نقابة الصحافة المغربية تزور الريسوني في السجن محاولة إقناعه بوقف الإضراب عن الطعام

La rédaction

يأمل الكثير من الإعلاميين والحقوقيين المغاربة في أن تعطي الزيارة التي قام بها وفد عن نقابة الصحافة إلى السجن المحلي لمدينة الدار البيضاء ثمارها، من خلال إيقاف الصحافي سليمان الريسوني إضرابه عن الطعام المستمر منذ أسابيع.
وأفاد بيان للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، تلقت “القدس العربي” نسخة منه، أن وفداً نقابياً مكوناً من عبد الله البقالي، رئيس النقابة، وعبد الكبير اخشيشن، رئيس المجلس الوطني الفيدرالي، قام عشية يوم الجمعة الماضي بزيارة للصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي في السجن المحلي عين السبع في الدار البيضاء.
الزيارة الأولى كانت للراضي الذي أبدى عدداً من الملاحظات تهم ظروف الإقامة السجنية، وعند علمه بنية زيارة وفد النقابة لزميله الريسوني عبّر عن استعداده للانضمام للوفد، قصد مناشدته إيقاف إضرابه عن الطعام. وأوضح البيان أن الحالة الصحية والمعنوية لعمر الراضي كانت عموماً مُطمْئنة.
وأضاف البيان أن الزيارة الثانية التي دامت زهاء الساعتين كانت لسليمان الريسوني، وكانت معظم لحظاتها منصبة على المبادرة الإنسانية لنقابة الصحافة بوقف الإضراب عن الطعام، حرصاً على حماية الحق في الحياة وسلامة البدن، بما يسمح لمختلف الجهات الحريصة على توفير ظروف المحاكمة العادلة بالمساهمة في ذلك.
وأفادت النقابة في بيانها أن الريسوني اعتبر أن إضرابه عن الطعام جاء بعد تقديرات دقيقة لمبادرات سابقة لم تحقق ما اعتبره وعوداً بتحقيق وضعية سليمة لمجريات هذه القضية، سواء في الشق القضائي أو في ظروف الإقامة داخل السجن، معتبراً أنه يخوض إضراباً واعياً وواقعياً للدفاع على ما يعتبره حقاً، وأنه غير معني بإضفاء الإثارة على هذا القرار.
وأعلن البيان أنه بعد نقاش طويل وصعب استُثمر فيه كل منسوب المناشدة الواسعة بضرورة وضع حد لهذا الإضراب المضرّ، وبعد عتبات من الإقناع، اعتبر سليمان الريسوني أنه تقديراً لكل ما تم تداوله في تلك الجلسة، وتعبيراً منه على تقدير مبادرة النقابة ومختلف المناشدات، فإنه قرر التفكير جاداً وجدياً في هذه المبادرة بما يسمح بقرار قريب، تتمناه النقابة انفراجاً لهذه الوضعية.
وأوضحت أن زيارة وفدها للمؤسسة السجنية تمت في ظروف جد إيجابية بما وفرته إدارة المؤسسة من لمسة إنسانية، سواء خلال عقد اللقاءات مع الزميلين عمر الراضي وسليمان الريسوني، أو خلال مرافقة وفد النقابة للزميل سليمان إلى غرفته الطبية، وما رافق ذلك من أجواء إيجابية، وأعربت النقابة أن تكون عنواناً لقرار إيجابي ينهي هذه الوضعية.
وذكّرت النقابة بمواقفها الثابتة في ما يتعلق بقضيتي الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي والمتمثل في متابعتهما في حالة سراح في إطار محاكمة عادلة تحفظ حقوق جميع الأطراف في الملفين. وختمت بيانها بالتأكيد على أن من شأن تحقيق هذا المطلب فتح آفاق جديدة وتجاوز الظروف الصعبة التي توجد عليها حالياً.
في سياق متصل، وبعد 52 يوماً من الإضراب عن الطعام والتدهور الكبير لوضعه الصحي، دعت “الفدرالية المغربية لناشري الصحف” إلى إيجاد مخرج لقضية سليمان الريسوني، باعتبارها قضية إنسانية.
وعبرت في اجتماع مع رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، عن أملها في أن يحظى الصحافي المعتقل بالمتابعة في حالة سراح.
وأشارت الفدرالية إلى أن بوعياش أكدت على أن “المجلس الوطني لحقوق الإنسان، يتابع بدقة وعناية الحالة الصحية للصحافي سليمان الريسوني، وأن هناك فرقاً بين واقعها وما يتداوله الإعلام بخصوصها” حسب ما جاء في موقع “لكم”.
ويتابع الريسوني الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي منذ سنة بتهمتي “هتك عرض شخص باستعمال العنف” و”الاحتجاز” وتؤكد هيئة دفاعه عدم وجود أي دليل أو قرينة على تلك التهم، في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات من داخل وخارج المغرب مطالبة بإطلاق سراحه، في الوقت الذي تدهور فيه وضعه الصحي بشكل كبير، جراء إضرابه الطويل عن الطعام والذي بات يهدد حياته.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: