رهان ليبي مستمر على المغرب لتعزيز التوافق

ماموني

تعكس الزيارة التي يؤديها رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة إلى الرباط رهانا ليبيا مستمرا على المغرب من أجل تعزيز التوافق الداخلي، خاصة أن الزيارة تأتي بعد أيام من زيارات أخرى قادت كلا من رئيس البرلمان عقيلة صالح ووزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ورئيس المجلس الأعلى للدولة الاستشاري خالد المشري إلى المغرب.

ويُرجع مراقبون هذا الرهان إلى الدور الإيجابي الذي لعبه المغرب من أجل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في ليبيا ما يجعل المملكة اليوم قادرة على احتضان مباحثات جديدة بينهم لمعالجة الملفات التي لا تزال عالقة.

وأكد خالد الشرقاوي مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية أن “المملكة المغربية لعبت دورا رائدا في دعم مسلسل المفاوضات الليبية وتقريب وجهات النظر لإنهاء الخلافات بين الفرقاء الليبيين”.

وأوضح الشرقاوي  أن “هذا الدور المتقدم الذي يقوم به المغرب من خلال سياسته الخارجية يندرج في إطار التزامه بالحفاظ على مبدأي السلم والأمن بالمنطقة العربية وحتى على الصعيد الدولي”.

خالد الشرقاوي: المغرب لعب دورا رائدا في تقريب وجهات النظر بين فرقاء ليبيا

ومثل المغرب في وقت سابق وحتى الآن وجهة لفرقاء ليبيا ما عكس نجاحا للدبلوماسية المغربية في تحقيق اختراق في مسار الأزمة الليبية انطلاقا من لعب دور الوسيط لتقريب وجهات نظر هؤلاء الفرقاء.

فمن اجتماعات بوزنيقة بشأن المناصب السيادية إلى اجتماعات طنجة لإنهاء حالة الانقسام التي كادت تعصف بالبرلمان الليبي، أعطت الدبلوماسية المغربية انطباعا على أنها الأقدر على التوسط في الأزمة الليبية.

ورغم التهافت الدولي والإقليمي على التدخل في الأزمة الليبية من خلال مساندة فريق على حساب آخر، ظلت الرباط تنتهج دبلوماسية محايدة خلال أطوار الصراع بين فرقاء ليبيا وهو ما جعلها على ما يبدو تكتسب ثقة هؤلاء.

ويؤكد المغرب على أنه ليست له أجندة في ليبيا، ولا يملك تصورا محددا لحل الأزمة الليبية، ولكنه مستعد لمواكبة الليبيين للتوصل إلى الاتفاق الذي يرونه مناسبا، مشددا على أن المبادرة لحل الأزمة التي يعيشها هذا البلد المغاربي لا يمكن أن تكون إلا ليبية.

وتأتي زيارة الدبيبة وهي الأولى منذ توليه رئاسة حكومة الوحدة الوطنية في فبراير الماضي بعد أيام من انعقاد مؤتمر برلين 2 بشأن الأزمة الليبية الذي قاطعه المغرب بسبب الأزمة الدبلوماسية مع ألمانيا.

واستقبل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الأحد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة لدى وصوله إلى العاصمة الرباط، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية المغربية.

ومن المقرر أن يناقش الدبيبة مع المسؤولين المغاربة خلال زيارته المجالات ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك الأمن في ليبيا والتحديات التي تواجه حكومته على غرار توحيد المؤسسة العسكرية وتهيئة الظروف الملائمة لتنظيم الانتخابات العامة في موعدها المُقرر في 24 ديسمبر المقبل.

وكان بوريطة قد شدد للدبيبة على أن “المغرب له هدف واحد وهو مساعدة ليبيا للخروج من هذه المرحلة وإبعادها عن التدخلات الخارجية لكي تستعيد دورها في شمال أفريقيا”.

وكانت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش قد شددت قبل أيام خلال زيارتها إلى المغرب على أن “ليبيا تطمح إلى تعزيز تعاونها العسكري مع الرباط بما يسمح للجيش الليبي الاستفادة من خبرة وتجربة القوات المسلحة الملكية لمواجهة التحديات المتعددة التي تنتظرها”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: