سياسة العجزة :النظام الجزائري يتمسك بقضية الصحراء في مسيرة العداء لمصالح المغاربة
نورالدين النايم
تحدث رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية الجزائري الجديد، عن أولويات الدبلوماسية الجزائرية، واضعا ملف الصحراء المغربية ضمن صلب اهتمامات النظام الجزائري، وهو ما يعكس مدى تعبئة السلطات الجزائرية لمعاداة الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وحدد رمطان لعمامرة الذي خلف صبري بوقادوم، في أول تصريح له، أولويات الدبلوماسية الجزائرية، قائلا إنها ستعمل على “لم الشمل في المنطقة، والمحافظة على دور الجزائر القيادي في القارة الإفريقية وتعزيزه”.
وأضاف أن “التزامات الجزائر معروفة، نحن سنواصل العمل في المنطقة التي ننتمي إليها، والتي لا تظهر بالمظهر الذي نتمناه، وهي منطقة تسير بخطى ثابتة نحو الوحدة والاندماج، إلا أن النزاعات الموجودة، أي نزاع الصحراء الغربية والأزمة الليبية، على اختلاف طبيعتها، تؤثر على العمل من أجل جمع الشمل والانطلاقة من أجل الاندماج والوحدة المنشودة”.
وأردف وزير الخارجية الجزائري قائلا: “نحن على أتم الاستعداد لتجسيد أواصر الأخوة مع كل الدول العربية الشقيقة، ونتطلع إلى قمة عربية ناجحة في المستقبل القريب”.
حديث لعمامرة النظري عن الأماني الجزائرية حول الوحدة والاندماج، تقابله على أرض الواقع ممارسات عملية تبرز الدور الجزائري في محاربة التقارب الاقتصادي بين البلدان المغاربية، آخرها تتجلى في الأوامر التي أصدرها الرئيس عبد المجيد تبون، قبل أسابيع، بإلغاء أي عقود تجارية تجمع شركات جزائرية بنظيراتها المغربية.
واعتبر الرئيس الجزائري في مراسلة موجهة إلى الحكومة والقطاعات المعنية، أن وجود “علاقات تعاقدية مع كيانات أجنبية دون مراعاة المصالح الاقتصادية للبلاد”، هو بمثابة “مساس خطير بالأمن الوطني”.
وتتسبب عرقلة الجزائر لحل ملف الصحراء المغربية في جعل المنطقة المغاربية اليوم إحدى المناطق الأقل اندماجا في العالم اقتصاديا وسياسيا، وهي بذلك استثناء عالمي؛ بحيث تسجل نسبة المبادلات التجارية داخل المنطقة أقل من 5 في المائة من إجمالي التجارة الخارجية للبلدان المغاربية، في وقت يروج لعمامرة لكلام حول “لم شمل المنطقة”.
ويرى الموساوي العجلاوي، أستاذ باحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، أن تصريحات رمطان لعمامرة، التي تشير إلى قضية الصحراء المغربية، “تعني أننا أمام نظام واحد مع تعدد الواجهات فقط”.
وأوضح العجلاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن تعيين لعمامرة، وهو أحد “الوجوه القديمة”، خلفا لبوقادوم، “يعد في حد ذاته مؤشرا على العودة إلى الملفات القديمة بعدما فشلت فيها الدبلوماسية الجزائرية”، مبرزا أن “لعمامرة طرد من الخارجية الجزائرية في 2017 لأنه فشل في عرقلة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي”.
وأضاف العجلاوي أن طرد لعمامرة من الخارجية الجزائرية قبل العودة إليها اليوم، “كان بسبب فشل السياسة الجزائرية في القارة الإفريقية ما بين 2013 و2017″، معتبرا أن عودة “الصقور القديمة اليوم هي محاولة للبحث عن مجد للدبلوماسية الجزائرية من خلال العلاقات التي يتوفر عليها لعمامرة خاصة مع لوبيات ضاغطة”.
وأشار الخبير في ملف الصحراء إلى أن تعيين لعمامرة يأتي في ظل اعتراف الرئيس الأمريكي السابق بمغربية الصحراء وتأكيد إدارة بايدن قبل أيام عدم تغيير موقفها منه، مضيفا أن “الواجهة الحاكمة في الجزائر تعتقد أن تعيين لعمامرة قد يعيد الدبلوماسية الجزائرية إلى وضع إقليمي وقاري ودولي”.