لازال الغموض و التكتم بشأن عملية العبور مرحبا 2021 سيد الموقف في غياب الإفصاح عن أي إجراءات عملية بخصوص عودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى المغرب، موضوع نقاشات على المباشر الذي نظمته جريدة أخبارنا الجالية مع مغاربة العالم، مما يثير حنق و امتعاض مغاربة الخارج الذين يقدر عددهم بما يفوق 5 ملايين مغربي .
و كما هو معلوم ، فإن هاته الشريحة من المواطنين و التي سبق و حرمت من الولوج إلى أرض الوطن خلال سنة 2020 بسبب جائحة كوفيد 19 و لظروف احترازية ووقائية ألغيت عملية العبور السنة الماضية بالرغم من الآثار النفسية التي خلفها هذا الظرف المؤسف ، و قد أبدى مغاربة المهجر تفهما كبيرا لهذا الإغلاق رغم قساوته ، و درءا لانتشار العدوى بين ذويهم و اقاربهم بالمغرب مما قد يزيد من استفحال الوباء ، خضوعهم لقرار الإغلاق ذاك كان تعبيرا عن انتمائهم و خوفهم على موطنهم الأصلي و مراعاة لسلامة اقاربهم بالوطن ، و من المعلوم لدى الجميع ما تشكله مداخيل الجالية المغربية من انعاكاس إيجابي على المستوى الاقتصادي الذي يستمد قوته من العملة الصعبة التي يضخها هؤلاء المغتربون ، رغم تغييبهم على المستوى السياسي في البلد الأم ، رغم ارتباطهم بارض الوطن و رغم استثماراتهم به ، مطالب تأبى الحكومة الحالية إلا أن تصم الآذان عنها ، رغم الشعور بالإقصاء لهاته الفئة المهمة جدا في تركيبة المجتمع المغربي ..
هذا الإقصاء و التهميش الذي عبر عنه مواطنون مغاربة عبر برنامج على المباشر عبر جريدة أخبارنا الجالية ، يبدو بشكل بارز ايضا في غياب أي تواصل من الحكومة و التي تعلن مرة أخرى فشلها الذريع في مد جسور التواصل مع مهاجرينا المغاربة و الذين علاوة على ملفات كثيرة عالقة تهم قضاياهم العالقة بالبلد الام ، فإنهم مستاؤون من عدم الإفراج عن قرارات و إجراءات عملية العبور 2021 و التي تفصلنا عنها أسابيع قليلة جدا ، فبين الحنين إلى الوطن الأم و الأهل و الاقارب الذين حرموا منهم لأكثر من سنة ، و ماسببه ذلك من من آثار نفسية عميقة ، فإنه من غير اللائق إقصاؤهم و عدم إشراكهم في الإجراءات التي يجب اتخاذها و نحن على مقربة من بدء عملية العبور .
هذا الموقف الذي تتخذه حكومتنا بالمغرب ، إزاء مغاربة المهجر ، و في ظرفية استثنائية كهاته و أقصد – جائحة كوفيد 19 – يعتبر موقفا أكثر سلبية من سابقيه بالنظر إلى خصوصية هاته الفئة و التي نعتبرها كمغاربة ، جزءا لا يتجزء منا ، فهي بذلك تساهم في تلاشي أواصر الانتماء ، و التي يبذل الرعيل الاول من المغاربة المقيمين بالخارج كل جهدهم لغرسها في أبنائهم الذين يحتاجون حتما لإنماء شعورهم بهويتهم كمغاربة ، و هذا حتما لن يتأتى إلا من خلال زيارتهم السنوية لموطنهم الأصلي حيث تصير مناسبة لإغناء ثقافتهم عن البلد الام و بالتالي تعزيز روح الانتماء لديهم .
كما و أن المغاربة العالقين بدول اوروبا يعانون منذ إغلاق الحدود من نفس المآل و لنا أن نتخيل مصائرهم في الدول المستضيفة ، في وضعية شاذة كهاته و في انعدام أي تواصل مع الوزارات و الجهات الوصية التي لم تكترث لتنظيم عودتهم مع العلم بالنتائج الوخيمة المترتبة عن ذلك ، نفسيا ، اجتماعيا و اقتصاديا …
و في انتظار ، ما ستجود به حكومتنا الموقرة من قرارات ، نتمنى ألا يطول الانتظار خصوصا مع تناسل الاقاويل حول ان هذا التكتم ليس بسبب ظروف الجائحة كما نعتقد ، بل بسبب قضية تبادل المعلومات التي أثيرت أخيرا ، و التي قضت مضجع مغاربة أوروبا خوفا على مكتسباتهم خلال سنين الاغتراب ، فهل ستخرج حكومتنا هاته المرة عن صمتها معلنة موقفا واضحا و صريحا أم سيظل الصمت سيد الموقف إلى أن نستفيق على قراراتها الفجائية كما عهدناها ؟؟؟