العدالة والتنمية المغربي يستنجد بشعبية بنكيران في الانتخابات القادمة

الماموني

عاد عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام السابق للعدالة والتنمية المغربي، إلى المشهد السياسي في البلاد مجددا بعدما تم اختياره وكيلا للائحة الحزب بدائرة سلا المدينة، قرب العاصمة الرباط، في الانتخابات البرلمانية القادمة.

ويتمتع بنكيران بشعبية واسعة لدى سكان سلا المدينة، حيث تم الترحيب بعودته من طرف غالبية أعضاء المجمع الانتدابي (الأعضاء الذين لديهم حق اختيار المرشحين) للترشح باسمه خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

ولم تطرح الأمانة العامة للحزب أي اسم لمرشح آخر باسمها على صعيد دائرة سلا المدينة بخلاف باقي الأقاليم والجهات، وهو الأمر الذي يؤكد ضمنيا عدم اعتراضها على ترشح بنكيران للموعد الانتخابي المرتقب.

ويرى الباحث في القانون العام والعلوم السياسية حمزة الأندلسي بن إبراهيم أن “عبدالإله بنكيران يمتلك قاعدة شعبية داخل حزبه وما زال يتمتع بمناصرين، وهو ما أهله للحصول على أغلبية مطلقة من الداعمين لترشيحه”.

وأضاف الباحث المغربي في تصريح لـه أن “استفادة الحزب من حملته المحلية تبدو أمرا صعبا لأن ثقة المواطنين في الحزب تقلصت نسبيا بفعل السياسات المتخذة من قبل الحكومتين اللتين ترأسهما حزب العدالة والتنمية منذ العام 2012”.

وتحصّل بنكيران على 21 صوتا من مجموع أصوات أعضاء المجمع الانتدابي للحزب (24 صوتا) أثناء عملية التصويت لاختيار مرشحي حزب العدالة والتنمية.

وقال سعدالدين العثماني، رئيس الحكومة والحزب، إن “ترشيح الأمين العام السابق للحزب نبع من القاعدة”، موضحا أن “بنكيران لم يكن حاضرا خلال ترشيحه”.

وأكد العثماني في تصريح إعلامي الأحد أن إجراءات اختيار المرشحين للانتخابات تعطي للأمانة العامة للحزب حق التدخل في المقترحات التي تصل إليها من القواعد “في حدود معينة”، مشيرا إلى أن الحزب يحرص على “إعطاء الأولوية للشباب”.

وتكتم العثماني على موقفه الشخصي من ترشيح بنكيران، مشيرا إلى أن حزبه هو الأكثر تجديدا في مجال النخب، وقال “لدينا 82 في المئة نخبًا جديدة”.

وبخصوص ما إذا كان بنكيران سيخوض الحملة الانتخابية إلى جانب الحزب رد العثماني بأنه لا يعرف، مشيرا إلى أن هذا السؤال يجب أن يوجه إلى بنكيران نفسه.

وبرر أعضاء من داخل الحزب اختيار عبدالإله بنكيران بوصفه رجل سياسة وتواصل لا نظير له داخل حزبهم، وباستطاعته إعطاء دفعة قوية في المعركة الانتخابية بعد الإنهاك الشديد الذي لحق تنظيمهم السياسي.

ويتحفظ الكثير من القياديّين على ترشيح بنكيران للانتخابات المقررة في سبتمبر المقبل، باعتبار أنه سبق له تولي مسؤولية رئيس حكومة.

وأكد حمزة الأندلسي بن إبراهيم أن “ليس هناك قانونيا ما يمنع ترشيحه؛ فعبدالإله بنكيران مواطن مغربي له حقوق سياسية ومدنية يتمتع بها على غرار كافة المواطنين المغاربة المؤهلين للترشيح، وإن كان عرفيا لم يسبق لأي وزير أول أن ترشح للبرلمان بعد نهاية مهامه”.

وأفاد الباحث المغربي بأن “عبدالإله بنكيران بهذا الترشيح يرسخ ممارسة حديثة في المشهد السياسي المغربي تتمثل في عودة رئيس الحكومة السابق إلى صناديق الاقتراع بعد استراحة سياسية، هذا دون أن ننسى أن الرجل سبق له الترشح لمجلس النواب في انتخابات 2016”

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: