يتحوّل توفر الرصيد البشري أحيانا من نعمة إلى نقمة لدى البعض من المدربين، خصوصا مع اقتراب الاستحقاقات الهامة، وهو ما يعاني منه مدرب المنتخب المغربي وحيد خليلوزيتش الذي بدا مرتبكا حيال بعض الوجوه الجديرة بالتواجد مع منتخب الأسود وتغييب أخرى لدواعٍ لا يمكن تبريرها.
وأكدت مصادر صحافية أن خليلوزيتش كثيرا ما يصرّ على تقديم لاعبه عادل تاعرابت في كل مؤتمراته وتصريحاته الإعلامية على أنه واحد من أهم ثوابت الفريق، وذلك لجهة فنياته وتأثيره داخل المجموعة وخبرته الكبيرة التي راكمها بعد مشوار احترافي مرّ خلاله بالدوري الإنجليزي ثم الإيطالي ليصل حاليا إلى بنفيكا البرتغالي.
لكن على الجهة المقابلة، فقد خيّب تاعرابت آمال الجماهير المغربية، حيث لم يقدم طيلة عام ونصف من تواجده برفقة أسود الأطلس ما يشفع له بالعودة إلى صفوف المنتخب.
كما سجلت عليه مؤاخذات في المعسكرات والمباريات السابقة في تصفيات “الكان” من زيادة ملحوظة في الوزن وتراجع في اللياقة.
وهو ما قد يجعل المعسكر الحالي فرصته الأخيرة مع المدرب البوسني، حيث عليه إقناعه بضمه إلى القائمة التي ستخوض نهائيات كأس أمم أفريقيا في الكاميرون العام المقبل.
وكان تاعرابت قد غاب عن آخر نسختين للبطولة القارية في مصر 2019 والغابون 2017.
وأقرت هذه المصادر بأن غياب حكيم زياش، الذي لم يحضر بعد إلى معسكر الأسود، والمتوج أخيرا بلقب دوري الأبطال مع فريقه تشيلسي، يمثل فرصة ذهبية لتاعرابت ليأخذ مكانه في ودية غانا، ويتقمص أدوارا أكبر من تلك التي أنيطت به في المباريات السابقة.
وبالمثل فإنه بعودته إلى معسكر الأسود من جديد بعد استبعاده في آخر مباراتين بتصفيات الكان أمام موريتانيا وبوروندي، ربما يكون سامي مايي المغربي ذو الأصول البلجيكية، الأوفر حظا للعب في محور الدفاع بتشكيلة خليلوزيتش أمام غانا وديا الثلاثاء المقبل.
تخبّط خليلوزيتش يتجلى في تجريب 10 ثنائيات في محور دفاع منتخب المغرب منذ اعتزال الثنائي المهدي بنعطية ومروان داكوستا
وبعد الاستدعاء المفاجئ إلى قائمة المغرب عقب تأهيله رسميا من طرف الفيفا ليمثل الأسود دوليا، نال سامي مايي ثقة وحيد، فخاض أول أربع مباريات في تصفيات الكان، ولم يمسه أي تغيير، إذ جاور القائد رومان سايس، ويمكن القول إن المدرب البوسني وجد ضالته في هذا المركز أخيرا.
وبعدما خاض سبع مباريات على التوالي رسمية وودية، جاءت المفاجأة باستبعاد مايي من معسكر الجولة الأخيرة للتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2022، ليغيب عن مباراتي موريتانيا وبوروندي.
لكن قرار خليلوزيتش جاء عكس التوقعات بعدما أقدم اللاعب على خطوة كبيرة بمغادرة ناديه البلجيكي المغمور سان تروند وانتقاله إلى فرينكفاروس المجري الذي توج معه بالدوري المحلي، ولعب معه أكبر عدد من المباريات أساسيا.
وتخبّط خليلوزيتش تجلى في تجريب 10 ثنائيات في محور دفاع منتخب المغرب منذ اعتزال الثنائي المهدي بنعطية ومروان داكوستا. فلعب برومان سايس ومايي وتارة سايس ونايف أكرد لاعب ليل وأخرى سايس وجواد يميق لاعب بلد الوليد الإسباني.
ثم جرّب زهير فضال لاعب لشبونة البرتغالي وسفيان شاكلة لاعب فياريال الإسباني دون اقتناع بأيّ من تلك الثنائيات.
وأخيرا، وفي معرض تقديمه قائمة الأسود الحالية لوديتي غانا وبوركينا فاسو، عاد خليلوزيتش ليشيد بمايي من جديد ويبرر هذا الاختيار واستبعاد زهير فضال لاعب لشبونة، وبدر بانون لاعب الأهلي المصري، بقوة البنية الجسدية لمايي واقتناعه به.
ولاح واضحا أن تواجد أكثر من لاعب في مركز بعينه، خصوصا إذا كان جل هؤلاء اللاعبين ينشطون في بطولات كبرى عربيا وأوروبيا، بات مصدر قلق للمدرب المغربي الذي يعيش مرحلة شك في اختيار السماء الجديرة بتمثيل الأسود.
وتأكد ذلك في المعسكر الحالي بمجمع محمد السادس حيث قدمت أولى الحصص التدريبية مؤشرات كبيرة على عودة خليلوزيتش للثنائية الأولى التي استهل بها مشوار تصفيات الكان وأشاد بها بعد استقبال المغرب هدفا واحدا في ست مباريات في وجود مايي وسايس، أمام الحارس ياسين بونو.