هل فرنسا لها دخل في الاتفاق الغير الواضح بين المغرب و إسبانيا؟

Belbazi

وصل زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى الجزائر بعد فترة من السجال والتوتر بين الرباط ومدريد.

بعد التوثر الذي عرفته قضية إستقبال إسبانيا لبن بطوش بتواطئ مع الجزائر و الذي أثر سلبا عن العلاقة المغربية الاسبانية ، و رغم كل البيانات و الاتهامات المتبادلة بين البلدين ، إلا أن براهيم غالي تمكن من خروج اسبانيا ليس متخفيا كما دخلها بل بعلم من السلطات الاسبانية و كذا المغربية .

و الغريب في الأمر هو صمت الخارجية المغربية و عدم تعليقها عن مغادرة براهيم غالي التراب الاسباني بعدما كانت تتوعد بقطع العلاقات الامنية و الديبلوماسية بين الدولتين .

هذا و قد تزامنت مغادرة ابراهيم غالي بالأمر الذي أعطاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإعادة القاصرين المغاربة بأوروبا مما يؤكد أن هناك إتفاق مغربي إسباني بتدخل فرنسي لتهدئة الأوضاع بين الجارتين و للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف ، في حين يمكن أن يعتبر نجاح ديبلوماسي للجزائر و لزعيم البوليساريو براهيم غالي.

وكانت الحكومة الإسبانية أفادت بأنّ غالي غادر إسبانيا ليل الثلاثاء بعدما أثار استقباله من قبل الدولة الأوروبية لتلقّي العلاج من إصابته بكوفيد – 19، أزمة دبلوماسية مع المغرب.

وقالت وزارة الخارجية الإسبانية إنّ غالي “خطّط لمغادرة إسبانيا هذه الليلة على متن طائرة مدنية من مطار بامبلونا” في شمال البلاد، من دون أن تحدّد وجهة هذه الطائرة، مكتفية بالقول إنّها أخطرت السلطات المغربية بهذا الأمر.

وأضافت أنّ زعيم البوليساريو “كانت بحوزته الوثائق التي دخل بها إلى إسبانيا والتي تحمل اسمه”.

وذكرت مصادر إعلامية إسبانية أن الجزائر خططت لمغادرة زعيم البوليساريو بمجرد أن أدلى بشهادته أمام قاضي التحقيق، وهو ما يظهر من خلال وصول طائرة جزائرية تزامنا مع مثوله أمام المحكمة، لكنها عادت أدراجها إلى الجزائر بعد منعها من الهبوط من قبل السلطات الإسبانية، لأنه لم يكن لديها إذن للتحليق فوق الأجواء الإسبانية.

وأتى الإعلان عن مغادرة زعيم البوليساريو الأراضي الإسبانية بعد ساعات على مثوله عبر الفيديو أمام قاض إسباني استجوبه بشأن شكويين قدّمتا ضدّه في ملفّي “تعذيب” وارتكاب “إبادة”، في جلسة قرّر في ختامها القاضي تركه من دون اتّخاذ أي إجراء بحقّه.

وغالي الذي أُدخل في أبريل إلى المستشفى في لوغرونيو بسبب مضاعفات جراء إصابته بكوفيد – 19، أدلى بإفادته عبر الفيديو من مستشفى هذه المدينة الواقعة في شمال إسبانيا، لأحد قضاة المحكمة الوطنية العليا في مدريد.

وإثر هذه الجلسة المغلقة، لم يتّخذ القاضي في القرار أيّ إجراء رادع بحق غالي، معتبرا أنّ “لا خطر ظاهرا من عملية فرار”.

وعلى زعيم البوليساريو أن يبرز عنوانه ورقما هاتفيا فقط في إسبانيا  للتمكن من تحديد مكانه.

واعتبر سعيد الصديقي، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية المغربي، أن مغادرة زعيم جبهة البوليساريو إسبانيا هو “الحل الأنسب” للأزمة السياسية بين الرباط ومدريد.

وأفاد الصديقي بأن وزير الخارجية المغربي كان قد أشار في بداية الأزمة إلى أن “سفيرة المغرب لدى مدريد لن تعود إلا بعد مغادرة غالي الأراضي الإسباني”.

وأضاف الصديقي مبينا “أتوقع أن حدة الأزمة ستخف مع مرور الأيام، وستعود العلاقات الإسبانية المغربية إلى عهدها في فترة وجيزة”.

كما توقع الخبير المغربي بأن هذا الحل “توافق عليه المغرب وإسبانيا”.

واستدرك أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، أنه رغم التعاون الكبير الاقتصادي والأمني بين الدولتين فإن العلاقات ستظل “دائما معرضة لمثل هذه الأزمات”، وذلك لاعتبارات “تاريخية وسياسية مختلفة”، من بينها “الإرث الاستعماري واستمرار احتلال سبتة ومليلية، والموقف الغامض لإسبانيا من قضية الصحراء”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: