المغرب: 3400 من المستفيدين من التطعيم أصيبوا بالفيروس والسلطات الصحية تتراجع عن شرط «الحجر الفندقي» أمام احتجاج المهاجرين

ماجدة أردان

كشف عضو اللجنة العلمية لكوفيد 19 في المغرب أن 3400 شخص من الذين تلقوا اللقاح كاملاً أصيبوا بفيروس “كورونا” من أصل أكثر من 9 ملايين جرى تطعيمهم، وهو ما يعادل 0.03 في المئة، وهي نسبة ضعيفة جداً.
وأوضح الدكتور سعید عفیف أن الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس رغم التطعيم
كانت إصابتهم خفيفة، حيث إن 98 في المئة من حالات الإصابة كانت خفيفة، بينما نسبة الحالات الحرجة أو الخطيرة كانت ضئيلة جداً.
وإلى حدود مساء الأربعاء، بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للفيروس في المغرب 10 ملايين و713 ألفاً و551 شخصاً، بينما بلغ عدد المتلقين للجرعة الثانية 9 ملايين و409 آلاف و395 شخصاً.
وتابع الخبير نفسه في تصريح لصحيفة “المساء” المغربية، أمس، أن الحالات الحرجة والخطيرة وحالات الوفاة ما تزال مطمئنة، وهو ما يعني أن الوضعية الوبائية في المغرب متحكم فيها، لكنها مقلقة نتيجة انتشار السلالات المتحورة التي رفعت نسبة الإيجابية، مشيراً إلى أن “الحالات الحرجة جزء مهم منها يعود لأشخاص مصابين تخلفوا عن الاستفادة من التطعيم، رغم توفر الشروط فيهم، سواء شرط السن أو الأمراض المزمنة. ولذلك يجب على هؤلاء التوجه إلى المراكز الطبية للاستفادة بدورهم من اللقاح، حماية لصحتهم ولصحة المغاربة”.

الحل في التطعيم

وقال عفيف إن “الحل الأنسب للقضاء على فيروس كورونا هو التطعيم، وفي انتظار ذلك، يجب علينا جميعاً الالتزام باحترام التدابير الوقائية والاحترازية، خاصة مع التراخي الذي بتنا نشهده في مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية، وهو ما قد يتعمق أكثر مع عيد الأضحى، حيث يشهد تجمعات عائلية كبرى، لذلك يجب تفادي البؤر العائلية”.
وأوضح عضو اللجنة العلمية أن المغرب ينتظر وصول مليوني جرعة من لقاح سينوفارم، فيما سيتلقى خلال الأسبوع المقبل 650 ألف جرعة، في إطار الدفعة الثالثة من برنامج منظمة الصحة العالمية كوفاكس”؛ وهو ما يعني أنه سيجري تطعيم مليون و325 ألف شخص إضافي بكلتا الجرعتين.
على صعيد آخر، أفادت صحيفة “الصباح” ضمن عددها ليوم أمس، أنه في أقل من 24 ساعة، راجعت وزارة الصحة المغربية قراراتها، بعدما أصدرت تعليمات صارمة كادت تمنع عشرات الآلاف من المهاجرين المغاربة، من قضاء مناسبة العيد مع أسرهم داخل المملكة، بعد اشتراط حجر فندقي لمدة 10 أيام، لغير المستفيدين من اللقاح، إثر إدراج فرنسا وإسبانيا والبرتغال، ضمن اللائحة “ب”.
وعوّضت وزارة الصحة الحجر الفندقي للمهاجرين المغاربة بحجر منزلي مدته خمسة أيام، يقضيها الشخص في منزله في المغرب، مع إجراء اختبار سريع “بي سي آر” في اليوم الخامس، وحافظت الوزارة على التدابير السابقة، المتعلقة بضرورة التوفر على نتيجة سلبية لاختبار “بي سي إر”، لا تقل مدته عن 48 ساعة، يسلم للسلطات قبل صعود الطائرة في البلد المضيف.
وأما بالنسبة إلى الأشخاص الذين جرى تطعيمهم بالجرعة الثانية، والآتين من الدول المصنفة ضمن اللائحة “ب”، فمن الضروري الإدلاء بشهادة التطعيم، إضافة إلى اختبار لا تقل مدته عن 48 ساعة. وبالمقابل، فإن القادمين من دول اللائحة “أ” غير معنيين بالتدابير السابقة، إذ اشترطت عليهم الوزارة فقط الإدلاء بشهادة التطعيم، أو باختبار “بي سي آر” سلبي لا تقل مدته عن 72 ساعة.

عطلة الاضحى المنتظرة

ولاحظت الصحيفة نفسها أن السلطات الصحية تراجعت عن الحجر الفندقي بالنسبة إلى المهاجرين المغاربة غير المستفيدين من التطعيم، بعد موجة سخط اندلعت على مواقع التواصل الاجتماعي، شنّها أفراد الجالية المغربية، الراغبون في قضاء مناسبة العيد في المملكة، خاصة أن جزءاً كبيراً منهم حجز تذكرته، ويستعد لمغادرة البلدان الأوروبية، غير أن قرار إدراج ثلاث دول في القارة العجوز ضمن اللائحة “ب”، قلب الموازين.
ووجدت شركات الطيران المغربية والأجنبية نفسها أمام موقف لا تحسد عليه، بعد قرار الوزارة فرض الحجر الفندقي على المغاربة غير الملقحين، إذ عبر كثيرون عن رغبتهم في استعادة أموالهم، لأن الهدف الذي أتوا من أجله ذهب أدراج الرياح، فحتى أكثر المتفهمين لن يقبل بالقرار، لأنه سيضطر لقضاء عيد الأضحى داخل الفندق، ولن يستفيد من الأجواء العائلية التي سافر من أجلها.
وقال المصدر نفسه: “يبدو أن القرار الوزاري الذي فرض على السياح الأوروبيين أو غيرهم من القادمين من اللائحة “ب”، سيؤدي إلى تراجع عدد الأجانب الوافدين على المملكة، إذ إن كثيرين لن يقبلوا مسألة الحجر الفندقي على نفقتهم لمدة 10 أيام، لأنهم سيقضون جل أيام عطلتهم في الحجر، إضافة إلى شروط أخرى، من قبيل إجراء اختبار (بي سي آر) في اليوم التاسع”.
وكتبت صحيفة “الصحراء المغربية” افتتاحية مما جاء فيها: “إن ما نعاينه يومياً من مظاهر التراجع عن التدابير الاحترازية باعتبارها السبيل الوحيد للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد من لدن فئة مهمة من المواطنين لا يبعث إطلاقاً على الارتياح”.
ولاحظت أنه “في ظل التحضيرات لعيد الأضحى المبارك ورغم تنامي حالات الإصابة، عادت مشاهد ما قبل عيد السنة الماضية إلى الظهور، وهذا يهدد بمزيد من الانفجار في العام الماضي جرى ربط الأرقام القياسية والبؤر التي تناسلت بالعيد، ومع ذلك ها نحن نشاهد المظاهر والسلوكات نفسها قبل العيد”.
وتساءلت: “هل هذا يعني أنه علينا أن نحضر أنفسنا لأخبار غير سارة؟” لتجيب قائلة: “ربما يكون الأمر كذلك، لكن ما زال أمامنا مزيد من الوقت لتفادي الأسوأ، عبر القطع مع الأسباب التي تهدد الوطن والمواطنين، والتعامل مع المواقف بما تقتضيه من حزم، الناس يتزاحمون ينتحرون من أجل الخروف وما يتبعه من متطلبات، ثقافة البيع في “الكراجات” عادت لتطل من جديد، وهي ليست أفضل حالاً من الأسواق، ففي مساحة أمتار مربعة معدودة يجري حشد الأكباش والبشر وتفريخ البؤر وكأن ذلك يحدث بشكل مقصود”.

تصاعد الإصابات

وتابعت أن “حالات الإصابة تتعاظم رغم تراجع الإقبال على الفحوص، لأن الحقيقة التي نتجاهلها أن فئة لا يستهان بها تنخرط في العلاج بمجرد ظهور بعض الأعراض ودون استشارة الطبيب، من يتعامل بهذه الطريقة لن يخضع نفسه للحجر الصحي، ولن تأخذه الرأفة بالآخرين، وكأنه يرفع شعار إذا عمت هانت”.
على صعيد مستجدات الحالة الوبائية في المغرب، أعلن مساء الثلاثاء عن تسجيل 1897 إصابة جديدة بكورونا المستجد خلال 24 ساعة، مقابل 882 حالة شفاء، و11 وفاة.
ورفعت الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 545 ألفاً و16 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 526 ألفاً و168حالة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 9395 حالة، ووصل مجموع الحالات النشطة إلى 9453 حالة.
وبلغ العدد الإجمالي للحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة 314 حالة، أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد-19 فيصل إلى 10.7 في المئة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: