غياب التواصل الحكومي مع الجالية يوسع رقعة الإختلاف

La rédaction

 في الوقت الذي كان فيه مغاربة العالم ينتظرون مساندة الحكومة لهم في مواجهة الجائحة التي أبعدتهم عن بلدهم و عن عائلاتهم ، خيبت هذه الأخيرة ظنهم و عاملتهم بالصمت و التنكر للجميل ، أغلقت كل المنافذ لزيارة الوطن و تركت بعضهم متشردا عالقا بقرارات آتخدت و طبقت على وجه السرعة.

حكومة تتساءل الجالية المغربية عن دورها و دور الوزارات المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج ، حكومة تجاهلت كل القوانين و الأعراف المتعامل بها ، تنتظر خروج الملك محمد السادس للقيام بعملها و التواصل مع مواطنين مغاربة أجبرتهم الظروف للبحث عن حياة أفضل خارج الحدود ، ملك لطالما طالب بالجد في العمل و تحمل المسؤولية التي عينوا من أجلها و أدوا اليمين لخدمة هذا الوطن .

خيبة أمل في كل مسؤول سولت له نفسه تحقيق أهدافه الخاصة متناسيا المصلحة العامة للمهاجرين المغاربة الذين أصبحوا اليوم يفكرون بطريقة مخالفة للتي رسمها المغفور له الملك الحسن الثاني و كذا الملك محمد السادس ، فمعظم المغاربة من الجيل الثاني و الثالث مستاؤون من الحكومة المغربية و حتى من بلدهم المغرب حيث فقدوا الثقة في المسؤولين ، حتى البطائق الوطنية أصبحت تشكل لهم عبئا جعلهم يتغاضون عنها ، بدون أن نتكلم عن جواز السفر الذي أهملته الجالية كما أهملتها الحكومة .

أموال صرفت على مواضيع تافهة فنية و إقتصادية و إدارية لم تستفد منها الجالية و لا حتى المغرب ، ( سهرات فنية – مسرحيات – الشباك الوحيد – لقاءات وزارية مع الجالية …) في حين كان بالأحرى أن تصرف على الأطفال بتعليمهم اللغة العربية و الثقافة المغربية و جلبهم الى وطنهم الذي أصبح اليوم وطن غريب عليهم لا يعرفون عنه شيئا ، فقط بعض الرحلات السنوية رفقة العائلة لقضاء العطلة الصيفية ، وطن للترفيه دون توطيد العلاقات و ترسيخ العادات و التقاليد المغربية لدى أطفال الجالية .

حتى اللغة العربية أصبحت العائلات مجبرة لآداء أموال طائلة لتعليم أولادهم لغة البلاد ، الشيء الذي ساعد في توسيع الرقعة بين الجيل الثاني و الثالث و بلدهم الأم .

فرغم الإثفاقيات المبرمة بين المغرب و دول الإقامة و التي تأكد من خلالها عدم مراعاة خصوصيات و لا مصالح مغاربة العالم إلا أن المغرب لا يعلم أن هذه المعاهدات ليست إلا البداية في أزمة إقتصادية و مالية و هذا ما نراه اليوم من إلغاء شراء العقارات بالمغرب و ووعود لغلق جميع الحسابات البنكية بالمغرب .

حتى الموتى من الجالية أجبروا على الدفن بدول الإقامة بعدما وضعت كل العراقيل أمامهم و إغلاق الحدود رغم التعلمات  السامية للملك محمد السادس  للمصالح الدبلوماسية المغربية، بالعمل على تسهيل مسطرة نقل جثث الجالية إلى بلدهم الأم الذين دفنوا مؤقتا أثناء إغلاق الحدود قصد إعادة دفنهم حسب وصيتهم ورغبة ذويهم.

بالنسبة إلى المهاجرين الأوائل، أي المتقاعدين حالياً، خصوصاً الذين عاشوا فترات الغربة والهجرة من دون عائلاتهم، فإنّ الرغبة في العودة إلى أوطانهم تشتدّ ولو في نعوش. هؤلاء لا يقبلون مجرّد سماع فكرة دفنهم في دول اقامتهم.

إلى جانب هؤلاء الذين حسموا أمرهم في مسألة العودة إلى بلدانهم الأصلية في النعوش، ثمّة عدد متزايد من مسلمي، خصوصاً من الأجيال الشابة، قرّر دفن موتاه في دول الاقامة . ولا شكّ أنّ هذا الرقم سوف يزداد مع الأيام. ويبرّر هؤلاء الأمر بأنّهم لا ولم يعرفوا بلداً غير بلد اقامتهم . فلماذا لا يُدفنون في ترابه؟

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: