تظاهر العشرات من المغاربة في مدينة سبتة المحتلة، احتجاجا على التصريحات المستفزة لزعيم حزب “فوكس” الإسباني اليميني المتطرف سانيتاغو أباسكال، وسط دعوات مغربية متصاعدة إلى مناقشة مستقبل سبتة ومليلية.
وأفاد مراسل الجريدة بأن المحتجين “تجمعوا في وقت متأخر الاثنين، أمام الفندق الذي يقيم فيه أباسكال، ورددوا شعارات تطالب برحيله هو عن المدينة”.
وتدفق أخيرا نحو 8 آلاف مهاجر تجاه سبتة أقصى شمال المغرب، وتعتبر الرباط أنها “ثغر محتل” من طرف إسبانيا التي أحاطتها بأسلاك شائكة بطول نحو 6 كلم.
ورفع المحتجون شعارات مناوئة لحزب “فوكس” الذي يحمل مواقف معادية للمسلمين والمغاربة المتواجدين سواء في إسبانيا أو سبتة.
وعلى عكس الحكومة الإسبانية التي تسعى إلى تهدئة التوتر مع المغرب، وظهر ذلك جليا من خلال تصريحات عدد من وزرائها وتليينهم لها، يصر حزب “فوكس” على صب المزيد من الزيت على نار الأزمة بين الرباط ومدريد.
وعلى الرغم من أن السلطات الإسبانية منعت كل التجمعات المتعلقة بالأزمة المغربية الإسبانية، أصر أباسكال على زيارة مدينة سبتة حاملا شعار “الدفاع عن الحدود”، على حد قوله في تصريحات لوسائل إعلام محلية.
وفور وصوله إلى سبتة، طالب أباسكال سلطات بلاده التي وصفها بـ”المتقاعسة” بطرد الوافدين، قائلا “لا نريد في إسبانيا رجالا يركعون على ركبهم بالغصب خمس مرات في اليوم باتجاه مكة”، متهما المغرب بـ”غزو سبتة بواسطة الآلاف من المهاجمين”.
ووصف المحتجون أباسكال بالعنصري، وهتفوا بعبارات “جبان اخرج من سبتة، ولا يمكنك اللعب مع سبتة”.
وبحسب صور نشرها الإعلام المغربي، فقد استعملت الشرطة الإسبانية الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين.
وتأتي المظاهرات وسط دعوات مغربية إلى مناقشة مستقبل مدينتي سبتة ومليلية الخاضعتين للإدارة الإسبانية.
وقال إدريس لشكر الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي المغربي، في رسالة وجهها إلى بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية وزعيم الحزب الاشتراكي العمالي الاثنين، إن “الوقت حان لنقاش هادئ ورزين حول مستقبل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين”.
وندد لشكر “بالحملة الشرسة التي تشنها الكثير من وسائل الإعلام الإسبانية ضد المغرب والمغاربة، باستعمال عبارات عنصرية وقدحية، في تناقض تام مع مبادئ وأخلاقيات مهنة الصحافة. وأسجل أيضا بكثير من الأسف التصرفات اللا إنسانية لقوات الاحتلال ضد المهاجرين، في خرق سافر لحقوق الإنسان والتزامات الاتحاد الأوروبي في ما يخص ملف الهجرة”.
واستغرب زعيم “الاتحاد الاشتراكي” موقف اللجنة الأوروبية الذي “تدعي من خلاله أن سبتة ومليلية هما جزء من الأراضي الأوروبية، متجاهلة أنهما تقعان جغرافيا في القارة الأفريقية وتشكلان بقايا من التاريخ الإمبريالي والاستعماري المقيت لعدد من الدول الأوروبية”.
وتعيش الجارتان على وقع أزمة غير مسبوقة، تسببت فيها استضافة مدريد إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو، بواسطة هوية غير حقيقية وأوراق سفر مزيفة منذ 21 أبريل الماضي.
ويشترط المغرب محاكمة غالي الذي يواجه تهما بارتكاب جرائم حرب في مخيمات تندوف بالجزائر، لعدم قطع العلاقات مع إسبانيا.
وتواتر خلال الساعات الماضية الحديث عن تدخلات أوروبية ووساطة فرنسية من أجل حلحلة الأزمة الراهنة بين إسبانيا والمغرب.
ولوح المغرب مجددا بالقطيعة مع إسبانيا، موضحا أن لا علاقة لأوروبا بهذه الأزمة، حيث أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أنه “يتعين وضع الأزمة بين المغرب وإسبانيا في سياقها الثنائي ولا علاقة لها بأوروبا”.
والثلاثاء الماضي استدعت الرباط سفيرتها لدى مدريد كريمة بنيعيش للتشاور، بعد أن استدعتها الخارجية الإسبانية احتجاجا على تدفق حوالي 6 آلاف مهاجر غير نظامي من المغرب الاثنين إلى سبتة، قبل أن يتجاوز العدد لاحقا 8 آلاف، بحسب مدريد.