الزوجين لا يتحملان هموم ومشاكل الاسرة ويلجأن للطلاق كأسرع الحلول. شهادات لأفراد الجالية عن الطلاق بالمهجر 1
بوشعيب البازي
أصبحت رؤية سيارة الشرطة وطرق أفراد الشرطة على أبواب الجيران بعد منتصف الليل مشهدا متكررا وضمن روتين الحياة العادية فيالمبنى السكني الذي أقيم جانبه، والسبب هو الخلافات الزوجية التي اشتعلت بين جاري و زوجته المغربية وزادت وتيرتها والعنف المصاحبلها والإزعاج المستمر الجيران بعد طلبها للطلاق…
وكلما تكلمت مع احد الزوجين عن سبب المشاكل يلقي احدهما باللوم وافتعال المشاكل والظلم وإنكار العشرة والمعروف للآخر، ولأني كنتاعرفهما معرفة سطحية لم استطع التعرف على المشاكل الجوهرية التي أدت إلى انهيار علاقتهما الزوجية التي كنت وكل الجيران نظن أنهاتسير على خير ما يرام، وأسفرت مؤخرا عن ترك ابنتهما الوحيدة (14 سنة) للبيت بعد أن ضاقت ذرعا بمشاكلهما العصية على الحل،واستحالة استعادتهما للتفاهم والسلام العائلي المفقود، وقررت العيش مع جدتها ولم أرها منذ تركت البيت .
صحيح جدا انه ليس هناك علاقة زوجية أو بيت اسري ليس فيه خلافات وبعض المشاكل العادية التي يحلو لعلماء الاجتماع ورجال الدينتسميتها ب ملح الحياة، لكن صحيح أيضا أن بعض المشاكل والخلافات بين بعض الأزواج ليس ثمة حل لها إلا بالهجران أو الانفصال أو(أبغض الحلال) وهو الطلاق، وهو المعضلة التي تواجهها كل الأسر أيا كانت أصولها أو خلفيتها الاجتماعية أو ديانتها أو المستوى العلميوالثقافي أو المستوى المعيشي والمادي الذي تتمتع به.
لتكثر وتتراكم وتتفاقم لتهد كيان الأسرة والعائلة ؟ وكم من المشاكل وانعدام فرص التفاهم والتقدير وحسن الظن ترى كم من المشاكلوالخلافات العادية تم إهمالها لتكثر وتتفاقم وتهدد كيان الأسرة ؟ وكم تسبب انعدام فرص التفاهم والتشجيع والتقدير وقلة التفاهم ، وإرساءمبدأ سؤ الظن و التربص بالآخر وإفشاله والإساءة إليه و الافتقار إلى أدنى أسس المشاركة البناءة والايجابية والدعم اللامشروط فيالحياة الزوجية بين الطرفين …. بشكل مباشر في إفشال زواج الكثير من الرجال والنساء وتحطيم بيوت كانت سعيدة وتسببت بألم وحزنعميق في نفوس الأبناء المتعلقين و(المعلقين) بين الطرفين شدا وجذبا وعلى طاولة المساومات والتنازلات و الخوف من خسارة حقوق الحضانةوالوصاية وحقوق الرؤية القانونية وجلسات المحكمة للفصل بين الزوجين.
أنتم جميعا معنيين بالإطلاع على مشاكل نخبة من أبناء الجالية المغربية الموجودة في بلجيكا ، الذين قدموا لنا خلاصة تجاربهم الشخصيةوالأسباب القهرية (من وجهة نظرهم) التي دفعتهم لاتخاذ قرار الطلاق، محاولين تقديم خبراتهم الايجابية وحتى السلبية للناس، كييستفيدوا منها قدر الإمكان خاصة بعد تصاعد نسب إحصائيات الطلاق بين أبناء الجالية وبين فئة الشباب والمتزوجين الجدد تحديدا إلىمعدلات عالية باضطراد يستدعي معها الوقوف على أسباب هذه الآفة الاجتماعية ومحاولة دراسة الحلول لتدارك تداعياتها، واحتواء آثارهاعلى الأسر العربية وعلى الأبناء الذين هم نواة أجيالها الجديدة القادمة ..
“الدليل ” تنطلق في تحقيق اجتماعي حول الطلاق، نبدأه أولا مع بعض النساء – دون أسماء أو هوية ـ اللاتي مازلن يعانين من “معركة” الطلاق مع أزواجهن وأخريات حسمنها لصالحهن و لكن مازلن يعشن آثارها السلبية حتى الآن وتجارب أخرى متنوعة من خلال الآراء التالية:ـ
نسبة كثيرة من النساء يعشن مع أزواجهن مضطرات وغير قادرات على اتخاذ خطوة الطلاق خوفا من المصير المجهول الذي ينتظرهنوينتظر أطفالهن (أهي عيشة والسلام)
سيدة تحكي لنا …
ـ برأيك ما هي ابرز الاسباب التي تدفع للطلاق ؟ وهل تختلف اسباب الطلاق هنا عن اسباب الطلاق في الوطن الام؟
ـ نعم طبعا (هنا مفيش حاجة بتربط الراجل) لان المرأة هنا مؤمنة من ناحية الجانب المادي وفي حالة الطلاق تجد لها ولأبنائها المأوى، فيالوطن الام فتكون المرأة مهددة وإذا طلقت تجد نفسها وأطفالها في الشارع ،،
ـ لكن الرجل ايضا يتهم المرأة المغربية انها لا تتحمل مشاكل وهموم الحياة الزوجية كما كانت ستفعل في بلدها الام (وتقف للرجل علىالواحدة) ومع أول مشكلة أو موقف تهدد الرجل بالشرطة و بالطلاق ؟
ـ انتي محقة نسبة الطلاق ايضا في بلدنا زادت كثيرا والسبب ان كلا الزوجين لا يتحملان هموم ومشاكل الاسرة ويلجأن للطلاق كأسرعالحلول، لكن في المهجر المرأة يكون عندها اهلها وشغلها وعندها املاك معينة اما هنا (مفيش عندها حاجة) ايضا وجود العائلة ومناخالمجتمع المحافظ عند الطرفين هناك يلعب دور مهما في الصلح وتأجيل او الغاء فكرة الطلاق، ايضا اخلاقيات (العيب وكلام الناس) وتأثيركبار العائلة والأهل تقف مانعا في كثير من حالات الطلاق، بينما هنا في بلجيكا تتمتع المرأة باستقلال مادي حتى اذا لم تكن تعمل تلقىالرعاية والعناية الكاملة، والقوانين كلها تدعمها ولا تجعلها متعلقة بزوجها وفي حالة تبعية مستمرة له بل تجعلها كائن منفصل له حقوق وعليهواجبات، ولا ننكر ان استقلالية المرأة المادية والقانونية والاجتماعية هنا تشجعها وتدعم قرارها في طلب الطلاق في حال شعرت بصعوبات فياستمرار حياتها الزوجية … وحين تختلط الزوجة الجديدة بنساء عربيات سبق لهن العيش في بلجيكا فإنهن ينقلن لها تجاربهن الشخصيةالسلبية ويطلعنها على حقوقها كزوجة ولى حقوق المرأة وحقوق الانسان وحقوق الطفل بشكل عام، وبصراحة اكثر يشجعنها على طلب الطلاقاذا كانت زوجة مُعنفة معنويا أو بدنيا و طلبت مشورتهن ونصحهن في هذا الموضوع، والحقيقة هي ان الرعيل الاول من المغتربين اوالمهاجرين العرب والجمعيات النسائية التي تدعم المرأة والأسرة يلعبن دورا مهما في توعية المرأة المغربية بحقوقها هنا ، ( عيالات بزاف وأنامنهن “مكناش” نعرف اي حاجة عن حقوقنا) انا موجودة هنا منذ 17عاما وحين جئت هنا كنت متعلمة واعمل لكن حين جئت هنا بعد الزواج(اتقفل عليه) وتعلمت حقوقي حين بدأت اواجه المشاكل مع زوجي.
ـ وكيف تعرفت على حقوقك هل سألت صديقاتك أم استشرت المختصين الاجتماعيين ؟
ـ لا طبعا صديقاتي يعشن نفس ظروفي لم يكن يعرفن شيئا وكن يعشن نفس معاناتي، بالصدفة البحتة وبعد عذاب تعرفت على حقوقيوحقوق ابنائي هنا.
كم من اللاتي تعرفيهن هنا يعشن حالة طلاق او انفصال عن ازواجهن ؟
ـ ليست نسبة كبيرة لكن اؤكد لك كل من اعرفهم عايشين مع ازواجهن مضطرين (مش قادرين يعملوا هذه الخطوة)
ـ لأنهن خائفات من المجهول ويشعرن بقلق كبير اذا اقدمن على الطلاق، ألا يستطعن تحمل مسؤولية البيت والأطفال لوحدهن من ناحية عدمقدرتهن على تعلم اللغة وعدم قدرتهن على العمل لتامين متطلبات . ويجب على المرأة ان تنطلق بحياتها ولا تعيش على المساعدات .. اصلاالنساء المغربيات هنا يشعرن بالخوف من كل شيء وعلى كل شيء وفي حالة الطلاق سيزداد الخوف والشعور بعدم الأمان.
أضافت سناء
عندنا مهاجرين من المغرب منذ الستينات و منذ السبعينات وحين نرى هذه الفئة ونقارنها بحالات الهجرة واللجوء الذي حصل في السنواتالاخيرة سنجد ان معدل الطلاق لم يبق نفسه وإنما في ازدياد وتصاعد مستمر، وذلك لان الرعيل الاول من المهاجرين جاءوا ومعهم اسرهمفظلوا يحملون نفس التقاليد والأعراف الاجتماعية الموروثة عن الوطن، وهي ان المرأة تسكت وتتحمل وتسكت اذا خانها زوجها وتسكت اذامرضت، تعودت على السكوت وتجاهل حقوقها فهكذا تربت وهكذا نشأت. لكن الجيل الجديد من الزوجات اختلف عنا كثيرا وصار اكثر شجاعة كما ان ثورة الانترنيت والانفتاح على العالم والثقافات اثر كثيرا في مستوى الوعي بمسالة حقوق المرأة وحقوق الانسان بشكل عام،والجالية المغربية التي وصلت لبلجيكا حديثا اخذوا حقوقا وامتيازات وتعلموا اللغة واستفادوا من قوانين الهجرة الحديثة المهمة اكثر منا بكثيرومن ضمنها حقوق المرأة والطفل المادية والاجتماعية. هناك تبادل للخبرات بين الزوجات الجدد والمطلقات في هذا الصدد ويتبادلن عناوينودور الرعاية الاجتماعية والأسرية المتاحة لتقديم الدعم والاستشارة الاجتماعية والقانونية وهذا قصر الطريق الحافل بالصعوبات سابقا علىالكثير من النساء وسهل من عملية اتخاذ قرار الطلاق بالنسبة للبعض.
(أمينة) قاطعت حديثنا
تقول اكثر النساء اللاتي اعرفهن مطلقات او على وشك الطلاق وهذا امر مؤسف بالنسبة للأسر المغربية ، انا جئت لبلجيكا قبل نحو 25 عاماومازلت متمسكة بزوجي وأسرتي برغم كل المشاكل والخلافات التي تعرضنا لها فمن واجب المرأة ان تصبر وتتحمل لأنها نواة البيت والأسرة وإذا كانت المرأة قوية وتريد الحفاظ على بيتها ستنجح في الحفاظ على زوجها وبيتها وأولادها اما اذا كانت ضعيفة وتسمح للآخرين التدخلبحياتها فستخسر بيتها، وبرأيي المسؤولية الاكبر في الحفاظ على البيت الاسري والأطفال تقع على عاتق الزوجة ( ولادي خلقوا في بلجيكالكن الحمد لله مازالوا متمسكين بتقاليدهم المغربية حتى ان ابنتي الكبيرة تعطيني أجرها كله وأنا اعطيها المصروف)،
… اجبتها مازحة هل ستبقى تعطيكي أجرها اذا تزوجت؟ وضحك الجميع…
.
سمحت له بإساءة معاملتي لفترة طويلة وكنت اضحي واصبر من اجل اطفالي لكن حين رأيت انه سيحولهم الى نسخة مني رفضت وطلبتالطلاق ولست نادمة
استبد الخوف بضيفتي التالية (وهي مطلقة منذ سنوات ولها طفلين) وأنا اسالها عن سبب الطلاق بحيث طلبت عدم ذكر الاسم او حتىمدينتها بالمغرب التي تنتمي اليها والسبب كما بررت ان زوجها قارئ جيد للجريدة وليس فقط زوجها بل كل الجالية المغربية تقرا الجريدة حال صدور مقالاتها ولهذا تخاف ان يتم التعرف عليها بسهولة وبدأت بسرد معاناتها وتجربتها مع الطلاق قائلة: انا في بلجيكا منذ 10 سنوات وجئت بعد زواجي في بلدي الام بفترة بسيطة وبعد اتمامنا لدراستنا الجامعية ونعتبر من الطبقة الوسطى وزواجنا كان تقليديافزوجي كان مقيم في بلجيكا (ونزل يدور عروسة وحصل النصيب)
في حالتي لا اظن ان وضعي وأسبابي تختلف كثيرا عما قالته لك النساء المغربيات من قبلي وأهمها ان الرجل المغربي ينظر الى كل النساءعلى انهن صنف واحد ونوعية واحدة لذلك غالبا ما يرددون( كلكم صنف واحد او صنف نمرود) لان الرجل عادة يكون قد تعرف وأقام علاقاتمع كثير من النساء واغلبهن سيئات يظن ان كل النساء هكذا فينتابه الشك المرضي والوساوس وسوء المعاملة لزوجته ويقارنها دائما بسلوكومساوئ النساء الأخريات وهي لا ذنب لها بخبراته السيئة السابقة
ـ هل طرأت على حياتك هذه المشاكل بعد الزواج مباشرة ام كانت هناك حياة زوجية سعيدة وتفاهم ثم ساءت الأوضاع بينكما بعد سنوات ؟
ـ مبدئيا كان هناك اساءة ظن وعدم ثقة بقدراتي من قبل زوجي منذ البداية فكان يقلل من قدراتي وكفاءتي في ادارة البيت ويشكك في وعييوقدرتي على التصدي للمشاكل ولهذا عشت سنوات حياتي الاولى معه في تعتيم كامل وكان يمنعني من اقامة علاقات مع جاراتي اومصادقتهن مخافة فقدانه للسيطرة ويظن أنني سأستقوي عليه.
وأسباب اخرى مثل انه لم يكن يتيح لي حرية التصرف في ميزانية البيت او في المشاركة في اعداد وإقامة المناسبات العائلية ولا حتى فيالتسوق دائما يوجه لي ملاحظات سلبية ونقد، حتى في المطبخ المملكة الخاصة لكل زوجة كان يقف رقيبا على طريقة طبخي ويعدل ويعطيالملاحظات وأحيانا هو الذي يطبخ وليس انا بحجة انني لا اجيد الطبخ وسيعلمني الطريقة الصحيحة لطبخ اي اكلة مهما كانت بسيطة وغالباكان يطردني من المطبخ وهو الذي يطبخ وهذا كله لأنه عاطل عن العمل.
ـ متى قررت ان تحسمين وضعك الاجتماعي وتتخذين قرار الطلاق ؟
ربنا اراد ان يقع الطلاق بعد 10 سنوات لأنني لم اعد احتمل المزيد وقررت ان اطلب الطلاق وسبب بقائي في علاقة زوجية سامة هو انني(مكنتش مركزة) وكنت ضعيفة وبحاجة الى تعزيز ثقتي بنفسي وبسبب تراكمات العنف المعنوي الذي تعرضت له لسنوات طويلة قررت اناضع حدا لكل ذلك بالطلاق رغم ان الاسباب المادية ليست هي السبب في اتخاذي القرار لأنني كنت قد تعودت على العيش بمستوى ماديضعيف هنا واستسلمت له وتحملت الكثير لأجل اطفالي ولكي لا يحرمون من والدهم ويعيشوا في جو اسري لكن اي ام حين تشعر انابناءها في خطر وأنهم يتعرضون للتعنيف وسؤ المعاملة على يد الاب لا تترد بالطلاق حتى الحيوانات تدافع عن صغارها بالغريزة فكيفبالأم وحين استشعرت انه عازم على محو شخصية ابنائي كما فعل معي احسست بوطأة تأنيب الضمير اذا صمت وسمحت له ان يفعل بهمذلك .
ـ وكيف تدبرت امورك وأمور عائلتك بعد الطلاق ؟
ـ بحثت عن عمل يناسب قدراتي وتعليمي وقررت ان اعتمد على نفسي كليا وبدأت بفصل اسمي و حياتي وكل اوراقي ووثائقي عن اسمالزوج من اجل تسهيل اجراءات الطلاق ولجأت الى منظمات البلجيكية لمساعدتي في كيفية الاعتماد على نفسي والاستقلال مع اولادي عنبيت الزوج .
ـ كيف اذن حصل الطلاق او الانفصال هل لجأتم لاستشارة او موافقة دينية عن طريق شيخ جامع مثلا ؟
ـ الطلاق عن طريق شيخ جامع بان يكتب لك ورقة ويسمح لك بالزواج من آخر بورقة (كلام فارغ) وتلاعب بالدين طبعا يجب رفع قضية طلاقبالمحاكم البلجيكية و قضية طلاق بالمغرب لأننا تزوجنا في البلد الام ويجب الحصول على وثيقة طلاق من نفس البلد حتى تعترف بها المحاكمالبلجيكية هنا ولاني لم اترك زوجي من اجل الزواج من آخر او لأجرب حظي مع الزواج ثانية فان اثبات الطلاق ليس اولوية بالنسبة لي لأنطلب الطلاق في البلد الأم يستلزم توكيل محامي ومال ووقت وجهد جبار ناهيك عن تدخلات الأهل من الطرفين
ـ في لحظة صدق مع نفسك ومع القراء هل ندمت على طلبك الطلاق؟ وهل تتمنين لو انك لم تتخذ هذه الخطوة بعد العشرة الطويلة مع زوجك؟
ـ صدقيني لم اندم بل اشعر انني تأخرت كثيرا في اتخاذ هذه الخطوة وألوم نفسي على ذلك .
المرأة المغربية تخوض معركة الطلاق مرتين مرة في بلجيكا والثانية في البلد الام وغالبا ما يكون طلب الطلاق هناك اكثر قسوة وصعبالتحقيق لأنها ستكون هدفا للانتقام والابتزاز من قبل الزوج وعائلته .
بعد تجربة طلاقها قررت ان تكون ناشطة مدنية في مجال حقوق المرأة والعمل في الجمعيات الاجتماعية لتقديم المشورة والمساعدةوالاستشارة المجانية لكل الاسر والعائلات العربية وتحفظت على ذكر الاسم او الجمعية التي تعمل فيها قائلة :ـ
هناك تزايد مضطرد في حالات الانفصال والطلاق المنتشرة بين ابناء الجالية المغربية وقليل جدا من الجمعيات او الجهات المسؤولة التيتتكفل برعايتهم ودعمهم وإرشادهم ومساعدتهم في حياة الانفصال الجديدة التي يقبلون عليها. بالنسبة لي لم ألجأ لإطراف خارجية او ايجهة للمساعدة لأنني متعلمة ومنظمة وعادة لا اخذ المعلومة من اي جهة دون ان ابحث فيها فبعد ان اخذت خطوة الطلاق رتبت حياتيوأولوياتي ومضيت في طريقي بلا خوف او قلق وشيئا فشيئا نجحت، وبدون اجادة اللغة والعمل ما كنت لأنجح لأنهما عاملان مهمان جدافي استقلالية الانسان والمرأة بشكل خاص، وللأسف ومن واقع معايشتي للمشاكل الاجتماعية والأسرية بالنسبة للجيل الجديد (لم يعد احديضحي من اجل احد خلاص) ومع اول مشكلة يقرر الزوجين الطلاق وهذا خطأ لان هناك عيوب عند الزوجين (ممكن تتصلح ) وتحتاج الىوقت للتأقلم وطالما كان هناك هامش من الحب والاحترام والتفاهم والثقافة المتقاربة بين الزوجين، وإذا كانا يتمتعان سوية بحرية الرأي وحريةالتصرف وفق الاطر الاجتماعية المقبولة ويوفران مناخ عائلي يغلب فيه التسامح والتعالي على الاخطاء البسيطة لكلا الطرفين و يتحليانبهامش من الاعتماد على النفس والاستقلالية في الشخصية لمواجهة الظروف الطارئة على الاسرة فيجب الحفاظ على الزواج وديمومتهوالنضال من اجله، اما اذا انعدمت كل هذه المقومات الاساسية في اي زواج ستتراكم المشاكل والخلافات والتربص بالأخطاء وإطلاقالاحكام القاسية وإهانة اهل الزوجة او الزوج بعد كل خلاف عائلي عادي وتعليق المشانق بين الطرفين مما يصعب جدا من الحفاظ علىالزواج والأسرة.
وبسبب طبيعة عملي مع الجاليات والأسر العربية ارى ارتفاعا دائم في حالات الطلاق وأرى متاجرة بالزواج من خلال غلاء المهور للفتياتالمغربيات هنا بالسبة للأزواج الذين يأتون من البلد الام ويكونون مضطرين لهذا النوع من الابتزاز المادي من قبل الزوجة وأهلها من اجلالاوراق والإقامة وغيره، ثم يتحول الامر الى غل وانتقام وطلاق والتلاعب بالأطفال بين الابوين….وهكذا دواليك .. وهذا لا يقتصر على جنسيةعربية معينة او جالية معينة بل منتشر تقريبا في كل الجاليات والجنسيات العربية هنا,
انصح كل الاسر والأزواج البحث عن الاستشارة الاجتماعية والقانونية الصحيحة وطلب المساعدة من قبل الجهات المعنية، خاصة بالنسبةلحالات العنف الاسري المنزلي ولو بحثت المرأة على الانترنت وكتبت حتى لو باللغة العربية ضحايا العنف الاسري او المنزلي في المانيا ستجدجهات ومؤسسات حكومية وخاصة معنية بهذه القضايا
كنت اعيش نظريا في طلاق عاطفي وصمت بل خرس زوجي ولم يكن يجمعني معه اي رابط حقيقي او اهداف او خطط مستقبلية
(نادية) كما اطلقت على نفسها كانت من ضمن الاسر المغربية الشابة التي انتهت بالانفصال حيث قالت ان اسباب طلاقها مختلفة عنالاسباب التقليدية والمألوفة في الاسر المغربية لخصتها ( لم اكن اعيب عليه خلقا او مستوى ثقافي حتى اننا كنا نحب بعضنا ) ولكنيقررت ترك كل هذا خلف ظهري والمضي بحياتي
لماذا ؟
ـ كنا قد تعرفنا على بعضنا بشكل سطحي في بلدنا الام وتقريبا كان يعيش معي قصة حب من طرف واحد وكان يقيم في بلجيكا لتحقيقاحلامه بمتابعة التعليم وفرص العمل الجيد في بلد اوربي ولأنني كنت في بلد تشتعل فيه الخلافات و وتردي الاوضاع الاقتصادية … قررتالموافقة على طلبه وحدث الزواج بعد ان وعدني بأنه لن يقف في طريق اكمالي التعليم والعمل وسيدعمني بل قال انه سيجعلني اعيش حياةالاميرات
ـ هل أوفى بوعوده معك بعد الزواج ؟ ابتسمت وبحزن شديد اجابت
ـ من الناحية المادية لم اشتك، ايضا من ناحية حسن التعامل اذا جاز القول كان تعامله طيبا معي لكنه كان مدمن على العمل اي انه كانيقضي جل وقته بالعمل وحين يعود للبيت لا ينفك عن العمل حتى ساعات الصباح الاولى، واخجل ان اقول لك انه لم يأخذ اجازة من عملهحتى في اليوم الذي تزوجنا فيه، وطبعا انا اصبت بصدمة كيف يذهب للعمل في يوم زفافنا وسألته لكنه قال اننا نوشك على بدء حياة جديدةويجب ان نوفر المال وتكون لنا اولويات، لم اقبل تبريره لكنني استسلمت للأمر الواقع .. صدمة اخرى تعرضت لها حين قال انه لا يريد اننستعجل في انجاب الاطفال ويفضل ان نعيش حياتنا لوحدنا لفترة وطبعا اصابني الحزن لأنني شعرت انه يتردد في الانجاب مني لأنه لايحبني ولا يثق باستمرار الحياة بيننا لكنني لم اعترض ووافقته على الانتظار لسنوات قليلة قبل الانجاب رغم كل ذلك لم اشعر يوما بطعمالسعادة ولا الراحة النفسية بسبب الاهمال وتفضيل عمله وأصدقاءه المقربين على كل ما سواه والصمت المطبق والوحدة المخيفة التي بتاعيش فيها معه وبعد ثلاث سنوات من الزواج كنت افكر جديا بالانفصال عنه.
ـ هل تحدثت معه عن مخاوفه وهواجسك وتحاولين التقرب منه لحلها ؟
ـ حاولت كثيرا لكنه من نوع الاشخاص الذين يفضلون الصمت والعزلة وعدم المشاركة ، كنت دائما وحدي .. حتى في المرض اكون طريحةالفراش ويذهب للعمل ويقول اتصلي بي اذا احتجت شيء .. كنت اشعر بوحدة قاتلة خاصة بعد ان فقدت والدي وآنا ابنة وحيدة وكنت لااستطيع البوح بمشاعري لأحد .
اسبابك هذه قد لا تكون مقنعة بالنسبة لكثير من الزوجات
ـ صدقني الاسباب التي ذكرتها لك لا تقل اهمية ابدا عن الاسباب التقليدية المتعارفة للطلاق لأنني كنت اعيش نظريا في طلاق عاطفيوصمت بل خرس زوجي ولم يكن يجمعني معه اي رابط حقيقي او اهداف او خطط مستقبلية كنا نعيش كأننا شخصان يستأجران نفسالبيت .
ـ هل تقبل الطلاق بسهولة ؟
ـ لا ليس بسهولة لكنه شخص محترم وهو فعلا انسان طيب إلا ان طباعنا لم تتوافق وكنا مختلفين في كل شيء وفضلنا الانفصال لنحتفظبالصداقة الطيبة بيننا وهو تقبل الامر على مضض لكنه كان انفصالا متحضرا جدا و بالتراضي
هل انت نادمة الآن ؟
ـ انا حزينة جدا واشعر بتعاسة و بوحدة قاتلة لكنها ارحم مما كنت اعيشه سابقا لان من المؤلم جدا ان تعيشي مع شخص ولا تشعرينبوجوده الى جانبك لكن حين تتعايشين مع الوحدة والحزن لأنك مجبرة عليها وليس من اختيارك يكون امرا مقبولا الى حد ما ، لا انكر اننياعاني من اثار نفسية سيئة بسبب التجربة الفاشلة التي مررت بها وإنها جعلتني افقد ثقتي بنفسي وبالناس والرجال بشكل خاص، وافقدايماني بالحب وقيمته العظيمة، لكن ارجو ان اتجاوز هذا المحنة سريعا ( وأجهشت بالبكاء ) .
تدخلات أهلي وأهله أدت بنا الى نهاية مسدودة وانصح الفتيات المقبلات على الزواج اختاري (رجلا بمعنى الكلمة)
نادية زوجة شابة في ربيعها العشرين تزوجت في يوليو 2017 وانفصلت في نوفمبر019 2 سنوات قليلة فقط عاشتها تحت كنف الزوجية
ترى ما هي الأسباب التي ادت إلى انهيار علاقتها الزوجية بهذه السرعة ؟
ـ كنت اعيش في إسبانيا قبل ان انتقل لبلجيكا وآنا وزوجي من الجيل الثالث من المهاجرين اي الذين وصلوا اطفالا لبلد المهجر وكبرواودرسوا وعملوا وتزوجوا في أوروبا، وحصل الزواج بطريقة تقليدية عن طريق الاهل والأقرباء الذين رشحونا لبعضنا وتزوجنا هنا في بلجيكا حيث ولد زوجي وليس في مسقط رأسنا في المغرب وفي بداية الزواج كان (كل شيء تمام وكل شي اوكي ) وبقينا نقيم بعد الزواج في نفسالشقة التي تقيم فيها اسرة زوجي وحتى الى ما قبل وقوع الانفصال بفترة بسيطة وبسبب اقامتي مع اهله زادت الضغوط علينا وزادتالنفقات وزاد تدخل الاهل من الطرفين حتى ادى بنا الى الانفصال لأنه وصل الى درجة قال لي (خلص ما اقدر اشيل المسؤولية وحدي) ورغمانني كنت حامل بابننا الاول وعلى وشك الولادة اصر هو على الطلاق وحصل الطلاق فعليا بعد ولادة ابني ب3 اشهر
هل حصل الطلاق بسبب الضغوط المادية ولكونك اجبرت على العيش مع اسرته في مسكنهم ؟
ـ ليس فقط لأسباب مادية بل كما قلت لك بسبب تدخلات وضغوط اهله وحتى اهلي، لان اهلي كانوا مستمرين بالسؤال متى ستنقل ابنتنا فيمسكنها الخاص وأيضا بعد فترة بسيطة من الزواج شعرت انه تغير من ناحيتي وأصبح يضيق ذرعا بثقل المسؤولية لأنه يصرف على اهلهوعلى اسرته الصغيرة وأسباب اخرى كثيرة.. فهو يقول بسبب تدخل اهلك المستمر افسدوا علينا حياتنا، وأنا كنت اقول له بل بسبب تدخلاسرتك واضطرارنا للعيش معهم بدلا ان ننتقل بسكن خاص لنا. فكل واحد منا كان يلقي باللوم والسبب على الاخر
هل انتهى الاتصال والتواصل بينكما بعد الطلاق خاصة وان عندكما ابن مشترك ؟
ـ قبل ان يقع الطلاق حاولت معه كثيرا ان يعدل عن نيته وعزمه على الطلاق بل تكلمت مع والدته وشقيقاته وطلبت منهن التدخل وكانت والدتهتقول انتظري بعد الولادة عله يغير موقفه بعد ان يرى ابنه ويحمله بين ذراعيه وبقيت انتظر، وبعد الولادة لم يتغير شيء بل بالعكس بعد3 ايام افتعل معي مشكلة كبيرة وقرر ان نعلن الطلاق وكان مصرا عليه بشدة وتسلمت ورقة الطلاق الرسمي قبل شهر تقريبا
ـ هل اثر عليك الطلاق بشكل سلبي ؟
ـ المفاجأة ان حياتنا بعد الطلاق سارت على خير ما يرام بشكل حتى لم اكن اتوقعه فقد كنت متخوفة وقلقلة على مصير ابني فبعد سنة واحدةمن الانفصال انتقلت لسكن خاص بي و حصلت على شهادة في اللغة الفلامانية وواصلت تعليمي وحصلت على اوراق اقامتي وأدخلت ابنيللحضانة وأنجزت رخصة القيادة وخلال فترة قصيرة انجزت الكثير من الامور المهمة، الحقيقة اكتشفت انني قوية وأستطيع الاعتماد علىنفسي وترتيب حياتي والاهتمام بابني دون الحاجة لأجد.
ـ هل تهمك نظرة المجتمع وكلام الناس كونك مطلقة شابة انفصلت بعد سنوات قليلة من الزواج ؟
ـ لا طبعا (هسه الوقت تغير) لم يعد هناك قلق من نظرة الناس والمجتمع، في المجتمعات الاوربية ولا حتى في مجتمعاتنا العربية كل شخصيقول (يالله نفسي) طبعا لو كنت في المغرب لكان الوضع المادي والانفصال في سكن مستقل سيكون اصعب
ـ من واقع تجربتك الشخصية بماذا تنصحين الفتيات المقبلات على الزواج ؟
ـ ألا تنخدع الفتيات بالمظاهر وحفلات الاعراس والسفر لقضاء شهر العسل والسهر في الاماكن العامة لان الزواج اهم واكبر من هذه المظاهرالوقتية الزائلة.
.