لوبوان: منع الاحتجاج المؤيد للفلسطينيين يثير جدلا سياسيا في فرنسا

أردان ماجدة

قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية إنه على ضوء الصراع بين حماس وإسرائيل، أثار حظر مظاهرة في باريس الكثير من المواقف من التيارين اليميني واليساري في البلاد. ويتردد صدى الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني حتى في فرنسا، ففي الوقت الذي اندلعت فيه أعمال عنف غير مسبوقة منذ عام 2014 هزت المنطقة لمدة أسبوع، كان من المقرر تنظيم مظاهرة لدعم الفلسطينيين يوم السبت 15 مايو في باريس.

وعلى الرغم من الحظر المفروض على التجمع من قبل محافظة شرطة باريس، التي تقول إنها تريد منع الإخلال بالنظام العام، قرر المنظمون الذهاب إلى باريس، نقطة انطلاق الحدث.

وأصرت جمعية الفلسطينيين في منطقة إيل دو فرانس على التظاهر، مؤكدة أنها ترفض إسكات تضامنها مع الفلسطينيين، وسيشارك إلى جانبها نحو ثلاثين منظمة أخرى، بما فيها منظمة ”Attac”، و”Paris-Banlieue Anti-Fascist Action”، والحزب الجديد المناهض للرأسمالية. أما الطبقة السياسية الفرنسية فتبدو منقسمة حول هذه القضية.

زعيم حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلينشون كان أول من علق حول هذا الموضوع على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حي قال “فرنسا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر فيها جميع مظاهرات التأييد للفلسطينيين والاحتجاج ضد الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة!”.

زميله في الحزب أليكسي كوربيار ردد نفس الخطاب في نقاش أجراه عبر شبكة “فرانس أنفو”، قائلا “بينما يمكننا في جميع بلدان العالم أن نتظاهر بشأن النزاعات الدولية، في فرنسا لا يمكننا فعل ذلك، وأنا آسف حيال هذا الأمر”. وتساءل كوربيار “ما الذي يبرر هذا المنع؟”.

من جهته، اعتبر رئيس الحزب الاشتراكي أوليفييه فوري أن “سابقة سبع سنوات” لا يمكن أن “تبرر انتهاك حرية التظاهر”.

وإذا كان موقف اليسار من القضية قد حظي بالإجماع إلى حد ما، فإن عمدة بلدية باريس آن هيدالغو قد حكمت على قرار حظر التظاهرة بـ “القرار الحكيم”.وبررت موقفها بنفس الحجة التي أشار إليها وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان، وهي “تفادي الانزلاق إلى العنف”، وهو ما شهدته فرنسا في 2014، بمظاهرة تخللتها أعمال عنف وتعالت فيها تصريحات مروعة ، مثل ”الموت لليهود”.

موقف عمدة بلدية باريس تبناه العديد من القادة اليمينيين المنتخبين، بما في ذلك نائب رئيس ”حزب الجمهوريين” غيوم بلتيير والسيناتور من حزب الجمهورية إلى الأمام الحاكم ”بيير شارون” من باريس. الأول رحب بقرار جيرار دارمانين، معتبرا أنه “غير وارد لاستيراد هذا الصراع على أرضنا”، في حين غرد الثاني على تويتر: “باريس ليست قطاع غزة!”. أما النائب عن حزب الجمهورية إلى الأمام الحاكم إيريك سيوتي فقد طالب بمنع مظاهرات مماثلة في مدينة نيس في جنوب فرنسا.

على نطاق أوسع، بدا اليمين الفرنسي إلى جانب إسرائيل في هذا الصراع. إذ أدانت رئيسة منطقة إيل دوفرانس فاليري نيكراس بوضوح “وابل الصواريخ’” التي أطلقتها حماس، ووصفت الحركة بالمنظمة الإرهابية، في المقابل أشارت إلى الرد المشروع من طرف إسرائيل.

بدوره، اعتبر رئيس مجلس الشيوخ برو من حزب الجمهوريين اليميني، في تغريدة له على موقع تويتر، أنه “إذا تم استهداف الشعب الفرنسي بصواريخ من منظمة إرهابية، يجب أن نأمل أن ترد فرنسا بقوة وتصميم”، كما فعلت إسرائيل.

خطاب يمكن إسقاطه أيضا على الموقف الذي تتبناه مارين لوبان رئيسة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، والتي وصفت إطلاق حماس للصواريخ على إسرائيل بـ “العمل غير المقبول”.

وبشكل أكثر حذرا، قدم الإليزيه أيضا دعمه للدولة العبرية، داعيا إلى العودة إلى “الهدوء والسلام”، وأدان بشدة إطلاق النار الذي تبنته حماس والذي “يلحق الضرر بأمن إسرائيل”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: