إسبانيا تلجأ إلى ورقة فرونتكس في تصعيدها مع المغرب

ماموني

تُركز الحكومة الإسبانية جهودها على إدانة صريحة للمغرب في ملف الهجرة وذلك في سياق تصعيدها مع الرباط حيث تسعى مدريد لإقناع الوكالة الأوروبية لمراقبة وحماية الحدود الخارجية “فرونتكس”، بنشر قواتها على الحدود مع سبتة.

وخلال مؤتمر صحافي عقده رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أكد سانشيز على أن “نشر عناصر فرونتكس هو خيار مطروح على الطاولة”.

هشام معتضد: نية إسبانيا تعزيز التواجد الأوروبي بسبتة ومليلية تصعيد خطير

وفي سياق محاولاتها للضغط على المغرب تسابق الحكومة الإسبانية الزمن لإدراج مدينتي سبتة ومليلية ضمن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، مع فرض تأشيرة “شنغن” لدخول جميع المغاربة للمدينتين.

ويعتقد هشام معتضد الأكاديمي والمحلل السياسي أن “نية الحكومة الإسبانية تعزيز التواجد الأوروبي في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، يعتبر تصعيدا خطيرا وتوجها سياسويا تعتمده حكومة مدريد من أجل خلق نوع من الضغط الدبلوماسي على الرباط وإيهام رأيها العام الداخلي بقدرتها على خلق نوع من التصعيد الاستراتيجي.”

ولفت الباحث المغربي المقيم بكندا، أن “هذا الخيار السياسي والتوجه الدبلوماسي الإسباني يعتبر هروبًا إلى الأمام وتصعيدًا فاشلًا خارج التاريخ والجغرافيا، ويعكس مدى افتقار مدريد لكثير من الحنكة السياسية والتدبير الحكيم للصراعات الدبلوماسية وتأطير خلافات الجوار السياسية”.

وكانت تقارير محلية في إسبانيا قد تطرقت للموضوع في وقت سابق حيث أشارت صحيفة “إل بايس” إلى أن الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد قد تدفع الحكومة الإسبانية لاعتماد سياسة الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل وتعزيز تواجدها في المنطقة.

وترى الصحيفة الإسبانية، أن رئيس حزب الشعب، بابلو كاسادو، يؤيد بالفعل هذه الصيغة وطلب من سانشيز التعامل مع الهجرة في سبتة كمشكلة أوروبية، بالتعاون مع “فرونتكس.”

وذكرت الصحافة الإسبانية، أن وزارة الداخلية والأمن الإسباني يرفضان دخول عملاء من الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل، معتبرين أن السماح للعملاء الأجانب بالحصول على مساحة أكبر والتحكم في أفعالهم على الحدود، ليس لها قيمة إضافية تذكر، خاصة في ظل السمعة السيئة التي أصبحت تتمتع بها الوكالة بعد اتهامها بالتواطؤ في عملية إعادة المهاجرين غير الشرعيين.

وقال معتضد إن “مساعي الحكومة الإسبانية توريط الاتحاد الأوروبي في أزمتها مع المغرب من خلال عزمها مضاعفة تواجد الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل تضع العواصم الأوروبية وبروكسل في وضع محرج وذلك من خلال انتقاد عدد كبير من الساسة الأوروبيين والخبراء السياسيين في الاتحاد الأوروبي الأخطاء الكبرى والتدبير الدبلوماسي المستفز والغير المسبوق الذي أقدمت عليه الدبلوماسية الإسبانية تجاه المغرب”.

ويبدو أنّ هناك تريثا أوروبيا حول الاتفاق على الشروط التي ستعمل بموجبها الوكالة في سبتة ومليلية، وقد أوضحت صحيفة “إل بايس” واسعة الانتشار، أن الحكومة الإسبانية كانت مترددة في وجود الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل على حدودها خاصة في مدنها “المستقلة”، حيث رفض رئيس الحكومة السابق ماريانو راخوي سنة 2014 احتمال وجود “فرونتكس” على التراب الإسباني، عندما كان يواجه ضغوطا قوية للهجرة.

Thumbnail

ولا يعترف حلف شمال الأطلسي (الناتو) بانتماء سبتة ومليلية إلى التراب الإسباني، ولا يشملهما بالحماية عكس باقي الأراضي الإسبانية، وكان الناتو قد أكد عدم قبول عضوية إسبانيا ببقاء المدينتين خارج دائرة الأراضي الغربية المحمية، ولا تضم أي خطة عسكرية للحلف الأطلسي الدفاع عن المدينتين في حالة مواجهة مع المغرب.

وتتباين المواقف في إسبانيا بشأن التصعيد المستمر مع المغرب حيث دعت آنا بالاسيو وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، الدول الأوروبية إلى ابتكار حل خاص لمشكلة الصحراء، كما فعلت في عام 2015 بشأن الملف النووي الإيراني.

وقالت الوزيرة السابقة، إن “من مصلحة إسبانيا منع تصعيد الموقف وتعقيده أكثر وإيجاد سبل لإحياء العلاقات الثنائية”، مؤكدة أن “من بين الأسباب التي أدت للأزمة بين البلدين هي دخول زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى إسبانيا”.

وتدهورت العلاقات بين المغرب وإسبانيا بشكل غير مسبوق، على خلفية إدخال مدريد لإبراهيم غالي بشكل سري وهوية مزورة للعلاج على التراب الإسباني، وأيضا موقف مدريد السلبي من اعتراف الولايات المتحدة بشأن سيادة المغرب على الصحراء.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: