مؤتمر برلين 2 يعترف بدور المغرب المهمّ في معادلة الحل السياسي بليبيا

ماموني

وجهت وزارة الخارجية الألمانية دعوة إلى المغرب من أجل المشاركة في مؤتمر برلين 2 المزمع عقده في الـ23 من يونيو الجاري، دون أن يصدر عن الجانب المغربي أي رد فعل بخصوص هذه الخطوة في ظل الأزمة المستمرة مع ألمانيا.

ولم يتقبل المغرب سلوك الطرف الألماني بعد عدم توجيه دعوة إلى الرباط للمشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا في يناير من العام الماضي، مستغربا المعايير والدوافع التي أملت اختيار البلدان المشاركة في هذا الاجتماع، معتبرا أن ألمانيا تحاول “محاربة الدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب وتحديدا دوره في الملف الليبي”.

مراقبون يقولون إن مؤتمر برلين 2 يجب أن يكون محطة تكميلية لما تم إنجازه في المغرب في محطات الحوار بين الفرقاء الليبيين في الصخيرات وطنجة وبوزنيقة

وعلّقت مصادرنا الدبلوماسية بأن مشاركة المغرب في برلين 2 لا تزال غير محسومة، لكنها ضرورية في إطار الدعم الذي تقدّمه المملكة المغربية لإنجاح كل مراحل الحوار الليبي – الليبي بمساع حميدة تذيب كل ما يعرقل الحل السياسي المتوافق عليه بين كافة الأطراف.

ويقول محمد لكريني أستاذ القانون الدولي إن دعوة ألمانيا للمغرب للمشاركة في مؤتمر برلين 2 بمثابة تكفير عن الخطأ الذي ارتكبه الألمان في حق المملكة، وبذلك فهذه الدعوة هي ردّ اعتبار للمغرب خاصة أنه لعب دورا محوريا في التوصل إلى اتفاق الصخيرات والجولات التي أقيمت في مدينة بوزنيقة.

وأوضح لكريني أن الدعوة في حدّ ذاتها مؤشر مهم قد يسهم في إعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، فالحضور في المؤتمر والجلوس لمناقشة الأزمة الليبية سيمهدان الطريق نحو جلسات أخرى لمناقشة القضايا التي تشكل محور الخلاف وهي قضية الصحراء المغربية.

وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية في بيان لها أن برلين ستستضيف جولة جديدة من محادثات السلام الليبية في الـ23 من يونيو الجاري، وذلك بهدف بحث سبل استقرار البلاد ومناقشة التحضير للانتخابات المقررة في الـ24 من ديسمبر المقبل، وخروج الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا.

خالد المشري: المغرب لعب دورا حاسما في توصل الليبيين إلى توافقات

ويساهم المغرب بشكل فعّال وقوي في الملف الليبي، وتدخّله بشكل إيجابي في خلق جو من التوافق بين وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين توّج باتفاق الصخيرات الذي وقع من طرف الفرقاء الليبيين في ديسمبر من العام 2015، وبعدها عقد طرفا النزاع جولات حوارات بوزنيقة قرب الدار البيضاء توجت بترتيبات سياسية وتوافقات مهمة.

وقالت مصادرنا إنه نظرا للثقة التي يتمتّع بها المغرب من الأطراف الليبية، يتواجد بالمملكة حاليا كل من خالد المشري رئيس المجلس الأعلى لدولة ليبيا وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب لاستكمال المشاورات غير المباشرة.

وخلال استقباله لخالد المشري قال رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش إن “المملكة المغربية ملتزمة ومنخرطة في تشجيع الحوار بين الأشقاء الليبيين من أجل التوصل إلى التسوية السياسية النهائية للأزمة”، مضيفا أن المغرب يعتبر أن الحل السياسي التوافقي يعد السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.

ونوهت عدة أطراف دولية وإقليمية بالمجهودات المغربية في الملف الليبي، وأكد عقيلة صالح أن بلاده تحتاج دائما إلى دعم المغرب لتحقيق أمن واستقرار هذا البلد المغاربي، نظرا للمكانة التي تحظى بها المملكة في المجتمع الدولي والحرص والاهتمام الذي يوليه العاهل المغربي الملك محمد السادس للقضية الليبية.

من جهته أشاد خالد المشري بالدور الفعال الذي يضطلع به المغرب من أجل التوصل إلى الحل السياسي المتوافق حوله للملف الليبي، معتبرا أن “دور المملكة كان حاسما في تقريب وجهات نظر مختلف الأطراف والتوصل إلى توافقات من شأنها أن تعبّد الطريق نحو التسوية السياسية النهائية للأزمة الليبية”.

وعلق محمد لكريني بأن تواجد كل من عقيلة صالح وخالد المشري في الرباط قد يكون إما بسبب التنسيق بشأن الأزمة الليبية لأن المغرب واكبها منذ البداية، وقد يكون أيضا من أجل إقناع المغرب لحضور أشغال المؤتمر الدولي بسبب الأزمة الأخيرة مع ألمانيا خصوصا وأن الرباط لم تصدر بعد أي قرار أو موقف يوضح حضورها من عدمه في مؤتمر برلين.

ويرفض المغرب أن يكون الملف الليبي مطية لأطراف خارجية واستغلاله لتمرير أجندات سياسية تساهم في عدم استقرار المنطقة. وفي هذا الصدد يرى رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي أن المغرب سيساعد في تعميق الحوار الليبي – الليبي دون أي تدخل من أي جهة طبقا لتعليمات الملك محمد السادس، مضيفا “نأمل أن يتم استكمال هذا المسلسل التشاوري ببناء دولة ديمقراطية خارج أي تدخل أجنبي كيف ما كان”.

وسبق لوزارة الخارجية أن أكدت أن “المملكة المغربية كانت دائما في طليعة الجهود الدولية الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية”.

ويشارك في تنظيم المؤتمر إلى جانب عدد من الدول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي سيلقي كلمة أمام المؤتمر عبر الفيديو وسيشارك مبعوثه الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يان كوبيتش.

يساهم المغرب بشكل فعّال وقوي في الملف الليبي، وتدخّله بشكل إيجابي في خلق جو من التوافق بين وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين توّج باتفاق الصخيرات

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم غوتيريش إن المؤتمر سيكون فرصة مهمة للجمع بين أطراف المجتمع الدولي لتقييم الوضع الحالي في ليبيا وتقديم الدعم لليبيين في ما يتعلق بالاستعدادات لإجراء الانتخابات الوطنية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر من هذا العام.

ويقول مراقبون إن مؤتمر برلين 2 يجب أن يكون محطة تكميلية لما تم إنجازه في المغرب في محطات الحوار بين الفرقاء الليبيين في الصخيرات وطنجة وبوزنيقة، حيث تشكل رصيدا يمكن البناء عليه للخروج بالبلاد إلى الاستقرار وإنهاء حالة الانقسام المؤسساتي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: