المغرب أفشل مخططات الجزائر و فضح الحكومة الإسبانية أمام العالم

حسام

اسبانبا تعيش ازمة داخلية كبيرة بسبب الضغوطات المغربية التي مارستها لمثول ابراهيم بن بطوش كزعيم عصابة أمام القضاء الإسباني وليس كزعيم جبهة، في إهانة كبيرة لشخصه وصفعة من النوع المغربي الثقيل للجزائر وإسبانيا وورطة حشرت القضاء الإسباني في الزاوية البعيدة عن شعارات النزاهة و الحرية وانكشفت أمام الإتحاد الأروبي أولا و العالم ثانيا، و أحدث ثقبا أسودا في تاريخ هذا الجهاز القضائي الغير مستقل، و جعل مدريد تغرق في أسوأ أزمة داخلية عرفتها مند حكم فرانكو…، و أخرى خارجية، لم تعشها منذ تسعينيات القرن الماضي، و باتت حكومة “سانشيز” على بعد اجتماع من حجب الثقة عنها داخل البرلمان…

مثول ابراهيم بن بطوش أمام هيئة العدالة، افتراضيا، بلا حصانة دبلوماسية، كأي مجرم متهم و يده موصولة بأنبوب السوائل ، و بالكاد يرفع رأسه و يكشف عن ملامح وجهه فضيحة لن ينساها التاريخ بسرعة…،و كما وصفها مصدرنا ، كان الرجل مجهدا و متثاقلا في الكلام و كأن لديه تأخر في الفهم و النطق… فلم يجب إلا عن الأسئلة التي وجهها له القضاة و محاميه و خلال تلك اللحظة التي كان فيها ابراهيم بن بطوش يخضع لواحدة من أنكى اللحظات الموجعة في حياته.

ظهرت طائرة في الأجواء الإسبانية و بالضبط فوق جزيرة إيبيزا قبل أن تنعطف و تولي أدبارها صوب الجزائر، دون أن تترك على مواقع الملاحة الجوية أي إشارة إلى الوجهة التي كانت تقصدها، ليكشف الإعلام بعد دقائق من عودتها أنها طائرة من نوع GULFSTREAM و هي في ملكية الجيش الجزائري، و أنها نفس الطائرة التي أحضرت ابراهيم بن بطوش في يومه الأول للعلاج، حيث نشرت وكالة الأنباء الدولية “رويترز” أن المراقبة الجوية الإسبانية رفضت السماح للطائرة الجزائرية بالهبوط بناءا على تعليمات من الجيش الإسباني، وأبلغها بأن الجيش هو من قرّر رفض هذا الطلب، ولأول مرة تختلف قيادة الجيش التي تمثل الدولة العميقة في مدريد مع الحكومة، ليصنف المحللون الإسبان هذه الأزمة بالأخطر، لأنها تمزق وحدة الصف الداخلية لهذا البلد الإيبيري، و هي المرة الأولى التي يصل فيها الخلاف حد رفض قيادة الجيش لقرارات الحكومة.

نعود إلى قضية محاكمة ابراهيم بن بطوش الذي أزيحت عنه تهم الدخول بهوية مزورة و استعمالها للعلاج في مستشفى فوق التراب الإسباني، و هي التهم التي لم تسقط حزمتها حبا فيه أو بغرض إنقاذه و التخفيف عنه، بل أسقطت عنه لإنقاذ وزيرة الخارجية الإسبانية “لايا” و رئيس الحكومة “سانشيز” و وزير داخلية إسبانيا “مارلاسكا”…، لأن متابعته في هذه التهمة تورط الحكومة الإسبانية و الأجهزة السرية لمدريد، و هذا ما كان يهدف إليه المغرب منذ إطلاقه الأزمة، و بمجرد علم الرباط بأن التهم لا تضم التزوير و الدخول بهوية غير حقيقية، أصدرت الخارجية بيانا محددا لنظرة الرباط إلى الجوار في المستقبل، و يتضمن شروطا خفية، و الذي قال فيه المغرب أن الأزمة مع مدريد لا تتعلق بـ”إبراهيم غالي” بل هي أعمق من ذلك.

و رغم كشف المغرب أخيرا أن الهدف لم و لن يكون موضوع استقبال بن بطوش، و أن مخططاته كانت تستهدف إسقاط حكومة “سانشيز” بعد نزع ستار النزاهة عنها أمام الرأي العام الإسباني، المحاكمة عرت واقعا عنيفا إذ كشفت أن القضية الصحراوية مجرد أداة تستأجرها الجزائر لأعداء المغرب من أجل مناصرة مصالحها و الحفاظ على قواسمها…، وضعتها في جيب حكومة بريتوريا كي تفاوض بها من أجل السطوة على إتحاد جائع و معطوب، و قدمتها كشيك على بياض في برلين كي تربح الجزائر رهان ليبيا، ثم وضعت كرصيد مفتوح بمدريد لكبح إحياء أماني المغرب القديمة لإسترجاع سبتة و مليلية المحتلتين، و لا ندري أين ستستخدم مستقبلا.. !!؟

وحان الوقت لصحراويين الغاضبين في المخيمات أن يشقوا عصى طاعة و يفكوا رابط الولاء لزعيم دخل “كتاب غينيس” لأغرب المحاكمات، لأنها المرة الأولى التي يمثل فيها زعيم جبهة لا يزال يحكم…، أمام قضاء دولة أخرى قبلت دخوله للعلاج سرا ثم أخرجته بالدفوف و الطبول بفضائح لا يمكن أن يتحملها إنسان كريم، و جعلت منه بطاقة ائتمان صرفتها على قضاياها كما شاءت، فحاكمته لتنقذ العدالة في بلاد تدعي الديمقراطية و كان العصا التي هشت بها إسبانيا على قطعان حقوق الإنسان، و الفارس الذي قبل أن تغرس فيه ثيران  المجتمع المدني قرونها، و المتهم الذي قدم للقضاء من أجل مراضاة الرباط، ثم أخيرا سمحت له بالرحيل كما وعدت الجزائر…

ومن حق بن بطوش الأن  أن يقاضي حكومة مدريد التي استخدمته في جهاد نكاح كاثوليكي إسباني متطرف، وأهانته على مرآى و مسمع من العالمين، يحق له أن يطالب “سانشيز” و “لايا” بالتعويضات التي يراها تناسب خسائره، فمن يأتمن دولة لا تفاوض إلا من لديه أنابيب الغاز، لكنني أخشي أن يتعرض للأبشع داخل مستشفى عين النعجة العسكري على يد عصابة من الجنرالات لم ترحم حتى شعبها…،.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: