ما يقوم به رجال الأمن في هذه الأيام في القنصليات جهاد في سبيل الله
تنامت في الفترة الأخيرة أحداث مأساوية شهدتها أوساط رجال الأمن بالمغرب، توزعت بين محاولات الانتحار، أو الإقدام على القتل، وحالات انهيار عصبي، ما يطرح سؤالا عريضا بشأن الحالة النفسية لعدد من موظفي الأمن، الذين يتعرضون لضغوطات العمل وجسامة المسؤولية.
هذا و قد بدأت تتوارد نفس الحالات بين رجال الأمن المنتدبين العاملين بالقنصليات المغربية الذين يتعرضون لكثرة الضغط بسبب توافد مغاربة العالم لوضع ملفات طلب بطاقة التعريف الوطنية لدى المراكز الدبلوماسية و القنصلية .
فكيف يعقل أن يتمكن موظف أمني من معالجة ازيد من 331 ملف من إيداع و بصامات و غير ذلك من الأمور الادارية ؟ زيادة عن عملية السحب للبطائق .
فرجال الأمن بالقنصلية المغربية ببروكسيل يعملون في هذه الفترة من الساعة التاسعة صباحا حتى التاسعة مساءا طيلة الاسبوع و ايام السبت و الأحد مما جعلهم يعانون ضغوطاً وإجهاداً ، ما يسبب لهم القلق والتوتر والإحباط، ولكنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع ذلك و خصوصا و أنهم فقط ثلاثة موظفين أمنيين ، وهو ما يسبب لهم أزمة نفسية وإرهاقاً ذهنياً، كما حصل مؤخرا بالقنصلية العامة بروكسيل التي عرفت حالة إغماء لأحد رجال الأمن بسبب ضغط العمل.
فأين هي الخلايا للإدارة العامة للأمن الوطني التي تضم أخصائيين نفسيين؟ ، دورهم الرئيسي مواكبة الحالة النفسية لموظفيها وسلوكاتهم عندالاقتضاء.
فسقوط رجال الأمن المفاجئ يطرح تساؤلات حول الأسباب التي تؤثر على صحتهم وتؤدي إلى الموت أحيانا أو الإصابة بأمراض مزمنة أحيانا أخرى، وهو ما أجمله خبير أمني في “الظروف الصعبة التي يعانيها هؤلاء أثناء تأديتهم لمهامهم”.
فنظام العمل بسلك الأمن بالمملكة “يتسم بصعوبات عدة، من بينها ما هو مرتبط بساعات العمل وظروفه، ومنها ما يتعلق بالتكوين وضمان حقوق الإنسان”، فلا يوجد أي شرطي بالمملكة أو خارجها يستفيد من أيام التعويض”،رغم نظام العمل الذي غالبا ما يخلف “التوتر والقلق وينهك الأعصاب”.
ومن ضمن الحلول التي اقترحها المتحدث إحداث لجنة في المديرية العامة للأمن الوطني، تضم مختلف الفعاليات، لدراسة كل ما يتعلق بالشرطي، وحالته العامة ووضعيته النفسية، والظروف التي يعيشها.