عيادة متنقلة تنقل اللقاح إلى المصلين في مسجد بلندن

Belbazi

عندما تلقى أنفر باتيل دعوة لحجز لقاحه الثاني ضد كوفيد – 19 من مجموعة دردشة مرتبطة بمسجده المحلي، تساءل عما إذا كان من الممكن المضي في التلقيح خلال شهر رمضان؟ وكان يخشى أن تجبره آثار اللقاح الجانبية على تناول المسكنات التي لا يُسمح بها أثناء الصيام.

لكن إمكانية الحصول على حقنة في عيادة متنقلة في حافلة خارج مسجده في شرق لندن ومركز الجالية الإسلامية منحت باتيل الشجاعة للمضي قدما.

وقال باتيل، بعد أسبوع من حقنه للمرة الثانية، “لقد ساعدني وجود هذه العيادة أمام المسجد على المضي في التلقيح، بوجود وجوه ودودة وتبادل للمزحات. كان بعضهم يقول: انظر إلى أسوإ سيناريو؛ إذا حدث لك شيء فأنت على مقربة من مكان العبادة”.

شابنام علي: من الشائع أن تكون لدى المسلمين مخاوف بشأن اللقاح أثناء الصيام

كان باتيل من بين مئات الأشخاص الذين تلقوا تطعيمهم في الحافلة ذات الطابقين التي زارت المساجد في بورو أوف ريدبريدج شرق لندن لمساعدة فرق التطعيم على الوصول إلى الفئات المعرّضة للخطر والتغلب على التردد في تلقي اللقاح وتبديد الإشاعات التي تحوم حول التطعيم.

وبعد أن سجلت بريطانيا أكثر من 125 ألف حالة وفاة بسبب كوفيد – 19 (خامس أعلى معدل على مستوى العالم) دخلت في سباق ضمن برنامج تطعيم يهدف إلى تلقيح كل شخص في البلاد بحلول نهاية شهر يوليو.

وتعرضت الأقليات العرقية للفايروس أكثر من غيرها، بسبب مجموعة من العوامل المحتملة، بما في ذلك الفقر والعمل في القطاعات المحفوفة بالمخاطر مثل الرعاية الصحية، والعيش في المدن أو مع الأسر متعددة الأجيال، وخاصة بسبب أفكار دينية تنظر إلى كورونا وكأنه قضاء لا يجب التوقي منه.

وقد وجدت بيانات رسمية العام الماضي أن معدل الوفيات بين المسلمين كان أعلى من معدلات وفيات المجموعات الدينية الأخرى، كما أظهر أولئك الذين كانوا يهودا أو هندوسا أو سيخا معدلات وفيات أعلى قياسا بالأرقام العادية.

ورغم هذه المعدلات فإن الأقليات هي الأقل إقبالا على التلقيح بسبب المعلومات المضللة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة عدم الثقة في الحكومة.

وسعت الجمعية الطبية الإسلامية البريطانية إلى طمأنة المسلمين بأن اللقاح لا يُفطر لأنه ليس غذائيا. لكن الرسالة لم تصل إلى الجميع.

وقالت شابنام علي، وهي طبيبة تساعد على إدارة العيادات خارج المساجد، إنه من “الشائع جدا” أن تكون لدى المسلمين مخاوف بشأن الحصول على اللقاح أثناء الصيام.

وأضافت “لا يزال هناك عدد قليل ممن يقولون إنهم سعداء لأنهم استطاعوا المجيء بعد غروب الشمس، لأنه ما كان ينبغي لهم أن يفطروا”.

وسمع العديد من المرضى بوجود عيادة في المسجد المحلي مفتوحة للجميع، وإن كانت تستهدف بشكل كبير المسلمين الذين لا يرغبون في الحصول على التطعيم خلال ساعات الصيام.

وقال نجيب سيدات، الذي يقود فريق التوعية بضرورة تلقّي اللقاح، إن “العيادة يمكنها تقديم أكثر من 100 لقاح في مناوبة”.

وأضاف أن “هذا يمثل جزءًا بسيطا من ألفي لقاح أو نحو ذلك تُقدّم في جلسات في قاعة بلدية قريبة مع عدد مماثل من الموظفين، حيث وقف موظفون إضافيون في الشارع لمنح المارة فرصة طرح أسئلة حول اللقاح”.

وأكد على أن العمل جنبا إلى جنب مع المساجد يمنح المشروع مصداقية إضافية. وأوضح أن الحافلة “لامعة ولطيفة يهتم بها الجميع، ونستخدمها كإستراتيجية لفتح الحوار والنقاش”.

ويعمل المنظمون مع الكنائس ودور العبادة والمعابد اليهودية في المنطقة لتشجيع أتباع هذه المؤسسات والأماكن على تلقي التطعيم.

وقال بشير باتيل، وهو رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في ريدبريدج، إن استضافة المساجد للعيادات تطمئن أولئك الذين يترددون في تلقي اللقاح لأنهم يشعرون أنهم محميّون بقربهم من بيوت الله.

وأضاف “لدى المؤمنين إيمان عميق بالله، هذا هو المكان الذي يشعرون فيه بالراحة حين يكونون متوترين بشأن أمر ما. أعرف أشخاصا كان يمكنهم التسجيل منذ وقت طويل جدا لأعمارهم المتقدّمة، لكنهم لم يفعلوا ذلك. إلّا أنهم حجزوا لأنفسهم بمجرد أن افتتحنا هذه العيادة هنا”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: