القنيطرة…قوارب ترفيهية بوادي سبو …أو قوارب الموت!!

La rédaction

يعتبر وادي سبو من الأنهار التي تجري دوما بالمغرب ، إذ ينبع من جبال الأطلس المتوسط ويحيط بمدينتي فاس والقنيطرة من الغرب والشرق، ويلتقي مع وادي فاس في السهول مشكلا سهلا خصبا صالحا للزراعة .
وجدير بالذكر أن هذا النهر أو الوادي عرف منذ مدة إنتهاكات بيئية خطيرة وظاهرة غريبة إنتشرت على طول الوادي تمثلت في وجود المئات من مراكب الصيد الصغيرة المتخصصة في الصيد الجائر لسمك النون الصغير المعروف لدى البحارة ومهنيي الصيد البحري بإسم ‘النكولا” ، هذا السمك الذي يهرب إلى بعض الدول الأجنبية والذي يصل ثمنه إلى 2500 درهم للكيلو غرام الواحد .
وضد تفشي هذه الظاهرة الخطيرة تجندت السلطات المحلية منذ 2014 برآسة الوالي السابق “نزهة العدوي” إذ قامت آنذاك بإحراق العشرات من هذه المراكب الصغيرة وإتلاف الشباك الخاصة بهذا الصيد الجائر ، إضافة إلى تذخلات القائد الجهوي للدرك الملكي الكولونيل ماجور ، بتنسيق مع المصلحة البيئية والمياه والغابات والسلطات المحلية سنة 2020 للحد من هذه المشكل الخطير .
لكن وحسب الملاحظة الميدانية بعين المكان ، لوحظ في الآونة الأخيرة أن هذه الظاهرة تمحورت وتشكلت إلى قوارب ترفيهية لنقل زوار المدينة في رحلات محفوفة بالمخاطر وسط الوادي ، دون حسيب أو رقيب ودون توفر وسائل الحماية ضد أي حادث إنقلاب مفاجى للمركب الذي إن حدث سيؤذي إلى إزهاق أرواح الأسر الأبرياء ، هذه الظاهرت التي أقل ما توصف به أنها قوارب الموت ، إذ تنامت وتناسلت بهدوء تام أمام أعين السلطات المحلية دون أن تحرك لها ساكنا ولربما بتواطئ فاضح منها ، فهل يا ترى سنسكن لذواتنا سكون القبور وننتظر حتى تقع الكارثة وبعدها نتبادل الإتهامات والمسؤوليات التقصيرية ؟.
أم سنظل مكتوفي الأيدي كمتفرجين سلبيين إتجاه مراكب الموت المنتشرة كالفطر على طول ظفتي نهر سبو دون حسيب أو رقيب ، ويبدو اليوم أن الزائر للمدينة وخصوصا روادها من الجالية المغربية القاطنة بالخارج ، مهددين في أرواحهم وأرواح فلذات أكبادهم في كل وقت وحين، لاسيما أنهم يحاولون أن ينعموا ولو بالنزر القليل من الراحة والإستجمام على ضفة الوادي ، بعد إجراءات التخفيف من هول جائحة كوفيد 19 .

فهل يا ترى فكر المسؤولون بتنظيم هذا القطاع وفرض وسائل الحماية ولو بسترات الوقاية من الغرق والإستعانة بمراقبين أمنيين لرصد تحركات هذه المراكب وسط الوادي ، وخصوصا في ساعات متأخرة من الليل ، هذه الأوقات التي تصبح ملاذا آمنا للبعض منهم لتناول مختلف المشروبات الكحولية والمؤثرات العقلية موازاة مع القيام برحلات مكوكية وسط النهر مهددين بذلك زبنائهم بالغرق في أي لحظة .
فهل فكرت السلطات المحلية والأمنية بجدية في وضع حد لهذه الظاهرة المتنامية العشوائية الخطيرة والعمل على تنظيمها لتكون قيمة مضافة للمشهد السياحي بالقنيطرة والإقليم والعمل على إحصاء أرباب هذه المراكب الصغيرة وتفقدهم ومساعدتهم لتطوير قطاعهم العشوائي ؟

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: