في إطار الحراك الذي يشهده العالم خلال الجائحة في المطالبة بالإصلاح و مسار التعديلات التي تخص المجال الديني و القيمون الدينيون بأوروبا الذين يستنكرون سياسة الإستغناء التدريجي عن خريجي المدارس العتيقة من الأئمة و الوعاظ الذين يستغلون من طرف رؤساء الجمعيات الدينية .
فأغلبية المساجد ببلجيكا تسير من طرف أشخاص بعيدين كل البعد عن المجال الديني و لا يتوفرون على شهادات في هذا المجال ، فقط استغلوا الفراغ القانوني بدول المهجر و كونوا جمعيات لكي يتمكنوا من التجمع و آداء صلاة الجماعة .
الشيء الذي يجعلهم يتعاقدون مع إمام من المغرب أو من دول أخرى مقابل أجر يتلقاه كل شهر من المصلين تحت ما يسمى ب ” الشرط” حيث يؤدي كل المصلين مبلغا ماليا لمساعدة أصحاب الجمعية لآداء مصاريف المسجد .
و قد انتشرت ظاهرة الاحتيال باسم جمعيات دينية و رؤساء المساجد ، تحت غطاء جمع التبرعات من أجل مساعدة المحتاجين بالمغرب او شراء مساكن لهم و غيرها من الطرق الخاصة للإيقاع ، بضحاياهم من التجار وأصحاب المال، وذلك بطلب أموال وتبرعات باسم هذه الأخيرة، في الوقت الذي لا يعلم أحد أين ستذهب هذه التبرعات
لكن الغريب في الأمر هو أن الإمام الحامل لكتاب الله أو الواعظ يصبح رهينة العقد الذي يربطه مع الجمعية و الذي بواجبه يحصل على وثائق الإقامة ، مما يجعل رئيس الجمعية يتحكم في طريقة آدائه و في خطاباته و يستغله في جمع الأموال من المحسنين .
الشيء الذي يستنكره الأئمة و ينددون بالإختلالات التي تطالهم من رؤساء الجمعيات كعدم توصلهم بمستحقاتهم مما جعلهم يطالبون بضرورة إستقدام مسؤولين أكفاء من أسرة العلماء لتولي تدبير خدمة المساجد .
و رغم الدور الأساسي الذي يقوم به الأئمة و الوعاظ إلا أنهم لا يتلقون أي تقدير من العديد من المسلمين ، فعدم الأعتراف بقيمة هذه المهنة من شأنه أن يفتح الباب أمام المتطفلين و أشباه الأئمة خصوصا عندما تنعدم أو تلتبس المعايير التي تحدد ما للإمام و ما عليه .
فالأئمة الذين يفقدون الحافز و يعتريهم الإجهاد ، يشعرون بأنهم يساء فهمهم ، ناهيك عن الضرر الذي يعانيه الأفراد و المجتمع من الأئمة الغير المؤهلين .
فهذا الشهر الكريم كان شاهدا على إستغلال الأئمة في جمع الأموال سواء مباشرة من المصلين أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي حيث يجبر رئيس الجمعية الإمام على القيام بهذا الفعل حتى و إن لم يتفق على الطريقة التي تجمع و تصرف بها الأموال .
هذا و قد تعرض العديد من الأئمة للإهانات من طرف جمعيات المساجد الذين يجبرونهم على التنظيف و المسح و القيام بعدة أعمال خارج عن نطاق عملهم ، مما جعلهم لعبة بين أيادي أشخاص يلبسون تياب الدين و يتعاملون بالفسق و الرياء .