضاء الإسباني اليوم الخميس، حيث قرر القاضي سانتياغو بيدراث من المحكمة الوطنية المكلفة بالملفات الكبرى حفظ الدعوى التي تقدمت بها الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان متهمة زعيم البوليساريو بارتكاب جرائم ضد الإنسانية يفترض أنها وقعت ما بين سنتي 1975 و1990 ضد صحراويين. ويعلل القاضي قراره بغياب “أدلة مقنعة” حول تورط غالي في جرائم التعذيب.

وكانت الجمعية، وفق الدعوى، قد اتهمت إبراهيم غالي باستهداف ضحايا معينين ينتمون إلى قبائل معينة دون غيرها وهو ما يشكل “تصفية إثنية”، لكن قاضي التحقيق رفض هذا الطرح علاوة على اعتقاده في “عدم وجود معطيات كافية تتعلق بزمن ومكان وقوع عمليات التعذيب والتصفية الإثنية”.

وكانت الجمعية الحقوقية الصحراوية قد تقدمت بالدعوى سنة 2008 ضد عدد من مسؤولي البوليساريو، بجانب عدد من الضباط الجزائريين، وبلغ عدد المشتكى بهم 20 شخصا. ويؤكد القاضي في تقريره استمرار التحقيق مع آخرين الذين لم يحضروا حتى الآن بينما تم إغلاق ملف إبراهيم غالي بعد الاستماع إليه والاستماع إلى الشهود الذين يتهمونه.

وتوجد دعوى أخرى ضد إبراهيم غالي تعود وقائعها إلى الأمس القريب، عندما تقدم صحراوي وهو فاضل بريكة بدعوى أمام القضاء الإسباني ضد زعيم البوليساريو يتهمه باعتقاله وتعذيبه ما بين شهري يونيو ونوفمبر من سنة 2019، وسيحقق القضاء فيها كذلك وقد يستدعي مجددا زعيم البوليساريو.

وأخذت الدعاوى ضد إبراهيم غالي اهتماما سياسيا وحقوقيا بعدما جاء إلى إسبانيا خلال أبريل الماضي للعلاج من كوفيد-19، ودخل إلى هذا البلد الأوروبي بدون المرور عبر نقطة مراقبة الجوازات. وتسبب زيارته الطبية إلى إسبانيا في أزمة بين مدريد والرباط، حيث اتهمت الحكومة المغربية الإسبان بالتستر على دخول غالي هربا من الملاحقة القضائية. واضطر القضاء إلى استدعاء غالي للتحقيق معه، وحدث ذلك في الأول من يونيو الماضي، وفي اليوم الموالي غادر زعيم البوليساريو إسبانيا نحو الجزائر.

وكان نشطاء صحراويون ومغاربة قد تقدموا بدعاوى مضادة أمام المحكمة الوطنية في العاصمة مدريد تتعلق بالتعذيب وجرائم ضد الإنسانية، لكن القضاء الإسباني لم يصدر الحكم في أي ملف حتى الآن، وعادة ما يقوم بالحفظ.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: