انزعاج جزائري من تحركات حفتر على الحدود

بليدي

لم تخف الجزائر انزعاجها من تحركات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على حدودها، بعد تقارب بينها وبين حكومة عبدالحميد الدبيبة، وهو ما عبّر عنه التصريح القوي للرجل الأول في الجيش الجزائري الجنرال سعيد شنقريحة.

وأعرب قائد أركان الجيش الجزائري عن رفض بلاده “لأي تهديد أو وعيد”، في إشارة إلى قيام الجيش الليبي بغلق معبر حدودي بين ليبيا والجزائر كان ضمن خطة مشتركة بين حكومتي البلدين لفتح المعابر الحدودية في إطار اتفاق لتفعيل العلاقات الثنائية خاصة في جانبها الاقتصادي والتجاري.

وكان حفتر قد أعلن الجهة المقابلة من التراب الليبي في معبر إيسين تين الكوم منطقة عسكرية بعد أيام قليلة من زيارة الدبيبة إلى الجزائر، وعقد تفاهمات بشأن فتح المعابر تدريجيا وعودة حركة البضائع والأشخاص.

وجاء في بيان صادر عن الجيش الليبي أنّ “القوات المسلحة تُغلق الحدود الليبية – الجزائرية وتعلنها منطقة عسكرية يُمنع التحرك فيها”، وذلك بعد إعلانه عن عملية عسكرية في الجنوب ضد أنشطة جماعات متطرفة متمركزة بالقرب من حدود تشاد.

ويقول مراقبون إن تحرك الجيش الليبي كان رسالة واضحة مفادها عدم قبوله بأيّ ترتيبات قد تقود البلاد لتكون جزءا من تحالف إقليمي خادم للإسلاميين تقوده تركيا والجزائر، لافتين إلى أن صمت حفتر في الفترة الماضية كان الهدف منه المساعدة على إنجاح مسار الحل السياسي برعاية دولية لكن دون أن يتحول هذا المسار إلى خادم للميليشيات وداعميها الإقليميين.

وحذّر الجنرال سعيد شنقريحة جهات لم يسمّها من “مغبة المساس بسمعة الجزائر أو سلامتها الترابية”، غير أن مكان التصريح وتوقيته جعلا الرسالة واضحة، وأن المشير خليفة حفتر هو المعنيّ بها.

وجاء التصريح خلال زيارة عمل وتفقّد إلى الناحية العسكرية الرابعة بورقلة (بالمنطقة الحدودية في الجنوب الشرقي) الثلاثاء والتي تعتبر نقطة الدفاع الأولى، قياسا بتقاسم الإقليم للشريط الحدودي مع ليبيا.

وذكر شنقريحة أن “الجيش الوطني الشعبي مطالب أكثر من أيّ وقت مضى بمضاعفة الإصرار والعزم على بذل المزيد من الجهود، خاصة في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة التي تعرفها منطقتنا الإقليمية، وفي سبيل تحقيق أعلى درجات الجاهزية العملياتية للوحدات المنتشرة في إقليم الاختصاص”.

وأضاف “الجزائر لا ولن تقبل أيّ تهديد أو وعيد من أيّ طرف كان، كما أنها لن ترضخ لأيّ جهة مهما كانت قوتها، ومن هنا فإننا نحذر أشد التحذير هذه الأطراف وكل من تسول له نفسه المريضة والمتعطشة للسلطة من مغبة المساس بسمعة الجزائر وأمنها وسلامتها الترابية”.

ولفت إلى أن بلاده “تلعب دورا مهما في دعم الاستقرار بالمنطقة، ولقد سعت ولا زالت تسعى، انطلاقا من مكانتها كدولة محورية في المنطقة، إلى دعم جميع المبادرات الدولية الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى دول الجوار”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: