المغرب: إجراءات استباقية ضد متحور «دلتا» وبرلمانيون يطالبون بالتخفيف من معاناة «مغاربة الخليج»

ماجدة أردان

أفاد مصدر مغربي أن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، سيعقد اجتماعاً طارئاً مع وزير الصحة، خالد أيت طالب، لوضع إجراءات استباقية في حالة دخول متحور «دلتا» من فيروس «كوفيد -19» إلى المغرب.
وأشارت مصادر مطلعة أن المتحور الجديد يعيث حالياً خراباً في العالم، ويمتد إلى أكثر من 92 دولة، موضحة أنه أكثر خطورة، خاصة بين الشباب. وأعادت التذكير بدعوة وزارة الصحة الموجهة إلى كافة المسؤولين والمواطنين المغاربة من أجل توخي الحذر الشديد في مطارات وموانئ البلد، مع استقبال المهاجرين والسياح.
في سياق متصل، وجه فريق حزب «الاستقلال» المعارض في مجلس النواب سؤالا إلى كل من وزيري الداخلية والصحة، مطالباً بالكشف عن الإجراءات والتدابير الاستعجالية التي تعتزم وزارتاهما اتخاذها لتخفيف العبء المادي والنفسي على المهاجرين المغاربة الوافدين من الدول المصنفة في اللائحة «ب» مع الأخذ بعين الاعتبار تطور الوضعية الوبائية بهذه الدول وارتفاع كلفة تنفيذ الحجر الفندقي.

تسهيلات للمهاجرين المغاربة

ونقل موقع «العمق» الإلكتروني عن نور الدين مضيان، رئيس الفريق المذكور، قوله إن المغاربة المقيمين في الخارج استبشروا خيراً بالمبادرة التي أمر من خلالها العاهل المغربي محمد السادس، كل السلطات العمومية لاتخاذ جميع الإجراءات والتسهيلات اللازمة لضمان عودة المهاجرين المغاربة إلى وطنهم في أحسن الظروف، وبأسعار تفضيلية غير مسبوقة، وهو الأمر الذي يؤكد العناية الملكية المطلقة بهذه الفئة الغالية من المواطنات والمواطنين، الشيء الذي لقي استحساناً واسعاً واعتزازاً كبيراً في أوساطهم.
وسجل الفريق الاستقلالي أن الإجراءات الاحترازية المفروضة على المواطنين المغاربة الراغبين في العودة لأرض الوطن من الدول المصنفة في الخانة «ب» خاصة من دول كأوكرانيا ودول الخليج العربي، تبقى مكلفة جداً، خاصة بالنسبة لعوائل الطلبة المغاربة الذين ينتمي أغلبهم لأسر متوسطة أو محدودة الدخل، وكذا العمال المغاربة بالخارج. وأضاف مضيان أن هؤلاء تأثروا بشكل كبير جداً، اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً، جراء الأزمة متعددة الأبعاد التي خلفتها الجائحة في دول الاستقبال، والذين يضطرون لأداء مصاريف مرتفعة لتذاكر الطيران، إضافة إلى الكلفة المرتفعة للفنادق، لتنفيذ الحجر الصحي المقرر عند دخول الأراضي المغربية، بالرغم من توفرهم على شهادات اختبار سلبي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
على صعيد آخر، سجلت صحيفة «هسبريس» الإلكترونية أن العديد من المصابين بأمراض مزمنة وكذا العاملين في قطاع الصحة لم يحصلوا بعد على موعدهم لتلقي الحقنة الأولى من اللقاح.
وكشفت أن استياء كبيراً يسود في صفوف المصابين بأمراض مزمنة وكذا المهنيين بقطاع الصحة والمهتمين بالشأن الصحي في البلاد من طريقة تدبير الوزارة الوصية على القطاع ومعها اللجنة العلمية لهذا الملف، ومن التأخير الحاصل في تطعيم هذه الفئة التي تعد من المهددين بالإصابة بفيروس «كورونا» المستجد.
وأضافت أنه مع ظهور متحور «دلتا» كثرت المخاوف لدى المصابين بأمراض مزمنة، وهو ما يستوجب، حسبهم وحسب المهتمين بالقطاع الصحي، الإسراع بتطعيمهم تفادياً لإصابتهم بالفيروس المستجد.

دفعة جديدة من اللقاح الصيني

وأوضح الدكتور سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية لكوفيد 19، أن هذا الإشكال سيتم تجاوزه قريباً مع تلقي دفعة أخرى من اللقاح الصيني «سينوفارم». ولفت الانتباه إلى أن دفعة من اللقاح ستصل في غضون الأيام المقبلة، وسيتم معها تخفيض سن المواطنين الذين سيتلقون الجرعات إلى ما دون الأربعين عاماً. وشدد المتحدث نفسه على أن غير المستفيدين من التطعيم تبقى تحركاتهم محدودة؛ بيد أنه أشار إلى أن الإجراءات الاحترازية تم تخفيفها لتحريك العجلة الاقتصادية شريطة التقيد بالتدابير الصحية. وأكد أن الفئة الأكثر احتمالاً للإصابة بالفيروس هم كبار السن، حسب الدراسات المنجزة.
وقال الدكتور منصف السلاوي إن المغرب تمكن من الحصول على جرعات اللقاحات اللازمة لحماية ساكنته من فيروس كورونا المستجد، وذلك في حديثه عن استراتيجية التطعيم في البلاد في ما يتعلق باختيار اللقاحات الذي اعتمدته اللجنة العلمية.
وأضاف في حوار مع مجلة «بي إم ماغازين» قائلاً: «يبدو لي أن الأمر الأكثر إلحاحاً كان اختيار المسار الذي يسمح بالوصول إلى جرعات اللقاحات في أسرع وقت ممكن. لقد تمكن المغرب من الوصول إلى جرعات اللقاحات اللازمة لحماية ساكنته. لقد عاينت ذلك في فبراير الماضي حيث كان المغرب في وضع جيد في ما يخص الولوج للقاحات».
وفي أول خروج إعلامي له بعد النجاح الاستثنائي والتاريخي لمهمة «عملية وارب سبيد» التي عهد بها إليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإيجاد لقاح ضد كوفيد-19 في وقت قياسي، أعرب الخبير المغربي عن استعداده لمساعدة الدولة في حدود إمكانياته وما يمكن أن يقدمه للبلاد. وقال «إن المجالات التي أمتلك خبرة ونجاحاً فيها هي مجالات تتطلب تكنولوجيا متقدمة، أي مجالات تهم البحث والتطوير والمقاولات التي تتطلب خبرة تقنية جد معقدة وعالية المستوى».
وعلى سبيل المثال، يضيف السلاوي: «إذا كنت سأشارك في مجال التعبئة المعقمة للقاحات، فإن القيمة المضافة الخاصة بي لن تكون مهمة ولن يكون لها إسهام كبير. لكن، إذا طلب مني المساعدة في تدريب تقنيين من مستوى عال يمكنهم صناعة اللقاح، فإني سأكون مستعداً للقيام بذلك».
ولاحظ المتحدث أن «هذا يتطلب تعقيداً وتقنية متطورة جداً، وهو شيء من شأنه أن يفيد المغرب بشكل بارز. ستكون تلك خطوة أولى نحو اكتساب المعرفة وتقنيين يمكنهم تطوير اللقاح والقيام أيضاً باكتشافات في بلدان أخرى والقيادة نحو إنجاز أبحاث في هذا المجال».
وفي هذا الصدد، أشار الخبير المغربي إلى أن هذا النوع من المشاريع يثير اهتمامه، قائلاً: «هذه مشاريع يمكنني من خلالها تقديم مساهمتي على المدى المتوسط ​​والطويل، بحيث يمكن أن يصل إلى عقد أو عقدين من الزمن، من خلال التدخل بشكل مباشر عبر خبرتي أو من خلال حث شبكة علاقاتي في المجال الأكاديمي والبحث العلمي على المشاركة في المشروع». وأضاف: «أنا على استعداد تام للمساعدة إذا كان الطلب يتوافق مع مجال يمكنني فيه تقديم قيمة مضافة، لا سيما حيث لا يوجد أي تدخل سياسي أو بيروقراطي مفرط».

425 إصابة جديدة

على صعيد مستجدات الحالة الوبائية في المغرب، أعلن مساء الأحد عن تسجيل 452 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد و406 حالات شفاء، و4 حالات وفاة خلال 24 ساعة.
ورفعت الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في البلاد إلى 529 ألفاً و676 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2  مارس 2020 فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 516 ألفاً و269 حالة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 9277 حالة، ووصل مجموع الحالات النشطة إلى 4130 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة في أقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال 24 ساعة 21 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 215، أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ(كوفيد-19) فمستقر عند 6,8 في المئة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: