تنافس انتخابي شرس بين حزبي الأحرار والعدالة والتنمية على أغادير المغربية

ماموني

باتت أغادير كبرى مدن الجنوب المغربي، محطة نزال سياسي وانتخابي بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية، لكون المنطقة معقلا لكلا الحزبين على المستوى الاجتماعي والعرقي لأغلب قيادات الحزبين.

وحسم عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الخميس، ترشحه وكيل لائحة حزبه في الانتخابات المحلية ببلدية أغادير، بعدما كان مترددا في قراره النزول في الانتخابات التشريعية في تزنيت التابعة لأغادير، أم يترشح على رأس لائحة الجماعة الترابية للمدينة، رغم أن قيادة الحزب كانت ترجح انتخابه على المستوى البرلماني كي يعزز من حظوظ حزبه لنيل رئاسة الحكومة.

وأكد متابعون للشأن السياسي أن هذا المؤشر يشكل تحديا كبيرا لكلا الحزبين في استقطاب منتخبين يثقون في المتقدمين للانتخابات المحلية والتشريعية، ويقوي التنافس الحاد بين الحزبين في المنطقة كون أغلب القيادات السياسية الهامة للحزبين تنتمي إلى جهة سوس ماسة، وعلى رأسهم الأمينان العامان، عزيز أخنوش، وسعدالدين العثماني، اللذان ينتميان إلى بلدة تافراوت وإنزكان.

ويرى مراقبون أن أخنوش انطلق انتخابيا وتواصليا من منطقته لترسيخ تواجده وتشكيل نفوذ كبير في هذه المنطقة لتأمين قواعده الانتخابية كاستراتيجية لهزم العدالة والتنمية، في وقت يركز العدالة والتنمية على العنصر القبلي والديني لمنازلة زعيم التجمع الوطني للأحرار الذي اعتمد سياسة تواصلية يرى أنها ستفي بالغرض الانتخابي.

وفي اجتماع ترأسه أخنوش بأغادير الأربعاء، أكد أن حزبه واع بضرورة تغيير الطريقة التقليدية في العمل السياسي، بما يحترم ذكاء المواطن وتعطشه للمساهمة أيضا في صناعة القرار، مؤكداً أن الأحرار حزب يلتزم بما يقدمه من حلول.

ويتطلع حزب التجمع الوطني للأحرار إلى تصدر الانتخابات التشريعية المقبلة كي يمر إلى مستوى التكليف بتشكيل الحكومة، وحتى ينتزع من العدالة والتنمية السبب الانتخابي للبقاء على رأس الحكومة.

وتنظم لأول مرة بالمغرب الانتخابات البرلمانية والجماعية (البلدية) في نفس اليوم، ما يشكل ضغطا إضافيا على العدالة والتنمية الذي يناضل من أجل نيل منصب عمدة المدينة ورؤساء البلديات، وهو ما يعمل الأحرار لنسفه على مستوى كل المناطق التابعة لجهة أغادير.

حزب التجمع الوطني للأحرار يتطلع إلى تصدر الانتخابات التشريعية المقبلة كي يمر إلى مستوى التكليف بتشكيل الحكومة

ويشتد التنافس الحاد بين الحزبين في المنطقة كون أغلب القيادات السياسية الهامة للحزبين تنتمي إلى جهة سوس ماسة.

وستكون مدينة أغادير مركزا للتنافس الشديد بين التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية، حيث عرفت إنزالا انتخابيا للأحرار بإطلاق حملته الانتخابية منها، لتقوم قيادات حزب العدالة والتنمية بالرد عبر حملة مقابلة من نفس المدينة وبالهجوم على غريمهم الأحرار.

وفي خضم صراعهم السياسي انتقد التجمع الوطني للأحرار الهجوم المتواصل لقيادات العدالة والتنمية، على جمعية “جود” بسبب توزيعها المساعدات الرمضانية، مؤكدا أن ما يتعين أن يتم الانتباه إليه هو “المؤسسات التي تصرف المال العام في مساعدات توزع بشعارات الأحزاب. كما يتعين ‘الحذر’ من المال الذي يأتي من دول أجنبية ويوظف لخدمة أجندات سياسية ودينية”.

وتتهم قيادات العدالة والتنمية أخنوش، باستعمال إمكانيات المصالح التابعة لوزارة الصيد البحري التي يقودها، من أجل استمالة الناخبين في تجاوز للمقتضيات القانونية ذات الصلة، بغرض التأثير على التنافس الانتخابي .

وكانت الأمانة العامة للعدالة والتنمية قد حذرت، من انزياح بعض رجال السلطة، سواء بدعم طرف سياسي معين على حساب باقي الأطراف أو بالتخويف من الانتماء أو الترشح باسم حزب العدالة والتنمية.

ورد أخنوش على خطاب العدالة والتنمية، بقوله إن أكبر دليل على عدم صحة ما يقولون هو أننا اشتغلنا كثيرا خاصة في الجهات التي لم نتوفر فيها على برلماني واحد لثلاث ولايات متتالية، وذلك واضح من خلال أكبر مشروع في القارة الأفريقية لتحلية المياه من أجل الزراعة.

ويعتمد حزب التجمع الوطني للأحرار على الأعيان لترسيخ مكانته انتخابيا في أغادير وملحقاتها الترابية، حيث ركز الحزب على إبراهيم حافيدي، وكيلا للائحة التجمع الوطني للأحرار في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وذلك لنفوذه في المنطقة، رئيس مجلس جهة سوس ماسة في الانتخابات البرلمانية عن دائرة أغادير إداوتنان.

وأكد أخنوش أن الأشهر المقبلة تحتاج من الجميع المرور إلى السرعة القصوى، نظرا لما تقتضيه اللحظة السياسية، حيث يعرف المغرب لأول مرة في تاريخه برمجة موعد واحد للانتخابات الجماعية والتشريعية معاً، فضلا عن السياق الذي تنعقد فيه الانتخابات، خاصة بعد مرحلة عصيبة عرف فيها المغرب العديد من التحديات على مستويات مختلفة.

ويمهد الأحرار للاستحواذ سياسيا على جهة سوس ماسة ومنها أغادير، من خلال تزكية رجل أعمال ليقود التنمية الجهوية بمجال ترابي خبر تنوعه ومؤهلاته، خصوصا بعد تزكية كريم أشنكلي رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات الذي انتقل من حزب الأصالة والمعاصرة إلى التجمع الوطني للأحرار، الذي اختير وكيلا للائحة الحزب في الانتخابات الجهوية (مجلس الجهة).

وقالت مصادر  مطلعة من داخل حزب العدالة والتنمية، أن القيادة ستقوم بتزكية وزير التشغيل الحالي القيادي محمد أمكراز، لدخول غمار المنافسة بأغادير مع قيادات الأحرار، مؤكدين أن البعد المجالي للأقاليم التي تدخل تحت نفوذ عمالة أغادير تحظى بقيمة وازنة بالنسبة لقيادة الحزب باعتبارها خزانا انتخابيا مهما.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: