زعيم البوليساريو يرفض الاستجابة للقضاء الإسباني ورئيس حكومة كتالونيا السابق يدعو مدريد الى التفاوض مع المغرب حول سبتة ومليلية

مجدوبي

في وقت تستمر في الأزمة بين الرباط ومدريد بسبب الهجرة نحو سبتة، رفض زعيم البوليساريو إبراهيم غالي الاستجابة لدعوى المثول أمام القضاء الإسباني بتهمة جرائم ضد الإنسانية يوم فاتح يونيو المقبل، بينما طالبت رئيس الحكومة الكتانية السابق كارلس بويغدمونت بحقوق المغرب طرح تصفية الاستعمار في سبتة ومليلية المحتلتين.

وتحاول السلطات الإسبانية عبر الشرطة والحرس المدني والجيش السيطرة على الأوضاع في مدينة سبتة بعدما دخل إليها قرابة عشرة آلاف مغربي من مختلف الأعمار ما بين فجر الاثنين وليلة الثلاثاء من الأسبوع الماضي. وتفيد وكالة أوروبا برس بمغادرة قرابة النصف نحو باقي الأراضي المغربية.

وتحول هذا المستجد الى أزمة مفتوحة بين المغرب واسبانيا من خلال تبادل الاتهامات، حيث يتهم الأول البلد الأوروبي بعدم احترام وحدة المغرب في الصحراء، بينما تنتقد مدريد الرباط بعدم احترام الاتفاقيات الدولية ومنها مراقبة الحدود. وكان المغرب قد استدعى مساء الثلاثاء من الأسبوع الجاري سفيرته في العاصمة مدريد للتشاور.

وجاءت هذه الأزمة نتيجة غضب المغرب من مواقف اسبانيا من نزاع الصحراء، سواء بمعارضتها قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي اعترف بسيادة المغرب على الصحراء، أو استقبال مدريد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي يوم 18 أبريل الماضي للعلاج من مرض الكوفيد-19 المترتب عن فيروس 19.

وعلاقة بإبراهيم غالي، يرغب القضاء الإسباني التحقيق معه بتهم جرائم ضد الإنسانية، وكانت جمعيات حقوقية صحراوية قد رفعت دعاوي به أمام القضاء الإسباني. وتفيد جريدة الباييس يومه الأربعاء برفض إبراهيم غالي التوقيع على استدعاء بمثوله أمام قاضي التحقيق يوم فاتح يونيو المقبل، مؤكدا على ضرورة استشارة السفارة الجزائرية ومستشاريه له. وتشير الى اتفاق النيابة العامة وقاضي التحقيق بعدم فرض أي إجراءات خاصة للحد من حركة أو مراقبة زعيم البوليساريو، وهذا يعني منحه الحرية لمغادرة اسبانيا إذا رغب في ذلك. وتتخوف الجمعيات التي تتابعه من مغادرته البلاد قبل فاتح يونيو المقبل.

وفي تطور سياسي بهذا الملف، نشر الرئيس السابق لحكومة الحكم الذاتي في كتالونيا كارس بويغدمونت الذي يعيش في المنفى تغريدة يؤيد فيها حق المغرب تصفية الاستعمار في سبتة ومليلية، ويعتر المدينتين من بقايا الاستعماري الأوروبي البائد، وطالب الاتحاد الأوروبي بعدم مسايرة ما وصفه ب “المشاعر القومية الإسبانية”.

وكان بويغدمونت يرأس حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا، وأجرى استفتاء تقرير المصير منذ ثلاث سنوات، ويعيش في المنفى بسبب ملاحقة القضاء الإسباني له لتنظيمه الاستفتاء. وكانت جهات مقربة من السلطة المغربية قد ألمحت الى احتمال منح بويغدمونت اللجوء السياسي نتيجة استقبال مدريد زعيم البوليساريو.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: