استدعت المحكمة الإسبانية العليا زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للمثول أمامها في الأول من يونيو لسماع اتهامات ستوجه له في قضية تتعلق بارتكاب جرائم حرب.
وذكرت وثيقة محكمة أن غالي، الذي يعالج في الوقت الراهن في مستشفى بشمال إسبانيا، امتنع عن التوقيع على الاستدعاء قائلا إنه يتعين عليه الرجوع إلى السفارة الجزائرية أولا.
وقالت الوثيقة إن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وأفرادا في الصحراء المغربية يتهمون غالي وغيره من زعماء الجماعة المتمردة التي تطالب بانفصال الصحراء بالإبادة الجماعية والقتل والإرهاب والتعذيب والتورط في عمليات اختفاء قسري.
ويتابع القضاء الإسباني إبراهيم غالي بتهم عديدة منذ 2008 تاريخ رفع دعوى ضده من طرف ضحايا وأعضاء الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان، الذين يقاضون 25 عضوا من البوليساريو وثلاثة ضباط في الجيش الجزائري بتهم الاغتيال والعنف والاعتقال القسري والإرهاب والتعذيب والاختفاء.
ويشكل هذا الاستدعاء الخطوة الأولى نحو محاكمة محتملة لزعيم الجبهة الانفصالية في وقت تشهد فيه العلاقات بين مدريد والرباط توترا على خلفية استقبال اسبانيا لغالي.
وقال مصطفى الرميد وزير الدولة المغربي لحقوق الإنسان مساء الثلاثاء إن المغرب من حقه “أن يمد رجله” بعد قرار استقبال غالي.
وكتب على فيسبوك يقول “ماذا كانت تنتظر إسبانيا من المغرب، وهو يرى أن جارته تؤوي مسؤولا عن جماعة تحمل السلاح ضد المملكة؟”
وأضاف “يبدو واضحا أن إسبانيا فضلت علاقتها بجماعة البوليساريو وحاضنتها الجزائر على حساب علاقتها بالمغرب … المغرب الذي ضحى كثيرا من أجل حسن الجوار، الذي ينبغي أن يكون محل عناية كلا الدولتين الجارتين، وحرصهما الشديد على الرقي به.
“أما وان إسبانيا لم تفعل، فقد كان من حق المغرب أن يمد رجله، لتعرف إسبانيا حجم معاناة المغرب من أجل حسن الجوار، وثمن ذلك، وتعرف أيضا أن ثمن الاستهانة بالمغرب غال جدا، فتراجع نفسها وسياستها وعلاقاتها، وتحسب لجارها المغرب ما ينبغي أن يحسب له، وتحترم حقوقه عليها، كما يرعى حقوقها عليه”.
وبحلول صباح الأربعاء تحول فيض البشر العائمين حول السياج الحدودي إلى قطرات متناثرة وتدخلت قوات الأمن على جانبي الحدود لمنع آخرين من العبور.
واعترض جنود اسبان مجموعة صغيرة من المهاجرين بمجرد وصولهم سباحة إلى شاطئ سبتة، ورافقوهم نحو فريق طبي قبل أن يعادوا بالقوة إلى المعبر الحدودي مع المغرب الذي يشكل إلى جانب معبر مليلية شرقا الحدود البرية الوحيدة بين إفريقيا وأوروبا.
وكان رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز وعد الثلاثاء “بإعادة النظام” إلى سبتة، واصفا التدفق غير المسبوق لآلاف المهاجرين بأنه “أزمة خطيرة بالنسبة لاسبانيا ولأوروبا أيضا”.