الحكومة الإسبانية تعقّد الأزمة مع الرباط بمراكمة الأخطاء الدبلوماسية

ماموني

اتهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الأربعاء إسبانيا بانتهاج سياسة الهروب إلى الأمام، عبر محاولة إقحام الاتحاد الأوروبي في الأزمة بين البلدين وذلك في وقت رفضت فيه الحكومة الإسبانية تغيير موقفها بشأن النزاع حول الصحراء المغربية ما يعقد الأزمة بين الرباط ومدريد.

وقال بوريطة خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في الرباط إن “إسبانيا تحاول أن تجعل الأزمة (القائمة بين البلدين) مع الاتحاد الأوروبي، وهذا الأمر لن يؤدي إلى حلها”.

وأضاف “محاولات إقحام الاتحاد الأوروبي في الأزمة مع إسبانيا، وجعل الهجرة محورا لها لن يغير شيئا، وهو هروب إلى الأمام”.

وأوضح أنه لا يمكن لإسبانيا رفض الانفصال داخليا في إشارة إلى إقليم كتالونيا، وتشجيعه في بلد جار في إشارة إلى إقليم الصحراء المغربية.

وجاءت تصريحات بوريطة في أعقاب إعلان مدريد رفضها مراجعة موقفها من قضية الصحراء المغربية في خطوة ستؤجج الخلاف بين الطرفين لاسيما أن إسبانيا باتت تراهن على انتزاع إدانة من الاتحاد الأوروبي للمغرب بشأن ملف القاصرين المغاربة.

وأكدت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا أن موقف مدريد من قضية الصحراء هو “سياسة دولة، ولهذا فهو ثابت، وهذه الحكومة لم تغيره، وبصراحة لن تغيره؛ لأنها ترتكز على مبادئ غير قابلة للتجزئة، مثل الدفاع عن التعددية واحترام الشرعية الدولية، وهما ركيزتا العمل الدبلوماسي”.

رشيد لزرق: لا يمكن لمدريد التغطية على إخفاقها بإقحام بروكسل

وأضافت الوزيرة في جلسة مساءلة أمام البرلمان الأربعاء أن “موقف إسبانيا من نزاع الصحراء لم يتغير مع هذه الحكومة الائتلافية التي يقودها بيدرو سانشيز ولن يتغير في المستقبل، وأن موقف بلادها لا يختلف في أي شيء عما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة”.

وتابعت أن “ما مجموعه 8 مجموعات برلمانية، بما في ذلك الحزب الشعبي، وافقت في مجلس الشيوخ خلال شهر مارس الماضي على قرار طُلب فيه من الحكومة دعم وتسهيل حل سياسي لنزاع الصحراء في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبقية المنظمات الدولية، وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ستعمق الأزمة المستمرة بين المغرب وإسبانيا خاصة في ظل تواتر الحديث عن محاولة مدريد إقحام بروكسل في الخلاف.

وقال رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية أن “هذه المسؤولة الحكومية أدلت بتصريحات غامضة تعكس تجاهلا تاما للمحتوى الشامل للشراكة بين البلدين، بعدما ساهمت في تعرض المغرب لأفعال استفزازية من قبل حكومتها غير المسؤولة والتي أخلّت بمبادئ التعاون وحسن الجوار”.

وأفاد لزرق، بأنه “لا يمكن للحكومة الإسبانية التغطية على إخفاقها في تدبير أزمتها مع المغرب، بإقحام الاتحاد الأوروبي في مشكل كانت مدريد هي المسؤولة عنه سواء بإدخال زعيم البوليساريو أو موقفها من قضية الصحراء والموقف الملتبس من أدوار المغرب في موضوع الهجرة”.

وتراهن الحكومة الإسبانية على الاتحاد الأوروبي في انتزاع إدانة للمغرب في ما يتعلق بمشكل القاصرين بالدول الأوروبية، إذ وبإيعاز من نواب إسبان أدرج البرلمان الأوروبي مشروع قرار يتهم الرباط بتوظيف “قاصرين” في أزمة الهجرة غير النظامية، للضغط على مدريد.

واستبق المغرب هذه المناورة عندما وجّه العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمرا بإعادة كل القصر المغاربة الذين لا يوجد معهم مرافق ودخلوا الاتحاد الأوروبي بطريقة غير شرعية.

وحذر رشيد العبدي رئيس المجموعة النيابية لحزب “الأصالة والمعاصرة” (أكبر أحزاب المعارضة)، من الذهاب إلى منزلق الصراع مع الاتحاد الأوروبي، في ظل تحريض إسباني، موردا أن علاقات المغرب مع الاتحاد الأوروبي “جيدة والمشاكل مع إسبانيا ينبغي أن تُحل بشكل ثنائي”.

ورأى العبدي أن “إسبانيا ضربت بعرض الحائط كل المبادئ التي كانت تتغنى بها في التزاماتها بالمواثيق الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.. واستقبالها لزعيم البوليساريو هو إعلان مرحلة جديدة من العلاقات مع المغرب”.

ويحظى المغرب بعلاقات مميزة مع دول الاتحاد الأوروبي حيث أكد وزير الشؤون الخارجية والتجارة المجري بيتر سيارتو خلال المؤتمر، أن بلاده “تدعم وحدة الأراضي لدى الدول الشريكة”.

وأضاف “لدينا وجهات نظر متقاربة في عدة مجالات مثل الهجرة ومكافحة الإرهاب. والمجر تدعم سياسة الجوار التي ينتهجها المغرب”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: