تكرار سيناريو حرب 2014 يحوم حول غزة

La rédaction

حشدت إسرائيل قوات برية على طول الحدود مع قطاع غزة الخميس فيما أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وابلا من الصواريخ على جنوب إسرائيل مع استمرار أعنف قتال في سنوات دون نهاية تلوح في الأفق.

وأعلنت حركة حماس استهدافها مطار رامون الذي يبعد عن غزة مسافة 220 كيلو مترا، بصاروخ عياش 250 وهو صاروخ جديد قالت حماس إن مدى هذا الصاروخ “أكبر من 250كم وبقوة تدميرية هي الأكبر”.

وتابع البيان “ندخل صاروخ عياش 250 للخدمة ونقول للعدو ها هي مطاراتك وكل نقطة من شمال فلسطين إلى جنوبها في مرمى صواريخنا، وها هو سلاح الردع القادم يحلق في سماء فلسطين نحو كل هدفٍ نحدده ونقرره بعون الله”.

وينسب الصاروخ إلى يحيى عياش، أحد أبرز قادة “القسام” والذي اغتالته إسرائيل عام 1996.

وذكرت في بيان أن إطلاق الصاروخ جاء “نصرة للأقصى وجزء من ردنا على اغتيال قادتنا ومهندسينا الأبطال بجزءٍ من إنجازاتهم وتطويرهم”.

وطالبت كتائب القسام، شركات الطيران العالمية بـ “وقفٍ فوريٍ لرحلاتها إلى أي مطار في نطاق جغرافيا فلسطين المحتلة”.

وفي وقت سابق الخميس، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إن السلطات حوّلت الرحلات القادمة إلى مطار بن غوريون الدولي، قرب تل أبيب، إلى مطار “متسبيه رامون، في جنوبي إسرائيل بسبب الوضع الأمني”.

وذكرت صحيفة هآرتس، أن عددا من شركات الطيران الدولية، ألغت رحلاتها إلى إسرائيل، بسبب تدهور الوضع الأمني الناتج عن إطلاق صواريخ من غزة.

ويتواصل التصعيد الأعنف منذ العام 2014 لليوم الرابع على التوالي برغم كل الدعوات الدولية إلى خفض التوتر.

ودوت صافرات الإنذار في تل أبيب خلال الليل وترددت أصوات اعتراض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي في الأرجاء مما دفع آلاف الإسرائيليين للمخابئ.

وبحلول فجر الخميس استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة ودمرت خلالها بناية سكنية مؤلفة من ستة طوابق في وسط مدينة غزة.

وأعلنت مصادر فلسطينية عن تكثيف إسرائيل غاراتها منذ ساعات فجر الخميس بالتزامن مع انطلاق تكبيرات عيد الفطر السعيد من مآذن المساجد من مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وجددت قوى عالمية دعوات التهدئة بينما استمرت موجة من العنف بين اليهود والأقلية العربية داخل إسرائيل في الانتشار في عدة مدن وبلدات وشملت هجمات على كُنس يهودية واشتباكات بين يهود وعرب في الشوارع.

وأفادت مصادر طبية بأن طواقم الإنقاذ انتشلت جثماني قتيلين من تحت أنقاض أحد المنازل تدمر في غارة إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وأضافت أن فلسطينيا قتل في غارة إسرائيلية على مدينة خان يونس في جنوب القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة، إلى 83، بينهم 17 طفلا كما ارتفع عدد الإصابات إلى 487.

ودمرت طائرات حربية إسرائيلية صباح الخميس مبني تابعا لوزارة الداخلية وسط غزة وموقعا لجهاز الأمن الداخلي في غرب المدينة، كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية مقرات فرعين لبنك محلي ومكاتب بريد قال الاحتلال إن حماس تستخدمها في إجراء تحويلات مالية.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن ما لا يقل عن 67 شخصا قُتلوا في القطاع منذ تصاعد العنف الاثنين. وفي إسرائيل، قال الجيش إن سبعة قُتلوا.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه يجري حشد قوات قتالية على الحدود مع القطاع وإن إسرائيل في “مراحل مختلفة من الإعداد لعمليات برية”. والخطوة تعيد للأذهان توغلات مماثلة تمت خلال حربين دارتا في 2008-2009 وفي 2014.

وأضاف المتحدث اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس “رئيس الأركان يتفقد تلك الاستعدادات ويعطي توجيهات… لدينا مقر وحدة عسكرية وثلاث كتائب للمناورة في غزة تهيئ نفسها لهذا الموقف وحالات طارئة أخرى”.

وفي السياق، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بوصول جثامين عدد من الفلسطينيين إلى مجمع الشفاء الطبي “تبين من خلال معاينة الطب الشرعي أن سبب الوفاة المباشر هو الاختناق مع وجود أعراض ظاهرية تؤشر إلى احتمالية تعرضهم لاستنشاق غازات سام”.

وأوضحت الوزارة أنه “تم أخذ العينات اللازمة لاستكمال الفحوصات ذات العلاقة” دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين عقب اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أتوقع وآمل أن ينتهي هذا قريبا، لكن إسرائيل لديها حق الدفاع عن نفسها”.

ولم يوضح بايدن الأسباب التي تدعوه للتفاؤل. وذكر مكتب نتنياهو أنه أبلغ بايدن بأن إسرائيل “ستواصل التحرك لضرب القدرات العسكرية لحماس وغيرها من الجماعات الإرهابية التي تعمل في قطاع غزة”.

وقتلت إسرائيل الأربعاء قياديا في حماس وقصفت عدة مبان، منها بنايات مرتفعة وبنك، قالت إنها مرتبطة بأنشطة الحركة.

ورفعت حماس راية التحدي. وقال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية “المواجهة مع العدو مفتوحة”.

بقايا مبنى برج دمرته الغارات الجوية الإسرائيلية

وبدأت إسرائيل تحركاتها العسكرية بعد أن أطلقت حماس صواريخ ردا على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في مواقع بالقدس الشرقية منها الحرم القدسي خلال شهر رمضان.

وتصاعد التوتر قبل جلسة محكمة، تقرر تأجيلها، في قضية يمكن أن تنتهي بطرد عائلات فلسطينية من منازل بالقدس الشرقية يطالب بها مستوطنون يهود.

وبالنسبة لإسرائيل، شكل استهداف المدينتين الرئيسيتين تحديا جديدا في المواجهة مع حماس، التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة جماعة إرهابية.

وذكر مصدر فلسطيني أن جهودا تبذلها مصر والأمم المتحدة للتوصل لهدنة لم تحرز تقدما لوقف العنف.

في غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصال هاتفيا بالرئيس محمود عباس وقال إن واشنطن “تبذل جهودا مع كل الأطراف المعنية للوصول للتهدئة”.

والخميس أعلنت سلطات مطار بن غوريون أنه تم تحويل مسار جميع الرحلات المتوجهة إلى هذا المطار الدولي في تل أبيب إلى مطار رامون (جنوب) حتى إشعار آخر بسبب إطلاق صواريخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.

وقالت سلطات المطار إن الطائرات ستوجه إلى مطار رامون بالقرب من إيلات في جنوب إسرائيل.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: