أحزاب المعارضة المغربية تطالب مدريد بموقف واضح من قضية الصحراء

ماموني

طالبت أحزاب المعارضة المغربية إسبانيا بموقف واضح من قضية الصحراء، مجدّدة دعمها التام للإجراءات التي اتخذتها الدولة في ردها على استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي.

وجاء ذلك خلال ندوة مشتركة نظمتها أحزاب التقدم والاشتراكية والاستقلال والأصالة والمعاصرة.

وشدّد نبيل بن عبدالله رئيس حزب التقدم والاشتراكية على أن المغرب اتخذ موقفا صائبا خلال الأزمة الأخيرة من أجل إحداث تحوّل في الموقف الملتبس للجارة الشمالية للمملكة في قضية الوحدة الترابية، موضحا أنه “على الأقل ليكفوا عن طعننا من الخلف إذا لم يكن هناك اعتراف صريح منهم بوحدتنا الترابية”.

وقالت تلك الأحزاب عبر ممثليها إن قضية الصحراء تحظى بإجماع شعبي وسياسي في المغرب، لكن ذلك “لا يحجب ضرورة تضافر جهود كافة المؤسسات الحزبية وتفعيل الدبلوماسية الموازية للدفاع بشكل أكثر فعالية أمام نظرائنا الإسبان والأوروبيين والدفع بهم إلى الضغط على حكومة مدريد للتخلي عن سلوكها المناهض لمصالح المملكة”.

ودعا نبيل بن عبدالله إلى تقوية الجبهة الداخلية ورص الصفوف، وذلك من خلال تشكيل جبهة ديمقراطية وإحداث انفراج سياسي، “حتى لا يتم استغلال هذا السلاح من طرف خصومنا”، على حد قوله.

وذهب عبداللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في نفس الاتجاه، مؤكدا أن على المغرب أن يعزز ديمقراطيته الداخلية باعتبارها وسيلة فعالة لمواجهة خصومه، مضيفا “لا بد من انفراج سياسي، ولا داعي لبعض الأمور التي نعيشها مثل الاعتقالات”.

عبداللطيف وهبي: الأزمة تتعلق بعمل لوبي داخل الحكومة الإسبانية ضد المغرب

ولا يزال التوتر قائما بين إسبانيا والمغرب لاسيما بعد مغادرة زعيم جبهة البوليساريو التراب الإسباني ما يصعب من تصحيح مسار العلاقات بين الرباط ومدريد رغم رغبة الأخيرة في ترميم تلك العلاقات.

وترى أحزاب المعارضة المغربية أنه لا بد من التعامل بحذر مع الجانب الإسباني خاصة أن مكونات المشهد السياسي في إسبانيا لا تتبنى جميع قرارات حكومة مدريد.

وقال نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال “هناك أصوات تعارض توجه الحكومة الإسبانية الحالية إزاء المغرب، مثل الحزب الشعبي، الذي اتهم حكومة بيدرو سانشيز بالمس بالعلاقة الاستراتيجية مع المغرب”.

وأوضح أن “التوتر القائم حاليا بين المغرب وإسبانيا لا يمكن إسقاطه على جميع مكونات النسيج السياسي الإسباني”.

وكان إعلام محلي إسباني قد أورد أن مدريد تدرس خيارات عديدة لوقف التصعيد في العلاقات مع الرباط، منها الاعتماد على وساطات تحظى بالمصداقية، إلى جانب خيار قيام أحد الوزراء في الحكومة بزيارة المغرب باستثناء وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا، أو أن يتصل الملك فيليب السادس بالملك محمد السادس، كإجراء قد يحدّ من الأزمة المتفاقمة.

وتستعجل إسبانيا عودة العلاقات إلى طبيعتها الأولى عكس المغرب الذي يطالب السلطات الإسبانية بالرد على أسئلة جوهرية تخص مواقف مدريد من قضية وحدته الترابية، إلى جانب مسألة ترسيم الحدود البحرية وإشكالية إعادة القاصرين المغاربة وإعادة العاملات الموسميات في حقول الفراولة الإسبانية.

وطي صفحة الخلاف بين البلدين حسب خبراء في العلاقات الدولية لن يكون سهلا مع حكومة سانشيز التي تحتاج إلى الكثير من الجهود الدبلوماسية والمبادرات السياسية، مشددين على أن إبلاغ مدريد للرباط بمغادرة زعيم البوليساريو البلاد في اتجاه الجزائر ليس كافيا.

وأعلنت الخارجية المغربية في بيان أن جوهر المشكلة هو مسألة ثقة تم تقويضها بين شريكين، معبرة كذلك عن أن “جوهر الأزمة هو مسألة دوافع خفية لإسبانيا معادية لقضية الصحراء، القضية المقدسة لدى الشعب المغربي قاطبة”.

وأوضح وهبي أن المشكلة القائمة بين المغرب وإسبانيا لا تتعلق بمحاكمة إبراهيم غالي من عدمها “بل بوجود لوبي قوي داخل الحكومة الإسبانية يقف ضد المغرب بدعم الانفصال في الصحراء المغربية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: