المغرب: إسبانيا تنتهج سياسة الهروب إلى الأمام عبر إقحام الاتحاد الأوروبي

La rédaction

اتهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الأربعاء إسبانيا “بالهروب إلى الأمام”، عبر محاولة إقحام الاتحاد الأوروبي في الأزمة بين البلدين.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، الذي يجري زيارة إلى الرباط تستغرق يوما واحدا.

وتشهد العلاقة بين الرباط ومدريد أزمة على خلفية استضافة إسبانيا إبراهيم غالي زعيم البوليساريو بـ”هوية مزيفة”، بين 21 أبريل الماضي وأول يونيو الجاري.

وتصاعدت الأزمة بين البلدين عقب تدفق 10 آلاف مهاجر من ساحل المملكة المغربية إلى جيب سبتة المحتلة ، وهو أمر حاولت مدريد استثماره لجهة تصعيد لهجتها إزاء الرباط، فيما كانت الأخيرة تنتظر منها موقفا واضحا وصريحا من استقبالها زعيم البوليساريو وحول التواطؤ غير المعلن مع الجبهة الانفصالية ومواقفها العدائية.

وقال بوريطة “إسبانيا تحاول أن تجعل الأزمة (القائمة بين البلدين) مع الاتحاد الأوروبي، وهذا الأمر لن يؤدي إلى حلها”.

وأضاف “محاولات إقحام الاتحاد الأوروبي في الأزمة مع إسبانيا، وجعل الهجرة محورا لها لن يغير شيئا، وهو هروب إلى الأمام”.

وتابع “لا يمكن لإسبانيا رفض الانفصال داخليا (في إشارة إلى إقليم كتالونيا)، وتشجعه في بلد جار (في إشارة إلى إقليم الصحراء).

وواجهت إسبانيا تمردا مسلحا أيضا قادته منظمة “إيتا” الانفصالية التي سعت منذ نهاية الخمسينات إلى الانفصال بإقليم الباسك وتأسيس دولة مستقلة اشتراكية، واستخدمت كل النشاطات المسلحة العنيفة من قتل وتفجير واختطاف من أجل تحقيق هدفها.

وأدت أنشطتها منذ تأسست في العام 1959 وحتى الآن إلى قتل المئات وجرح الآلاف، كما أضرت بالاستقرار السياسي في إسبانيا على مدار سنوات.

وبخصوص قضية الهجرة، قال بوريطة إن بلاده “لا يمكن أن تقبل تلقي الدروس من أحد”، مشيرا إلى أن “الأزمة مع إسبانيا لا تزال موجودة، لأن ما أدى إليها لا يزال قائما”.

وكانت الخارجية المغربية أكدت أن جذور المشكلة تتمثل في انهيار الثقة بين الشريكين والدوافع والمواقف العدائية لإسبانيا في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهي قضية مقدسة عند المغاربة قاطبة.

ولفت إلى أن بلاده تجمعها “علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي، وأن هذه العلاقات عرفت تطورا”.

وقال وزير الشؤون الخارجية والتجارة المجري بيتر سيارتو خلال المؤتمر، إن بلاده “تدعم وحدة الأراضي لدى الدول الشريكة”.

وأضاف “لدينا وجهات نظر متقاربة في عدة مجالات مثل الهجرة ومكافحة الإرهاب. وهنغاريا تدعم سياسة الجوار التي ينتهجها المغرب”.

وفي 18 مايو الماضي استدعت الرباط للتشاور سفيرتها لدى مدريد  كريمة بنيعيش، بعد أن استدعتها الخارجية الإسبانية احتجاجا على تدفق حوالي 8 آلاف مهاجر غير نظامي من المغرب إلى مدينة سبتة خلال 4 أيام في مايو، بحسب مدريد.

وتقع مدينة سبتة في أقصى شمال المغرب، وهي تحت الإدارة الإسبانية، وتعتبرها الرباط “ثغرا محتلا” من طرف إسبانيا، التي أحاطتها بسياج من الأسلاك الشائكة بطول نحو 6 كلم.

وفي مؤتمر صحافي الشهر الماضي، اتهمت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز المغرب بابتزاز بلادها واستغلال الأطفال، وذلك على خلفية التوترات بين البلدين في مدينة سبتة، وهو ما نفته الرباط.

وأمر العاهل المغربي الملك محمد السادس الثلاثاء الماضي بإعادة القاصرين المغاربة الموجودين في وضع غير قانوني في أوروبا.

وأعرب الأحد الماضي رئيس مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى للبرلمان) الحبيب المالكي عن “دهشته وخيبة أمله”، عقب إدراج مشروع قرار بالبرلمان الأوروبي حول “توظيف مزعوم للقاصرين من طرف السلطات المغربية” في أزمة الهجرة في سبتة.

وقال المالكي في تصريحات صحافية إن “هذه المبادرة تتنافى تماما مع جودة التعاون القائم بين البرلمانين المغربي والأوروبي”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: