تعكس الزيارة التي أداها سفراء مجموعة من الدول العربية بالمغرب إلى الصحراء المغربية دعم تلك الدول لجهود الرباط في النهوض بالأقاليم الجنوبية اقتصاديا وتنمويا.
كما تعزز هذه الزيارة انخراط الدول العربية في دعم الموقف المغربي في أزمته مع إسبانيا التي استنجدت بالاتحاد الأوروبي مؤخرا في محاولة لابتزاز الرباط، وهو ما رفضه البرلمان العربي.
وأدى سفراء كل من دولة الإمارات العصري سعيد الظاهري، والسعودية عبدالله بن سعد الغريري، وسلطنة عمان سعيد بن محمد البرعمي، والأردن حازم الخطيب، واليمن عزالدين الأصبحي زيارة إلى الصحراء المغربية مؤكدين أن هذه الخطوة تمثل تأييدا للمغرب في ملف وحدته الترابية وسيادته على إقليم الصحراء.
وقال رئيس المؤسسة الدبلوماسية عبدالعاطي حابك إن “هذه الزيارة تأتي في سياق الدور الذي تضطلع به المؤسسة لتفعيل الدبلوماسية الموازية من خلال تنظيم مجموعة من اللقاءات والزيارات للسفراء المعتمدين بالرباط في جميع جهات المملكة”.
ومثلت الزيارة فرصة لإطلاع هؤلاء السفراء على فرص الاستثمار والمشاريع التي تحتضنها الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
الزيارة مثلت فرصة لإطلاع هؤلاء السفراء على فرص الاستثمار والمشاريع التي تحتضنها الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية
وشدد سفير المملكة العربية السعودية بالمغرب عبدالله بن سعد الغريري على “الأهمية التي تكتسيها الزيارة التي مكنت الوفد الدبلوماسي من الاطلاع عن قرب على فرص الاستثمار التي توفرها جهة الداخلة – وادي الذهب، وما تشهده من إنجازات وطفرة تنموية في مختلف المجالات”.
وأكد الغريري أن “المشاريع الكبرى التي تتم في وقت قياسي تمثل نقلة نوعية بالنسبة إلى مدينة الداخلة على المحيط الأطلسي، معربا عن أمله في أن تتواصل هذه المشاريع لتكريس المدينة وجهة اقتصادية صاعدة”.
ويرى مراقبون أن أهمية هذه الزيارة تكمن في توقيتها حيث تزامنت مع انخراط عربي قوي في أزمة المغرب وإسبانيا وهو ما يعكس دعما من هؤلاء السفراء ودولهم للرباط.
وأكد محمد الطيار الباحث المغربي في الدراسات الإستراتيجية والأمنية أن “زيارة وفد السفراء العرب إلى الأقاليم الجنوبية جاء للوقوف على مشروعات التنمية التي تشهدها، وقد تزامنت مع مواقف الدول العربية المشرفة عبر وقوفها إلى جانب المغرب في كفاحه من أجل استرجاع مدينتي سبتة ومليلية، وتنديدها باصطفاف الاتحاد الأوروبي إلى جانب إسبانيا في أزمتها الدبلوماسية مع المغرب”.
وكان مجلس التعاون الخليجي قد أكد قبل أيام أهمية الشراكة الإستراتيجية مع المغرب، وتضامنه ودعمه الكامل لكافة الخطوات التي تتخذها المملكة المغربية للحفاظ على أمنها واستقرارها ومصالحها الحيوية في إطار السيادة ووحدة التراب المغربي.
كما تكمن أهمية الزيارة في مواكبة نجاحات المغرب في الصحراء المغربية سواء تعلق الأمر بالنجاحات الدبلوماسية أو الميدانية أو الاقتصادية.
ومثلت الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية قبلة دبلوماسية للعديد من الدول، حيث بلغ عدد القنصليات التي فُتحت فيها 21 قنصلية 17 منها أفريقية، في وقت افتتحت كل من الإمارات والبحرين والأردن وجزر القمر 4 قنصليات عامة بمدينة العيون كبرى حواضر الصحراء.
وقال محمد الطيار إن “زيارة الوفد الدبلوماسي العربي إلى الأقاليم الجنوبية المغربية تعزز الانتصارات التي سجلها المغرب بعد فتح العديد من التمثيليات الدبلوماسية بالصحراء المغربية، كما أن الزيارة تعد دليلا على مدى انخراط الدول العربية واستعدادها لمساندة المغرب في معركته في الدفاع عن وحدته الترابية”.