هل ستغرق إسبانيا في دمائها من طرف الإرهاب الدولي إذا قطع المغرب التعاون الأمني معها بعد تواطؤها مع البوليساريو ؟
سمير كرم كاتب جزائري
أولا : يا مافيا جنرالات الجزائر الحاكمة ، النّحس يتبعكم فلماذا لا ترحلوا عن السياسة وتعودوا لثكناتكم ؟
ما تحركت مافيا جنرالات الجزائر الحاكمة إلا وتبعها النحس يفضحها داخليا وخارجيا ، فهم في الداخل منبوذون بدليل شعارات الحراك الشعبي ( مدنية ماشي عسكرية ) ( تبون مزور جابوه لعسكر ) وغيرها مما أكد للعالم أن الشعب الجزائري قد وعى وبدأ في التحرك لاقتلاع جذور هذه المافيا المنحوسة التي تركها الاستعمار الفرنسي خليفة له وحكمتنا طيلة 60 سنة ، والجزائر في هذه المدة لم ترى نور الاستقلال إلى اليوم ، فهل يعقل أن يقول الرئيس تبون المزور : سأضمن للشعب الجزائري ( البطاطا ) !!!! فهل هذا مستوى رئيس دولة ، إن مثل هذه الأمور تافهة هي في عرف الدول النامية ولا يتولى أمرها إلا صغار موظفي وزارة الفلاحة وليس رئيس دولة حقيقي ، لكن هذا الكركوز ( تبون ) يتقن أن يحشر نفسه في الفضائح الكبيرة فما بالك بالترهات الصغيرة مثل قضية البطاطا ، وآخر فضيحة له هي تآمره مع إسبانيا ضد المغرب …
لا شك أن هذه المؤامرة الثلاثية التي جمعت إسبانيا مع جنرالات الجزائر والبوليساريو ضد المملكة المغربية قد تعرت عورتها ( أي المؤامرة ) وأصبحت رائحتها الكريهة تزكم أنوف العالم ، وأصبحت معها إسبانيا وحكام الجزائر أضحوكة للعالم المتقدم سواءا من أوروبا أو أمريكا ، لأن الفضيحة قد تجلت في كون انفجارها لم يكن مثار جدال بين إسبانيا والجزائر وتبادل الاتهامات بينهما حول من فضح سرها ، لماذا ؟ لأنها فضيحة تجمع دولتين ، فلولا الصحافة الحرة في العالم والمغرب الذي وجدها فرصة لتصفية حساباته مع إسبانيا منذ أن قام بترسيم حدوده البحرية ، وخاصة الحدود البحرية الصحراوية المقابلة لجزر كاناريا ، فلولا ذلك لاستمر طغاة الجزائر والمستعمر القديم إسبانيا في الصمت المميت حتى لو افتضح أمر وصول بن بطوش بجواز سفر جزائري مزور إلى الديار الاسبانية ولَـمَــرَّ الأمرُ مرور الكرام ، لكن عدم إثارة موضوع تسريب الحدث بين الجزائر وإسبانيا هو الذي زاد من شكوك كل المراقبين السياسيين في العالم ، فلماذا تأخرت الجزائر الرسمية في إثارة موضوع البحث عن تسريب هذه الفضيحة إلا بعد مرور أكثر من شهر على وقوعها والأدهى من ذلك لم تكن لها الشجاعة لإشراك إسبانيا في هذا الشك بل تركته داخليا واعتبرت مخابرات الجزائر أن التسريب حصل من داخلها ، وهذه وحدها كافية كدليل على فشل الدولة الجزائرية وانهيارها التام .
ثانيا : أيها القارئ بـِنَـقْـرَةٍ واحدة في ( كوكل ) ستجد المطلوب :
أخي القارئ بنقرة واحدة في الشيخ ( كوكل ) إذا كتبت في مجال البحث فيه جملة ( تفكيك خلايا إرهابية في إسبانيا ) ستجد أكثر من 200 ألف نتيجة تتحدث عن تفكيك خلايا إرهابية في إسبانيا بمساعدة المخابرات المغربية منذ 2014 إلى 2021 !!!!
المغرب قدم معلومات استخبارتية استباقية لمخابرات إسبانيا أنقذتها من عشرات المحاولات الإرهابية كانت ستؤدي بحياة المئات من الإسبان ومع ذلك تسقط مخابرات إسبانيا في فخ أبْلَـدِ وأتفه وأفشل مخابرات في الدنيا وهي مخابرات العسكر الجزائري الحاكم في الجزائر ، لماذا ؟ لأن الاسبان ظنوا أن مخابرات الجزائر لها نفس خبرة وقدرات المخابرات المغربية وصَدَّقُوهَا وَ وَثِقُوا بها فنسجوا معها فضيحة القرن ، فضيحة إبراهيم بن بطوش أم محمد الرخيص زعيم البوليساريو …
في البداية بعد انكشاف هذه الفضيحة صمتت مافيا جنرالات الجزائر صمت القبور وتركت إسبانيا غارقة في وحل تلك الفضيحة أمام الشريك الاقتصادي المغربي ، وخاصة أمام شركائها في الاتحاد الأوروبي ، رغم أن عمليات التنسيق بين المخابرتين الاسبانية والجزائرية كانت على أعلى مستوى بعد أن تم اتخاذ القرار من طرف ( تبون ) ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز وهو من الحزب الاشتراكي الإسباني الذي سقط في آخر انتخابات 04 ماي الأخيرة قبل إعطاء الضوء الأخضر لإنجاز فضيحة الانفصالي ( بن بطوش) .
وإلى أن تجاوز وقوع الحادث بحوالي شهر على انفجار هذه الفضيحة قيل بأن المخابرات الجزائرية محتارة فيمن سرب خبر سفر زعيم البوليساريو إلى إسبانيا بجواز جزائري مزور باسم محمد بن بطوش ، لكن لماذا السكوت كل هذا الوقت لتتحرك مخابرات الجزائر أخيرا في البحث عن الذي سرب الخبر ؟ ثم لماذا حصرت الشك في عملائها فقط دون إشراك عملاء المخابرات الإسبان ؟ فهذا يدل على أن إشراك إسبانيا في هذا الشك سيهدم مخطط مافيا الجنرالات مع إسبانيا من أساسه وهذا دليل على أن الأمر لا يقف عند فضيحة بن بطوش بل هي مؤامرة على المغرب أكبر من ( بن بطوش) فقد بنوا مخططهم على شروط إسبانية منها الاستفادة من الغاز والنفط الجزائريين مجانا لقرون يعلم الله عددها ، ولأن جنرالات الجزائر قد تكسرت بوصلتهم وأصبحوا تائهين في محيط متلاطم الأمواج ولا نهاية له ، لذلك كان الخوف من إشراك إسبانيا في شكهم حول من سرب الخبر ستكون له عواقب وخيمة على المؤامرة لا حصر لها ، وأن جنرالات الجزائر لا يريدون أن يخسروا إسبانيا في معركتهم مع المغرب لذلك حصروا الشك فيما بينهم ….
منذ حوالي شهر كانت مجلة “جون أفريك” الباريسية ذكرت في تقرير لها أن إبراهيم غالي البالغ 73 عاماً مصاب بالسرطان، وأُدخل بشكل طارئ مستشفى في إسبانيا تحت اسم جزائري مستعار. وبحسب المجلة، فإن “فريقاً من الأطباء الجزائريين رافق غالي إلى سرقسطة على متن طائرة طبية استأجرتها الرئاسة الجزائرية”.
في البداية تناقلت وكالات الأنباء العالمية كلها خبر مجلة ” جون أفريك ” هذا ، لكن سكوت مخابرات الجزائر
إلى يوم يوم 10 ماي 2021 لتعلن عن جنونها وهي تبحث عن الذي سرب هذا الخبر يثير كثيرا من الشك في طول مدة هذا السكوت في إعلان البحث عن الذي سرب الخبر ، وقد جاء ذلك فيما تداولته الصحف مؤخرا حيث يقول الخبر :” يجرى جهاز المخابرات الخارجية الجزائري (DDSE) تحقيقات داخلية وعمليات بحث شاملة وجلسات استماع واستجوابات للموظفين للعثور على جاسوس مفترض سرب خبر انتقال زعيم البوليساريو إبراهيم غالي إلى إسبانيا للإستشفاء بهوية مزورة….وذكر “مغرب أنتلجنس” أن الخبر جاء من مصدر غير معروف لأجهزة المخابرات المغربية ، ونتيجة لذلك نجحوا في تقويض الخطة الجزائرية…وفي هذا السياق عقد مؤخرا نور الدين مقري رئيس جهاز المخابرات الخارجية بالجزائر عدة اجتماعات طارئة واجتماعات ماراثونية بالجزائر لدراسة تطورات قضية إبراهيم غالي ، كما أنشأ خلية أزمات للتعامل مع كل المواقف المحتملة في هذا الملف الذي خرج عن سيطرة المخابرات الجزائرية تماما .وبحسب المصدر ذاته ، فإن نور الدين مقري مقتنع بوجود جواسيس في “DDSE” يتعاونون مع وكالات استخبارات أجنبية لأنه يؤمن إيمانا راسخا بأن خطته لنقل غالي كانت محكمة تماما ،وأقسم مقري أمام هيئة أركان الجيش الجزائري أنه سيجد “الجاسوس” وستتم معاقبته بشكل مثالي.. وتسببت قضية بن بطوش “إبراهيم غالي” على وجه الخصوص في إهانة حقيقية لـ “نور الدين مقري” وجهاز المخابرات الجزائري بأكمله.( انتهى أول خبر تعترف فيه مخابرات الجزائر أنها فشلت في مخطط بن بطوش وأنها وحدها المسؤولة عن تسريب الخبر ).
ثالثا : فضيحة بن بطوش جزائريا :
يكفي القول فيها أن جهاز المخابرات الخارجية الجزائري (DDSE) فاشل 100 % ومنذ زمن بعيد ليس من حيث كونه جهازا مُخْـتَـرَقاً لأن لهذه المشكلة عدة حلول ، ولكن من حيث أنه يعتمد على الشعوذة والأكاذيب والتخاريف والإشاعات الفارغة منذ تأسيسه في زمن المقبور بومدين مما يجعله دائم الفشل لأنه كلما بادر لفعل ما تبين أنه لا يحسن تقدير الأمور كما هي في الواقع لأنه يعيش في عالم كله شعوذة وأوهام لا علاقة لها بالواقع ، و قد أصبح منذ القديم لا قيمة له خارجيا وأن كل ما يروجه عن أعداء الخارج هو من نسج خيالهم المريض بالشعوذة والتخاريف ، ولأنهم ينفذون ولا يفكرون فيما ينفذونه ، إذن لا وجود لهم سوى على أوارق وزارة الدفاع ، ومهمة هذا الجهاز هو إنتاج أفلام بوليودية هندية من عقول متعفنة لا علاقة لها بالواقع المعيش ، وليست لها أي خبرة يمكن أن تحمي بها الشعب الجزائري من خطر الخارج إن كان ألم به خطر حقيقي لا قدر الله لأن الحقيقة أن الشعب الجزائري مقتنع أن لا وجود لخطر خارجي إلا إذا اختلقته مافيا جنرالات الجزائر ، وأعتقد أن الفشل الذريع لهذا الجهاز المشعوذ في فضيحة إبراهيم بن بطوش هو أنها لا تشتغل على قضايا تهم الوطن الجزائري بل أصبحت مخابرات مهووسة بقضية واحدة ووحيدة هي البوليساريو والمغرب ، ونظرا لاعتمادها على الشعوذة وصناعة التخاريف فهي لا تحصد إلا الفشل تلو الآخر أما أمن الشعب الجزائري فهي لا تعرف عنه أي شيء ، إنها مخابرات متخصصة في شيء واحد وعندما خرجت إلى إنجاز عمل بسيط هو تهريب شخص وفرت له دولة الجزائر ( القارة ) كل الضمانات من جواز سفر مزور وطائرة رئاسية و تواطؤ خبيث مع الدولة التي سيذهب إليها ، فإذن كل شيء جاهز وسهل الإنجاز ومع ذلك يفتضح أمرها ، إذن لا خبرة لها ولا قدرات علمية في ميدان الجاسوسية ، والعلم والشعوذة لا يلتقيان أبدا ، إذن تبقى مخابرات الجزائر الخارجية صفر على الشمال . فهي لا شيء وغير موجودة البتة لأن أهلها عبارة عن مذيعين لا يختلفون في شيء عن مذيعي الإذاعات والقنوات التلفزية الرسمية والخاصة في الجزائر ، أي إنهم يجلسون في قاعات مكيفة ويتناولون المرطبات والحلويات وبعض منشطات المخ لإنتاج الأكاذيب ثم الأكاذيب ولا شيء غير الأكاذيب وهم في مكانهم يحلمون في يقظتهم ومنامهم …
رابعا : فضيحة بن بطوش إسبانيا :
لا تزال وزيرة الخارجية الاسبانية أرانتشا غونثاليث لايا مصدومة من جراء هذه الفضيحة خاصة أنها تأكدت من أن فشل هذه الفضيحة يعترف به عسكر الجزائر الحاكم حتى أنها التجأت مؤخرا للصمت ورفض الإجابة عن سؤال بسيط هو : كيف دخل إبراهيم الرخيص بجواز جزائري مزور إلى إسبانيا ؟
إنها غارقة في بحر الخذلان الذي أسقطته فيه مخابرات الجزائر الفاشلة من جهة ومن جهة أخرى تعيش حالة من الذل والهوان بين دول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى حيث أصبحت أضحوكة أوروبية ، ولا يمكن أن لا تكون هناك مسؤولية من نوع ما في هذه المهزلة للمخابرات الاسبانية نفسها ولو جزئيا ، فإن علمت هذه المخابرات بالمقلب ولم تخبر وزيرة خارجية إسبانيا به فتلك مصيبة وإن لم تفطن مخابراتها لهذا المقلب أصلا فتلك أبشع المصائب ، فهو موقف مخزي ولا شك سيعطي صورة منحطة عن مخابرات إسبانيا الخارجية والداخلية حيث لم تجد مخابرات إسبانيا مخرجا لها من هذه المهزلة جوابا لهذا المأزق سوى أن في الأمر ( سياسة ) بين اسبانيا والجزائر أما المخابرات فإنها بعيدة عن ذلك فهي تنفذ ما يأمرونها به رجال ونساء السياسة في إسبانيا …
خامسا : هل هناك مؤامرة بين البوليساريو وإسبانيا ؟
هذا ما يمكن أن يتبادر إلى الذهن أول مرة خاصة وأنني بنفسي كتبتُ مقالا أظن بعد اقتراح المغرب على البوليساريو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل لا غالب فيه ولا مغلوب ، و كان عنوان المقال ( البوليساريو يقبل الحكم الذاتي لكن تحت السيادة الإسبانية ) نشر في الجزائر تايمز منذ مدة ، أظن ما بين 2007 و 2008 …إذن يمكن افتراض أن هناك مؤامرة بين الجزائر وإسبانيا الدولتان ذوات السيادة أن يسمحا معا بمؤامرة بين البوليساريو وإسبانيا ( وهي في الحقيقة مؤامرة جزائرية إسبانية من وراء المغرب ) ، وفي ذلك بعض من الصحة خاصة وأنني لا أزال أردد أن ( حنين ) الشوفينيين الإسبان للعودة للصحراء المغربية لا يزال قائما وخاصة عند الجيل الذي لا يزال يتألم من طعنة الخنجر الذي غرزه المرحوم الحسن الثاني في بطن الديكتاتور الفاشستي الجنرال فرانكو ألا وهو المسيرة الخضراء ( المسيرة الخضراء كانت في 6 نوفمبر 1975 ومات فرانكو في 20 نوفمبر من نفس السنة ) ولن تنساها الشوفينية المعششة في نفوس كثير من الاسبان ، إذن احتمال تواطؤ البوليساريو مع اسبانيا على هذه الفضيحة ممكن جدا لكن بَلادة مخابرات إسبانيا ومخابرات الجزائر أعمت بصيرتهم عن مهارات المخابرات المغربية وقدراتها التي أصبحت لها قيمة عالمية من حيث الإثقان والنجاعة ، وأصبحت قيمتها حديث القاصي والداني في العالم …وذلك ما غاب عن إسبانيا وجنرالات الجزائر الذين استهانوا بها حتى جاءتهم الصفعة القوية على القفا من أيادي مغربية…إذن هناك إمكانية التآمر بين البوليساريو وإسبانيا فيما يتعلق بـ ( بن بطوش ) طالما أن البوليساريو لا يزال يحلم بعودة إسبانيا إلى الصحراء المغربية لتدور الدائرة وتقبل الحكم الذاتي تحت السيادة الاسبانية وأثناء ذلك يفرح جنرالات الجزائر الذين يطمعون في خروج المغرب من الصحراء المغربية وهذا فيلم هندي يجمع كل أركان الخيال المتعفن بالشعوذة والخزعبلات .
سادسا : هل ستغرق إسبانيا في دمائها من طرف الإرهاب بعد افتضاح أمر تواطؤها مع البوليساريو ؟
بالنسبة للمغرب سواءا كان التواطؤ بين جنرالات الجزائر وإسبانيا في قضية بن بطوش أو كان بين إسبانيا والبوليساريو فالأمر عندها أن البوليساريو ليس بشيء ذي قيمة في كل هذه الحوادث التي يختلقها عسكر الجزائر.
فإنه وكما سبق الذكر في بداية المقال بأن المخابرات المغربية جَـنَّـبَتْ إسبانيا خصوصا وأوروبا على العموم كثيرا من العمليات الإرهابية بتقديمها معلومات استباقية أفشلت بها إسبانيا كثيرا من المحاولات الإرهابية في عقر إسبانيا وكان ذلك منذ 2014 إلى 2021 ، أي أن إسبانيا عاشت أكثر من سبع سنوات في هدوء وارتياح بسبب اعتماد مخابراتها على ما تقدمه مخابرات المغرب لمخابرات إسبانيا من معلومات موثوقة جنبتها أنهارا من الدماء كانت ستعيشها لولا المخابرات المغربية وقد كانت إسبانيا الدولة قد وشحت رئيس المخابرات المغربية بأكثر من وسام كبير على إنجازاته المبهرة …. واليوم وبعد أن صَـنَّـفَ الشعبُ المغربي إسبانيا كدولة تتآمر مع جنرالات الجزائر لتحقيق أهداف البوليساريو أو أن إسبانيا تتآمر مع البوليساريو ضد المغرب فإن الشعب الاسباني سيتبول في سراويله إذا رفع المغرب يده عن تعاونه الأمني مع إسبانيا خوفا من عودة كابوس الإرهاب الذي يرعاه جنرالات الجزائر في الساحل والصحراء واليوم قد يبدو أن المخابرات الإسبانية وليس الدولة الاسبانية متورطة مع حكام الجزائر في قضايا إرهابية دولية ، و من جهة أخرى كم قرأتُ من مقالات كتبها كتاب إسبان بلغة العقل تتهم حكومة إسبانيا بالاستهانة بحياة الشعب الاسباني في سبيل نزوة عفا عنها الزمن وهو ( حلم العودة إلى الصحراء المغربية ) وتحقيق ذلك بالتآمر مع جنرالات الشر الجزائريين الذين أكلوا الشعب الجزائري نفسه ولا يزالون يمتصون عظامه إلى الآن ، وذهب بعض هؤلاء الكتاب الاسبان إلى اتهام حكومتهم بخذلان المغرب الذي كان لا يبخل عن إسبانيا بأي معلومة تنفعه في العمليات الاستباقية لتجنيب إسبانيا عمليات إرهابية ويسردون كثيرا من الدلائل على ذلك ويتوجون مقالاتهم بذكر الأوسمة التي منحتها إسبانيا للمخابرات المغربية عرفانا لها على صنيعها المُتْـقَنِ ، فمن حق المغرب أن يرفع يده عن أي اتفاقية أمنية بينه وبين إسبانيا لأن هذه الأخيرة طعنته في الظهر ويمكن أن نتصور كثيرا من ردود الأفعال التي يمكن للمغرب أن يرد بها على غدر إسبانيا له نذكر منها على سبيل المثال :
1) أن ينفض المغرب يديه من أي اتفاقية أمنية بينه وبين الاسبان لِـتَسْبَحَ إسبانيا في دمائها بما سيفعل فيها إرهابيوا العالم خاصة وأن المثل الصارخ الذي عرى مخابرات أوروبا جميعها هو ما حدث في مطار بروكسيل ( عاصمة الاتحاد الأوروبي ) الذي أكد للعالم أن ما حدث فيه دليل على أن البلاجكة بل الأوروبيين جميعا يغطون غطيطا ومتأكدون أن أوروبا لن يمسها الإرهاب أبدا لأنها تحاربه خارج أوروبا وهي أبلد فكرة يحملها الأوربيون والأمريكيون ألا وهي محاربة الإرهاب في مكانه خارج أوروبا وخارج أمريكا وهم غافلون عن تربية الإرهاب داخل أوطانهم لأن الإرهاب لا وطن له ولا دين له ولا ملة ويمكن أن يتسلل بين الأصابع ليفاجئ أغبياء العالم بسهولة ، فهو يتربى في كل القارات . فهل ستغرق إسبانيا في دمائها من جراء تدفق الإرهابيين من جميع أنحاء العالم ومنها الجزائر ليعيثوا في أراضي إسبانيا المستباحة ذبحا وتقتيلا إذا فسخ المغرب اتفاقياته الأمنية معها.
2) أن يطلق عليهم يوميا مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء ، ومؤخرا نشرت الصحف وصول عدد كبير منهم إلى جزر كاناريا وتلك البداية فقط بل هو نموذج بسيط مما يمكن أن يفعل المغرب بإسبانيا ، أما ما تدعيه أوروبا أو الاتحاد الأوروبي من أنها تقدم مساعدات مالية للجزائر والمغرب لأنهما يحاصران المهاجرين غير الشرعيين في بلديهما فليس ذلك بشيء أمام الضغط الكبير جدا الذي يمارسه العدد الكبير جدا من المهاجرين القادمين من الساحل وجنوب الصحراء على الجزائر والمغرب .
3) سيضغط المغرب على إسبانيا وبقية الدول الأوروبية ولن يرفع ضغطه عنها حتى تقتفي أوروبا بكاملها أثر أمريكا باعترافها بمغربية الصحراء لأن الفرصة اليوم بيد المغرب ولن يفرط فيها خاصة وأنها تزامنت مع واقعة ألمانيا مع المغرب . و كما هو معلوم فالمغرب اليوم يقدم نموذجا للعالم فيما يفعله بالعجوز ميركل التي ( داخت ) أي أصابها الدَّوَار بوقوف المغرب ندّاً لها وكأنه يصيح في وجهها بأنه لم يعد ذلك المغرب الضعيف اقتصاديا ، وأن اقتصاده ليس كاقتصاد الجزائر الريعي ، ولم يعد يخشى أن تنسحب الشركات الاستثمارية منه لأنها لن تستطيع ذلك فقد ذاقت الأرباح الطائلة من سياسة رابح رابح في المغرب بفضل الامتيازات التي لن تستطيع أن تجدها في مكان آخر و بالأمن والاستقرار التي تنعم به مع ضمان إخراج أموالها بالعملة الصعبة إلى أي بلد تنتمي إليه … هنا وجب طرح سؤال عن ( تبون ) كيف نام واستيقظ صباحا وأصدر أوامره لدخول كل الاستثمارات الجزائرية في الخارج إلى الجزائر ، أي إدخال رؤوس الأموال الجزائرية المستثمرة خارج الجزائر ومنها طبعا المغرب ، ومن لم يفعل فهو ( خائن ) ؟ إنني أشبه هذا القرار بقرار سحب الجنسية من الجزائريين الذين يفضح به أحرار الجزائر ( تبون ) ليل نهار ، فقرار ضرورة عودة الأموال الجزائرية المستثمرة في الخارج إلى الجزائر قرار فاشل خاصة أنه موجه إلى الاستثمارت في المغرب ، فالأرعن ( تبون ) لا يدري أن عدد المستثمرين الذين ينتظرون أمام باب المغرب لينعموا بأرباح مضمونة في المغرب الذي يعتبر بوابة إفريقيا القارة البكر هم أكثر من الكثرة الكثيرة ؟ فهذا البليد لا يعرف أن المستثمرين الجزائريين في المغرب هم قطرة ماء في المحيط الأطلسي ، هذا من جهة ومن جهة أخرى ألا يعلم كم عدد المستثمرين من أوروبا الشرقية يتمنون أن ترضى عنهم المملكة المغربية ليستثمروا أموالهم في الصحراء المغربية وعلى رأسهم بولونيا وغيرها كثير ، إن ما سيفعل تبون هو أن تدخل تلك الأموال إلى الجزائر لينهبها الجنرالات لأن انهيار أسعار الغاز والنفط أثرت في حجم مسروقاتهم ، لكن من يدري قد يلجأ الجزائريون المستثمرون في المغرب إلى طلب الحصول على الجنسية المغربية بسهولة وها هم قد نجو من تهديدات تبون ، ومن أطرف ما قرأت عن قرار تبون باسترجاع أموال المستثمرين الجزائريين إلى الجزائر هو أنه فشل في وعده أثناء حملته الانتخابية بأنه سيسترجع الأموال ( المنهوبة ) من الدولة الجزائرية إلى الجزائر بطريقته الخاصة ، وبعد هذا الفشل قرر السطو على أموال رجال الأعمال الجزائريين الشرفاء بهذا التهديد لكنه سيفشل لا محالة لأنه مثله مثل الفقاقيع التي أطلقها منذ أن وضعه العسكر على ظهر الشعب الجزائري الذي يكرهه كره العمى لأنه رئيس غير منتخب بل رئيس معين ….
عود على بدء :
لا تفارقني الصورة الكاريكاتورية المضحكة لبنت رمطان لعمارة الحاصلة على دكتوراه الدولة في علم البوليساريو كلما تحطمت خطة من خطط البوليساريو أثناء تشابكه في خصام مع يديه ورجليه فقط ولا تفيده الخبيرة في علم البوليساريو نسرين رمطان لعمامرة بشيء وخاصة أنها تشتغل في أحد أجهزة المخابرات الخارجية الجزائري الفاشلة ، كيف سيكون حال والدها المتخصص في البوليساريو لأنه تربى وكبر مع قادة البوليساريو ونَعِمَ ولا يزال ينعم معهم في سفرياتهم إلى الخارج وإقاماتهم في فنادق 5 نجوم بفضل استباحة أموال الشعب الجزائري الذي أصبح اليوم مشهورا بكونه شعب المليون طابور ، وبشعب ( قطرة زيت في قاع شكارة بلاستيكية ) …ماذا ستفيد بنت لعمامرة دولة إسبانيا وهي غائصة في وحل فضيحة ألجمت أفواه الاسبانيين بل وتغيرت نظرة إسبانيا لجارها الجنوبي المغرب الذي تتفرج عليه وهو ( يُـقَـرِّدُ أنجيلا ميركل ) وهي من التقريد أي ملاعبة القرد ، حيث أصبح المغرب ( يُـقَـرِّدُ ) امرأتين أوروبيتين ( أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية ووزيرة خارجية إسبانيا أرانتشا غونثاليث لايا ) ولا يدل ذلك إلا على أن المغرب أصبح يؤكد للعالم أنه أصبح في غنى عن أي تعاطف مع أي دولة في قضية صحرائه المغربية لدرجة أنه أصبح يميل إلى وضع اعتراف العالم بسيادته على صحرائه شرطا أساسيا في إقامة علاقاته معه ويلح على ذلك ، حيث أصبح يردد مؤخرا في وجه ألمانيا وإسبانيا :” الصحراء المغربية خط أحمر ” ومن الأدلة على ذلك أنه بعد اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء سارع الحزب الحاكم في فرنسا ( الجمهورية إلى الأمام ) إلى الاعتراف بمغربية الصحراء وهو الآن يتهيأ لفتح مكتبين له في العيون والداخلة . فمابال إسبانيا تغرز رأسها في المواسير الجزائرية ؟
لن يستطيع المغرب أن يواجه بقوة وثقة في النفس كل الدول ندا للند لولا أنه لم يكن واثقا من نفسه باقتصاد عصري مهيكل ومتين ، ولم يعد في حاجة إلى تسول الدول لمساندته في قضية صحرائه المغربية بل انتقل إلى وضعها خطا أحمر لكل علاقة معه على المستوى الدولي ، إذن من حقه أن يعامل ميركل وغير ميركل معاملة الند للند بعد أن جمع ملفا ضخما مستفزا للشعب المغربي عن مواقف ألمانيا من قضيته الوطنية وغيرها ، هذا مع ألمانيا ، إذن فلتستعد إسبانيا لتهديدات المغرب سواءا على مستوى تسونامي الذي سيضرب السواحل الإسبانية من عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين ، المهاجرون الذين قد يدفعهم المغرب ليمخروا عباب البحر نحو إسبانيا التي لا تبعد عن المغرب إلا بـ 14 كلم ولا شك سيكون منهم شباب الجزائر الضائع في بلد البطالة الأبدية والجمود الاقتصادي ، كما أنه على إسبانيا أن تستعد لهجوم قوافل الإرهابيين على أراضيها إذا رفع المغرب يديه عن التعاون الأمني بين البلدين رغم أن بعض المؤشرات تبدو أن المغرب قد يبقى وفيا لتلك الاتفاقية الأمنية خاصة وأن الأمر يتعلق كذلك بفرنسا وأن أمور الإرهاب الدولي مسألة شديدة التعقيد …
إذا كانت إسبانيا لا بد في يوم من الأيام ستصلح أمورها مع المغرب خاصة بعد انهيار حزب بوديموس العدو الاسباني الأول للمغرب لأنه كان المسكين يعتمد على عطايا جنرالات الجزائر ، وجنرالات الجزائر هم بأنفسهم خذلهم انهيار سعر الغاز والنفط ، وكذلك ضيع الحزب الشعبي كثيرا من مقاعده ، إذن من المرتقب أن تتغير الأمور في إسبانيا وأمام الجدار المغربي الصلد لابد أن تصطف إسبانيا مع بقية الدول التي على الأقل تردد ( أن حل قضية الصحراء يجب أن يكون حلا سلميا عادلا يرضي الطرفين معا والأمر بين يدي الأمم المتحدة و مجلس الأمن ) ..
إذن يبقى الخزي والعار والمذلة هو الذي غاصت فيه وستغوص فيه دائما مافيا جنرالات الجزائر ( المناحيس ) الذين ما أن يرفعوا رِجْلاً من حفرة حتى تسقط رجلهم الثانية في حفرة أكبر منها : فمن الذل والهوان نذكر غيظا من فيض مثلا : من فضيحة فتح معبر الكركرات إلى اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء إلى فرض خريطة المغرب كاملا بصحرائه في كل سفارات وقنصليات الولايات المتحدة الأمريكية إلى توالي افتتاح قنصليات كثير من الدول ( لم أعد أستطيع إحصاءها ) فتح القنصليات في العيون والداخلة إلى الحصار الذي ضربه الجيش المغربي على البوليساريو حتى أصبح لا يستطيع أن يبتعد عن مخيمات تندوف بأكثر من 100 كلم والدليل نَسْفُ المدعو الداه البندير الذي حاول الاقتراب قليلا جدا من الجدار الأمني المغربي ناحية الفارسية حتى صار في خبر كان في رمشة عين ، بالإضافة إلى أن مزابل الإعلام الجزائري التي أصبح العالم يحتقرها أشد الاحتقار لأن وسائل الإعلام العالمية ما أن أعلن البوليساريو الحرب على المغرب حتى شدت رحالها إلى منطقة الحرب لتكون سباقة في نشر نتائج هذه الحرب المدمرة التي أعلنتها البوليساريو على المغرب خاصة وأن البوليساريو كان دائما يهدد المغرب بالحرب بمناسبة وبغير مناسبة لكن وسائل الإعلام العالمية عادت من هناك بخفي حنين حيث لم يجدوا حتى رائحة البارود في المواقع التي تدعي البوليساريو ومزابل الإعلام الجزائرية أن الحرب فيها بين البوليساريو والمغرب حامية الوطيس ، وقد رأى العالم مراسلا لقناة الحرة وهو يجري حديثا له مع صاحب دكان في ( الفارسية ) التي تدعي البوليساريو أنها قد دكتها دكا دكا ولم يبق منها أثر ، حيث بدا صاحب الدكان هادئا وحالة المكان ليس فيها أي أثر حتى لغبار معركة بين دجاجتين في المكان ، وبعد مدة من الزمن اكتشف العالم أن هناك استوديوهات جزائرية لتصوير الجنود وأن كل الصور المنشورة لتلك الحرب الوهمية هي أصلا صور مفبركة لمعارك من كل بقاع الدنيا كانت قد جرت في الماضي ، وأن البلاغات العسكرية للبوليساريو التي بلغت الآلاف يستهلكها شيوخ ونساء وأطفال البوليساريو في المخيمات أما الرجال فقد تفرقوا في بقاع العالم بدءا من موريتانيا إلى إسبانيا وبعض دول أمريكا اللاتينية يسترزقون ويبعثون بعض الأوروهات أو الدولارات إلى أطفالهم في مخيمات العار بتندوف …. هذا ما تجنيه مافيا جنرالات الجزائر من خزي وذل وعار …
وآخر المذلة أن المسمى نور الدين مقري يصرح بكل بلاهة أنه مقتنع بوجود جواسيس في جهاز المخابرات الخارجية الجزائري “DDSE” يتعاونون مع وكالات استخبارات أجنبية لأنه يؤمن إيمانا راسخا بأن خطته لنقل غالي كانت محكمة تماما ،وأقسم نزر الدين مقري أمام هيئة أركان الجيش الجزائري أنه سيجد “الجاسوس” …. إنه اعترافٌ بطعم الحنظل المر …
متى تعترف مافيا جنرالات الجزائر بهزائمها وتشد رحالها لتقبع في ثكناتها وتترك الجزائر لأحرار الجزائر ، إنه يوم قادم لا شك فيه ..