المغرب لم يستفيد من أخطائه في مواجهة المؤامرة الاسبانية الجزائرية

ابو ندى

يبدو أن الأزمة بين المغرب وإسبانيا تتجه إلى مزيد من التصعيد بعد لجوء إسبانيا إلى البرلمان الأوروبي لإدانة سماح للمغرب للأطفال المغاربة دخول مدينة سبتة المحتلة .

و رغم عدم خروج إسبانيا بإدانة واضحة من البرلمان الأوروبي للمغرب إلا أن هذا الأخير وقع في فخ الجزائر التي أوقعت بينه و بين الاسبان و أوروبا بإدماج الاطفال المغاربة في عملية سياسية ، بعدما تحدت الجزائر ليس فقط المغرب و لكن المجتمع الدولي بإدخال مجرم بوثائق مزورة و بإسم مستعار و إخراجه دون أي متابعة قضائية .

هذا ، فالمغرب لم يستفد من الخطأ الفادح الذي جعله يقحم الاطفال في علاقته بإسبانيا الا انه وقع في المحضور بإقحام مغاربة العالم في نفس القضية بمنعهم دخول بلدهم عبر المعابر الجنوبية لإسبانيا و حرمان ازيد من 2 مليون مغربي الدخول الى بلده لقضاء العطلة الصيفية بين أحضان وطنهم ،

فبعد النجاح الديبلوماسي الذي حققه المغرب في القضية الوطنية ، أصبح مؤخرا ياخد قرارات بعيدة عن الصواب ، قرارات ربما تهدم كل ما بناه في السنوات الأخيرة ، بحيث استغلت اسبانيا الأحداث الاخيرة لتحاول فرض شرعيتها على سبتة و مليلية المحتلتين بمساندة أوروبية .

هذا و لازالت اسبانيا تحاول فرض الامر الواقع على المغرب بمحاولة أخرى يوم الثلاثاء المقبل بالبرلمان الاوروبي لإدانة المغرب على السماح للأطفال بالهجرة الغير الشرعية مما جعل الديبلوماسية المغربية ببروكسيل و على رأسها السفير محمد عامر تعمل على فضح  المناورة التي تقوم بها اسبانيا لتحويل الانتباه عن أزمة سياسية بينها و بين المغرب”.

وقد اعتبر البرلمان المغربي أن قرار البرلمان الأوروبي يوضح أن الأمر يتعلق بمناورة لتحويل الانتباه عن أزمة سياسية بين المغرب وإسبانيا”.واعتبرت صحيفة “أوك دياريو” الإسبانية أن إشارة البرلمان المغربي إلى سبتة بالمدينة “المغربية المحتلة” تهديد جديد من الرباط في ظل عدم وجود بوادر على حدوث انفراج في العلاقات بين البلدين.

الأكاديمي والمحلل السياسي المغربي، رشيد لزرق، اعتبر استنتاج الصحيفة الإسبانية مجرد “تصعيد إعلامي” تقوم به وسائل الإعلام الإسبانية.

وكان البرلمان المغربي ندد بـ”الدوافع الخفية” و”الأكاذيب” بعد الاقتراح الذي وافق عليه البرلمان الأوروبي، الذي رفض تعريض حياة المهاجرين القاصرين للخطر.

وتبنى البرلمان الأوروبي بأغلبية 397 صوتا الخميس قرارا اقترحه أعضاء إسبان وينص على أن “رفض استخدام المغرب لضوابط الحدود والهجرة، ولاسيما القصر غير المصحوبين بذويهم، يشكل أداة للضغط السياسي على دولة عضو في الاتحاد”.

وأوضح لزرق في حديثه للحرة أن البرلمان المغربي يمثل الشعب المغربي، وبالنسبة لهذا الأخير فسبتة ومليلية مدينتين مغربيتيين محتلتين من قبل إسبانيا” بحسب تعبيره.

وأضاف المحلل المغربي أن الرباط تؤجل ملف المدينتين حاليا للتفرغ لقضية الصحراء، واعتبر لجوء مدريد إلى البرلمان الأوروبي دليل ضعف أمام الرباط”.

وانتقدت وزارة الخارجية المغربية الجهود الرامية إلى “إضفاء الطابع الأوروبي” على الأزمة مع إسبانيا، وأصرت على طبيعتها “الثنائية” البحتة.

من جانب آخر، كشفت “أوك دياريو” أن إسبانيا تخطط لضم سبتة ومليلية في منطقة شنغن وفرض تأشيرة على المغاربة الراغبين في دخولهما.

وفي حال ضم إسبانيا المدينتين إلى منطقة شنغن، سيحرم المغاربة من سكان مدينتي تطوان والناظور المجاورتين دخول المدينتين بدون تأشيرة.

وتسبب دخول زعيم “الجبهة الشعبيّة لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” (بوليساريو) إلى المستشفى في شمال إسبانيا بأزمة دبلوماسية كبرى بين إسبانيا، والمغرب الذي يعتبره “مجرم حرب”.

وغادر غالي إسبانيا بعد ساعات قليلة من مثوله عن بُعد أمام المحكمة العليا الإسبانية في قضية تتعلق بارتكاب جرائم حرب. ولم يفرض القضاة بعد الجلسة أي قيود على غالي وسمحوا له بمغادرة إسبانيا.

ومذّاك تؤكد مدريد سعيها لاستعادة “علاقات قائمة على الاحترام، وبناءة للغاية” مع المغرب، حليفها التقليدي، فيما كانت الرباط إلى حينه قد لزمت الصمت.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: