انها قصة من الروعة بمكان .. تدور مسرحيتها ببلد مغاربي كان بالامس يعيش مناخ من التفاءل و الازدهار.. حتى انقلبت الموازين فجأة و قال عن احوالها ذلك المواطن الذي كان مرابطا بإحدى المدن عندما تفوه ” لقد هرمنا.. لقد هرمنا ” للتاريخ مواويل و صياح تارة صادمة و تارة قاتمة!!
كلما هرم الدهر الا و نجد زمن كسب زمن اخر.. و امة انهارت و أخرى استنارت و ثالثة استظلمت.. فابى الصباح ان يتنفس..
ويح لهذه الديمقراطية لا ترد ايجاد ثقب يدخل منه نور اليقين حتى يفصح الناس لتأدية الواجب.. ليكون التاريخ عليهم شهيدا.. قصة كاميليا على العالم ان يعلمها و تدرج في المقررات المدرسية و ليشهد عليها و يتأملها الاطفال و يستوعبها الشباب و يستبقها كل من بلغ اشده عليه ان يتفقهها و يتذكرها ليعلمها للاجيال المقبلة عما وقع للمواطنة التونسية كاميليا.. فلا احد في تونس سمع صراخها .. و على راسهم رئيس الدولة و وكيل الجمهورية و نواب الامة و اصحاب البذلة بجميع مختلف الوانها.. حتى اطفال الحجارة اردفوا ثيابهم و ماتت غيرتهم وانكسرت شوكتهم و لا احد أبدى سمعه بالتقرب الى بوزكرو و ما حدث لها في وضوح شمس تباركة .. المدينة التونسية.. كان لازما و لو قليلا من الحياء.. و بدون حياء.. فحتى الحياة ليس لها طعم.. من دون حياء!! صم بكم عمي فهم لا يعقلون.
لقد مات الحياء عند اقوام يعيشون الشقاق في القصاص.. كاميليا بوزكرو في تونس لم تجد من ينقذها من شر الإنس.. اما الجن فلا يظلمون الناس.. و خالق الجان و الانسان و الدواب و من في السماء فليس بظلام للعبيد.. فهو معروف بالعدل و الإحسان .. و لكن الناس معروف عنهم انهم هم الظالمون.. يقاتلون اخوانهم ظلما و عدوانا من عند انفسهم.. و هذا نوع من انواع الفتن التي اضحت فوق ارض الإنسانية.. و هذا ما وقع لهذه المواطنة التونسية بوزكرو كاميليا التي أخرجت عشيقها من براتين الفقر.. وكانت تظن انها ستعيش السعادة الكاملة معه وكانت تظن ان الوكيل العام سيحميها من ظلم زوجها التونسي لكي يأخذ لها حقها.. لأنه يمثل العدل الذي قال في حقه الله “واعدلوا” .. هل من عادل يفتح قلبه استنادا لهذا القران العظيم ليشهد عليه كتاب الله يوما ما “ليس ببعيد” لان الله يقول ” و يوم عند الله كألف سنة مما تعدون ” و إن لم يقدر الوكيل العام.. فرئيس الدولة.. لانه سيسأل عن رعيته.. يوما ما.. اراد ام استحوذ عليه الشيطان ليحيله على الحياة الدنيا التي مكتوب عليها الزوال ابى كل من يحكم او لا يقر بقرار يجره قلم مداد او رصاص.. و هذه هي الطامة الكبرى.. فلا دنيا و لا آخرة .. بل خزي اكبر.. و لهذا فلا احد يحب الظلم والطغيان.. كاميليا تعرضت سنوات خلت لظلم زوجها الطبيب الذي ليس فعلا بطبيب.. ليس طبيب الانسان لكن طبيب في المرجان… لأن الطبيب قبل ان يشتغل في هذا الميدان مجبر على اداء القسم.. ” و انه لقسم لو تعلمون عظيم ” و الطبيب معروف بالتسامح و عدم افشاء السر.. و لا يحل له ان يفتح باب العداوة ولو كان عدوه اللذوذ.. هذه هي المواثيق الدولية في ساعة الحرب.. و ما ادراك ما الحرب !! هناك اين لا حدود للقنص و الرمي!! طبيبنا لم يقم حدود الله.. فهو بلغ اكثر من الضرر.. اتخذ مواقف بلغت حدود فرنسا الجمهورية و ليست فقط تونس الثورة..
انها قصة كاميليا المغتصبة رغما عن انفها.. كان من حقها ان تصرخ و يأتي فورا كل شرطي يفتخر ببذلته ليدافع عن مواطنته بكل شرف و تقدير و لكن كاميليا لا تعرف مخافر الامن.. هي ام لأطفال فرضت الطقوس عليها “الصمت” و حافظت على ذاكرة أبناءها و تركت الامر بين يدي الله لما فعل فيها من ظلم..
ظلمت كاميليا لمدة أكثر من 16 سنة.. قبل الثورة.. و كانت تظن أن للثورة مبادئ أخذ حقوق المظلومين و إرساء الحق.. الذي يزيد بسطة في الحياة و الهناء بين المواطنين…
لم تجد الا الغي بين مواطنيها و من بين ايديهم قلم القرار.. بدلا من ان يكونوا اولياء الحق.. لم يستفيقوا من سنتهم التي اردتهم حتى لم تبق في صدورهم حبة خردل من الحياء.
زوجها يطاردها ليعكر عليها حياتها.. سعيا منه ليعذبها عدواً من نفسه.. دائما لأن يده “طويلة” و لأنه ثري يتاجر في ما تحتوي عليه البحار.. من مرجان..
اليوم كاميليا التونسية تتلقى من دائرة امنية بفرنسا استدعاء للإستماع اليها.. حتى في فرنسا زوجها ” الطبيب ” عنده أنصار يفعلون ما يامرهم .. و كل هذا يعلمه الله.. و هو عمل سيء.. فحذاري من غضب الله.. فلا يوجد حجاب بين دعوة المظلوم و كن فيكون
واليوم حكمت عليها محكمة فرنسية بحكم جائر ..لصالح زوجها الجائر ..في دولة تدعي تدافع عن الانسانية.. في زمن كورونا الفيروس القاتل.. سلطه الله على كل جائر