المغرب يوازن علاقاته بين الفلسطينيين وإسرائيل

ماموني

عكست زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية إلى المغرب والتهنئة التي توجه بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بيني سعي الرباط إلى موازنة علاقاتها مع الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بزيارة هي الأولى من نوعها إلى المغرب الأربعاء، تلبية لدعوة رسمية من حزب العدالة والتنمية.

وأوضحت الأمانة العامة للحزب في بلاغ لها أنه “تم خلال هذه الزيارة إجراء مباحثات بين وفد حركة المقاومة الإسلامية ‘حماس’ وقيادة حزب العدالة والتنمية حول مستجدات القضية الفلسطينية وسبل دعمها، كما تتضمن الزيارة لقاءات مع أحزاب سياسية مغربية أخرى”.

نوفل بوعمري: سياسة المغرب متوازنة في العلاقة مع إسرائيل وفلسطين

ويرى مراقبون أن زيارة هنية تأتي في سياق محاولات المغرب المستمرة للحفاظ على علاقات متوازنة مع جل الأطراف في الشرق الأوسط ولاسيما بين الفلسطينيين وإسرائيل دون أن يتردد في الدفاع عن مصالح الفلسطينيين وحقوقهم.

ويُضيف هؤلاء المراقبون أن زيارة هنية كانت بضوء أخضر ملكي خاصة أن الخطوة سبقها إرسال العاهل المغربي برقية تهنئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد. وهذا يعني – حسب المراقبين- أن المغرب يوازن مصالحه الكبرى بشكل واقعي ودون إخلال بمبادئ الدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف.

واعتبر المحلل السياسي نوفل بوعمري أن “المغرب يمارس سياسته الخارجية بنوع من التوازن الدبلوماسي والسياسي في العلاقة مع إسرائيل وفلسطين وفصائل المقاومة”.

وأكد أن “المغرب متميز في دبلوماسيته الخارجية ومستقل في قراراته، وعلاقته مع إسرائيل لا تعني العداء للتنظيمات الفلسطينية وللمقاومة الفلسطينية، بل بالنسبة إلى المغرب هذه تكمل تلك”.

وبدورها قالت الباحثة شامة درشول  إن “الزيارة لا يمكن قراءتها على أنها محاولة من الحزب الإسلامي (العدالة والتنمية) لدغدغة مشاعر الناخبين، بل هي أبعد من ذلك؛ هي محاولة من المغرب لتحريك أوراقه العربية وغيرها خاصة بعد الوقائع الأخيرة المتصلة بأحداث الشيخ الجراح وعملية حارس الأسوار ضد حماس في غزة، ومحاولات تركيا الاستيلاء على دور لجنة القدس، علاوة على قرارات البرلمان الأوروبي بشأن الأزمة مع إسبانيا”.

وتأتي زيارة إسماعيل هنية، التي تمتد لأربعة أيام، في أعقاب أشهر من إعلان إعادة فتح مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب، بعد توقف التواصل منذ العام 2000، وستكون له لقاءات مع مسؤولين وقيادات أحزاب وهيئات مغربية.

وتُعد هذه الزيارة الثالثة التي تقوم بها قيادة حركة حماس إلى المغرب، بعدما قام رئيس المكتب السياسي السابق للحركة خالد مشعل بزيارته الرسمية للمغرب في العامين 2012 و2017.

ويتكون الوفد المرافق لإسماعيل هنية من نائب رئيس الحركة صالح العاروري وأعضاء المكتب السياسي موسى أبومرزوق ومحمد نزال وحسام بدران وعزت الرشق.

ويقول مراقبون إن الزيارة في إطارها العام تأتي في سياق الإشادة بالدور الذي قام به المغرب خلال التصعيد الأخير بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، وأيضا لتبديد بعض الآراء التي تقول إن حماس لها اعتراض على فتح مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب.

ويأتي ذلك أيضًا في وقت عبر فيه نفتالي بينيت عن شكره للملك محمد السادس، الذي بعث له رسالة تهنئة بمناسبة انتخابه رئيسا جديدا للوزراء في إسرائيل، مضيفا أن “تل أبيب تعتبر المغرب صديقا وشريكا هاما في المساعي الرامية إلى دفع السلام والأمن في المنطقة قدما”.

الزيارة تأتي في سياق الإشادة بالدور الذي قام به المغرب خلال التصعيد الأخير بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، وأيضا لتبديد بعض الآراء التي تقول إن حماس لها اعتراض على فتح مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب

وهنأ العاهل المغربي بينيت بانتخابه رئيسا لوزراء إسرائيل، خلفا لبنيامين نتنياهو، وقال في برقية التهنئة إن المملكة “حريصة على مواصلة دورها الفاعل ومساعيها الخيرة الهادفة لخدمة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط يضمن لكافة شعوب المنطقة العيش جنبا إلى جنب، في أمن واستقرار ووئام”.

فيما أكد بينيت على أنه “سيعمل على تعزيز العلاقات الإسرائيلية المغربية في كافة المجالات، بما سيحقق الرفاهية والازدهار لكلا الشعبين اللذين تربطهما صداقة طويلة الأمد”.

وقال المحلل السياسي محمد بودن إن ”المغرب يحتفظ بعلاقات وجسور مع مختلف الفاعلين في المنطقة ويؤمن بمبدأ شعرة معاوية في بعض القضايا”.

وأوضح أن “المغرب نجح في تخطي النظرة الأيديولوجية في المنطقة ويعتمد على دوره البناء وإتاحته للفرص أمام السلام وهذا معلوم لدى مختلف الفاعلين الإقليميين والدوليين”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: