لا نية لدى واشنطن للتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء

ماموني

جددت الولايات المتحدة الخميس التأكيد على أنه ليس هناك أي تغيير في موقفها بشأن الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه في خطوة تمثل رسالة صريحة إلى جبهة البوليساريو الانفصالية والداعمين لها والذين كانوا يراهنون على تغير في الموقف الأميركي من الملف.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس خلال مؤتمر صحافي إنه “ليس هناك أي تغيير في موقف الولايات المتحدة من هذه القضية”.

وأوضح في إجابة على صحافيين أن “هذا (اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه) سيظل موقف إدارة الرئيس جو بايدن”.

ويرى مراقبون أن تجديد واشنطن التأكيد على موقفها بشأن قضية الصحراء يمثل رسالة إلى الأطراف التي راهنت على تغير الموقف الأميركي بعد الانتخابات التي جرت في الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي.

وقال نوفل بوعمري المحلل السياسي والخبير في ملف قضية الصحراء إن “تجديد الولايات المتحدة لموقفها يعد رسالة لخصوم المغرب ولكل الدول التي دخلت في محاولة ابتزاز المغرب أو الضغط عليه باستعمال ملف الصحراء مفادها أن هذا الملف بالنسبة إلى الولايات المتحدة هو موقف بعيد عن أية مزايدة دبلوماسية”.

وأضاف بوعمري في تصريح له، أن “موقف واشنطن مبني على تقدير المغرب كشريك استراتيجي واعتراف بوضع قائم أي وضع الارتباط التاريخي بين الأقاليم الصحراوية الجنوبية ووطنها الأم المغرب، كما أنه رسالة للمغرب تؤكد أن الولايات المتحدة خارج أية حسابات تريد التشويش على الوحدة الترابية للمغرب وأن موقفها هو التزام أخلاقي وسياسي تجاه المغرب”.

نوفل بوعمري: التصريحات الأميركية بشأن الصحراء تعد رسالة لخصوم المغرب

وأوضح أن “الأمر يتعلق بموقف محسوم ولا مجال لإعادة مناقشته داخل الإدارة الأميركية على اعتبار أن القرار الذي اعترفت واشنطن بموجبه بمغربية الصحراء من القرارات السيادية داخل الإدارة الأميركية وغير مرتبط بهذا التوجه السياسي أو ذاك”.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت اعترافها الرسمي بسيادة المملكة المغربية الكاملة والتامة على الصحراء من خلال إعلان رئاسي وقعه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العاشر من ديسمبر الماضي.

وأكدت الإدارة الأميركية آنذاك في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أن المقترح المغربي للحكم الذاتي هو “الأساس الوحيد لحل عادل ودائم” للنزاع حول الصحراء.

وأضافت في تلك الرسالة أن “الولايات المتحدة تؤكد، كما أعلنت ذلك الإدارات السابقة، دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول الصحراء”.

وأكد الرئيس الأميركي السابق أن بلاده تعتقد أن “قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خيارا واقعيا لحل النزاع، وأن حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن”.

وكان ملف الصحراء المغربية حاضرا في أول لقاء مباشر بين وزيري الخارجية المغربي ناصر بوريطة والأميركي أنتوني بلينكن الاثنين في روما، حيث تطرقا إلى دور المغرب المحوري في المنطقة والعلاقات المتينة بين البلدين.

كما أكد الجانبان في محادثات ثنائية على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة الدولة الإسلامية (داعش) على الشراكة الاستراتيجية الثنائية وسبل تعزيزها، وذلك في إطار رؤية العاهل المغربي الملك محمد السادس للعلاقات بينهما.

وتأتي هذه التطورات في وقت يستعد فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتعيين مبعوث جديد له إلى الصحراء المغربية هو الرابع عشر حيث تم رفض ثلاثة عشر مرشحا قبله.

وحضّ غوتيريش الجمعة المغرب والبوليساريو على قبول المرشح الجديد الذي سيقترحه عليهما لمنصب المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء بعد أن رُفض مرشحوه ثلاث عشرة مرة.

وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بمناسبة زيارته مدريد إنه “من الضروري للغاية أن يكون هناك مبعوث خاص لاستئناف الحوار السياسي حول الصحراء”.

ولم يحدد غوتيريش الجمعة من هو المرشح الثالث عشر الذي تم رفضه، لكن الاسم هو ستيفان دي ميستورا بحسب مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: