بداية ينبغي أن نوجه شكرا خاصا لفيروس كورونا، لدوره الكبير في كشف جزء من حقيقة قيادتنا ، وأن نشكر اسبانيا لشفافيتها مع شعبها، فلولا تلك المبادئ والقيم التي تتبناها تلك الدولة، لما علمنا بوجود رئيسنا عندها، رئيسنا الذي مرض بيننا ولم نعلم به ، وتطورت حالته ونقل الى الجزائر وقيل لنا أنه بخيمته، وطال غيابه وسألنا عنه، فقيل لنا أنه في النواحي العسكرية، قتل رفاقه، واستشهد مقاتلوه، فسألنا عنه، واستغربنا من غيابه اللافت عن التعزية في قائد سلاح الدرك وهو من هو ، فقيل لنا أنه بخير ، وحامت الشكوك حول إصابته في الميدان، ولم نجد جوابا غير الإهمال واللا مبالاة.
نقل الرئيس الى اسبانيا وهو في حالة حرجة، فعلمنا كما العالم بوجوده هناك، فخرجت علينا القيادة لتقول أنه بالجزائر يعالج من كورونا، قبل أن تظهر الحقيقة التي لا غبار عليها بأن الرئيس يرقد بأحد المستشفيات الاسبانية.
أخيرا، تذكرت القيادة أن هناك شعبا بالمخيمات، فخرجت تخبرنا ببلاغ لحفظ ماء الوجه، قالت الرئيس مرض .
لكن هل هو فعلا الرئيس ؟!
اكتشفنا أن الرئيس اسمه “بطوش” وقيل “بطاش” ، طالما كان بيننا رئيسا، ويطلب منا أن نعامله كرئيس، يعين ويعزل ، له وزراء وحكومة وسفراء، وولاة وشرطة ودرك، يتحكم في الميزانيات ، ويخبرنا بأهمية الدولة الصحراوية عالميا، وبأنها تحظى باعتراف دولي كبير.
مرض الرئيس، فعلمنا أنه رئيس فقط بالمخيمات، وحين يخرج للعالم يكون “بطاش” ، وكأن العالم يعلم أنه فعلا “بطاش” بالمخيمات وكنا نظنه “رئيسا” في الخارج.
يا لسخرية القدر، وجدنا أنفسنا مغبوبين ، لكن ما يشفع لنا أن العالم أيضا كان مغبونا في “بطاش” لا يعرف أنه رئيس، كما نحن مخدوعين في “الرئيس” لا نعرف أنه “بطاش ” رغم أننا أكثر من شهد بطشه وجبروته وتحكمه فينا ، واستغلاله لطيبتنا، وسرقته مع قيادته لمقدراتنا، وقادنا وقيادته بكذبة طويلة استمرت لعقود.
أيتها الصحراويات ، أيها الصحراويون.
هل تستوعبون ما يحدث؟، أليس فينا رجل رشيد ، كيف لنا نخدع المرة تلو المرة، كيف تحكمت فينا هذه القيادة واستولت على تفكيرنا، وضبطت حركاتنا وسكناتنا، واستغفلتنا وتاجرت بمآسينا، وزعمت أنها قيادة دولة، وهي شخصيات خيالية، لا تتحرك ولا تتنقل إلا بوثائق مزورة.
إن قادتنا أشباح.
رئيسنا “بطاش”، ورئيس حكومتنا “بوكيمون” ، ووزير خارجيتنا ” سحنون” ، ورئيس أركان الجيش ” كرطون” .
إنها حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة.
ما عاد لنا عقل نستوعب به ما يجري.
ولو لم تعلن إسبانيا عن الخبر، لظللنا نحن الخبر ، ونحن المفعول به، ولاستمرينا في سباتنا، يمنحون لنا ما يشاؤون من الأخبار، كما ظلوا لعقود يمنحوننا ما يشاؤون من الغذاء والمساعدات، ويمنعون عنا ما يشاؤون منها ومن غيرها.
شكرا اسبانيا، شكرا كورونا
اسبانيا أعطتنا مثالا لتعاملها مع ما نعتقده دولة، وتعتقده هي وغيرها من دول العالم أضحوكة، رأينا كيف تنظر اسبانيا للدولة الصحراوية، من خلال تعاملها مع رئيسها.
إنها تراها عصابة، لأنها تعلم بجرائمها، تعلم بسرقتها ، تعلم بمتاجرتها بنا ، تعلم بأنها مجموعة من قطاع الطرق.
اسبانيا استقبلت الرئيس نزولا عند رغبة الجزائر ، وليس لأنها تعترف بابراهيم غالي رئيسا.
وإن كان لكم رأي مخالف ، فلا بأس لنفرح جميعا لاستقبال اسبانيا لرئيسنا ” بطاش ” .
ولنسعد نحن “البطاطشة” بصنيع اسبانيا مع رئيسنا “البطاش ” الأول .
ولا بأس أن نلفت عناية “قيادتنا” الى أن العالم لا يعترف بالدولة الصحراوية ، بل بدولة “البطاطشة” ، واسبانيا ليست دولة حليفة للدولة الصحراوية كما قال البيان الرئاسي ، فهي حليفة لدولة “البطاطشة” .
نتمنى أن يرجع إلينا “البطاش / البطوش ” الأول سالما معافى ، ليكمل مسيرة البطش ، ويبني مؤسسات دولة “البطاطا -ماطيشة” التي يعترف بها العالم كله، ويعاملها بما يليق ، وتستقبل الدول رئيسها “البطاش” بمستشفياتها .
شكرا اسبانيا ، شكرا كورونا .
أيتها الصحراويات ، أيها الصحراويون .
انتهى الكلام اللبيب من الإشارة يفهم