اليوم تجيبنا اسبانيا بشكل واضح وصريح على كل الأسئلة التي طرحها كل المتتبعين بعد الاستقبال الاسباني الأخير لزعيم جبهة البوليزاريو وذلك عبر تسمية احدى الشوارع باسم الانفصالية اميناتو حايدر وهو ما يؤكد ما طرحناه كأسئلة في مقالاتنا السابقة من كون اسبانيا لها علاقات خفية وسرية مع الجبهة الانفصالية الممولة لها من جنرالات الجزائر كما افاد السيد هشام شاكر الصحراوي محلل سياسي ومهتم بالشأن الصحراء المغربية …
ان تأزيم العلاقات بين البلدين، ورغم التحفظ الذي اظهره المغرب في هذه العلاقة عبر عدة بيانات رسمية ذكر فيها العديد من الرسائل كان من بينها أن منطق الأستاذية قد ولى بشكل لا رجعة فيه وأنه على اسبانية مراجعة طرق تفكيرها وتعاملها ..
فان اسبانية مستمرة بمنطقها الأرعن والمستفز لمشاعر كل المغاربة يضرب مرة أخرى عمق العلاقات المتجذرة بين المملكتين، فمن يخطط ويقرر عبر تقديمه لهذا المشروع الاستفزازي الجديد مازال يفكر بسياسة عوجاء عرجاء و يعتقد أن ذلك انتصار اخر موجه ضد مصالح المملكة المغربية باتفاق مسبق مع الخلايا الجزائرية المنظمة التي تشتغل منذ سنوات عبر تنظيمات موالية لجبهة البوليزاريو ممولة بشكل كبير من طرف الجزائر والتي تغلغلت في مجملها في وسط الجمعيات الاسبانية سواء الحقوقية منها أو السياسية وقامت بتأطير بعضا من الشباب الاسباني وبعض الأسر في غياب تام لأي دور للمجتمع المدني المغربي الذي يعاني الفقر الفكري في مجمله ويعتمد على استعراض بعض المنتجات الثقافية من قبيل الكسكس والقفطان المغربي على اعتبار ذلك حسب المنظمين يخلخل ويعطي اشارات قوية للمجتمع الاسباني بكل طوائفه وهو أمر مغلوط وخاطئ تماما في غياب برامج واضحة تمويل مبرمج للتصدي للخلايا الجزائرية السالفة الذكر و التي تعمل ليلا نهارا للضرب مصالح المملكة المغربية .
اعطاء اسم لشارع بإشبيلية الاسبانية لاسم أميناتو حيدر ما هو الا القفز للأمام من أجل تغطية الشمس بالغربال كما يقال , فكل مرة نتأكد بشكل واضح أن اسبانيا كانت لها علاقات خفية ومنذ سنوات مع كل من الجزائر وجبهة البوليزاريو سرا نظمت معهم سيناريوهات من أجل ضرب لمصالح العليا للمغرب بأوربا انطلاقا من اسبانيا وهو أمر افتضح وبالدليل من طرف المصالح المغربية التي تعتبر الأمر خيانة لكل المواقف التي ابداها المغرب اتجاه اسبانيا في الكثير من الأوقات التاريخية والتي لن ينساها الاسبان أبدا.
وقد اعتبر البعض من المحللين المغاربة والمهتمين بالشأن الصحراوي أن العلاقة المغربية الاسبانية اليوم تمر بأصعب المراحل والأوقات على اعتبار أن السلطة المقررة في الشأن الاسباني ليست الحكومة الاسبانية كما يظهر وتريد اسبانيا اظهاره بل هناك لوبي اسباني جزائري قام ويقوم بتقويض العلاقات المغربية الاسبانية بعقلية الامر الذي وجب على السلطات المغربية الانبطاح وتنفيذ ما يأمر به حسب هذا اللوبي الذي مازال يشتغل بعقلية المستعمر والذي حقيقة لم يترك في الصحراء غير الخلاء حسب السيد هشام شاكر الى ان استكمل المغرب لوحدته الترابية ليجعل الصحراء المغربية على ما هي عليه اليوم من تحضر وتقدم على جميع المستويات..
ان الخطوات العرجاء التي قامت بها السلطات الاسبانية تؤكد على فشلها بشكل كبير أولا في احتواء الأزمة التي تضررت منها اسبانيا أكثر من المغرب وثانيا تغيير العقلية والسلوك الاستعماري الذي انتهى منذ زمن طويل جدا. مما يزيد في تعقيد الأزمة بشكل غير محسوب من طرف الاسبان أو بصريح العبارة السلطات الحاكمة والتي لها مصالح مع أعداء الوحدة الترابية للمملكة
ان الجهل الكبير المبني على معطيات خاطئة في موضوع جبهة البوليزاريو ادى اسبانيا هو ما جعلها اليوم تقوم وتؤسس على سياسة خاطئة والحقيقة أن علاقة الصحراويين بالمملكة المغربية هي علاقة وطيدة وتاريخية تجمع قبائل هذه المنطقة العزيزة مع كل السلاطين والمماليك المغاربة عبر التاريخ..