منفذ اعتداء رامبوييه: من “حارق” باحث عن لقمة العيش إلى متشدد داعم لذبح صامويل باتي

يوسف الفرج

كشفت مستجدات اعتداء رامبوييه قرب باريس الذي راحت ضحيته شرطية فرنسية الجمعة، عن انحدار منفذه من مدينة مساكن الساحلية في تونس، حيث دخل جمال ق بطريقة غير شرعية قبل أن يتبنى فكرا متطرفا أفضى في نهاية المطاف إلى إقدامه على اغتيال الشرطية طعنا.

وأعاد الاعتداء المخاوف من مخاطر الهجمات الجهادية باستعمال الأسلحة البيضاء إلى الواجهة خاصة أنه جاء بعد أشهر على حادثة مماثلة استهدفت المدرس صامويل باتي الذي قضى على يد لاجئ شيشاني.

وأصاب جمال ق (36 عاما) الموظفة في الشرطة ستيفاني (49 عاما) بطعنتي سكين في العنق عند مدخل مركز الشرطة في مدينة رامبوييه الصغيرة ما أدى إلى مقتلها، مذكرا مجددا بالتهديد الدائم في فرنسا للهجومات التي تنفذ بسلاح أبيض. ويقول شهود إن المهاجم هتف “الله أكبر”.

وقُتل المهاجم في موقع الهجوم برصاص شرطي.

وأعلن المدعي جان فرنسوا ريكار أن النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب تولت الملف نظرا إلى “عناصر اختيار الهدف” كمهنة الضحية (موظفة في الشرطة)  و”ما هتف به المعتدي لدى تنفيذ الهجوم”.

وذكرت النيابة المكلفة بمكافحة الإرهاب أن المهاجم ولد في تونس وأتى إلى فرنسا في 2009.

وأضافت النيابة أنه “حصل في 2019 على تصريح إقامة استثنائي للعمل ثم على تصريح إقامة في ديسمبر 2020 صالح حتى ديسمبر 2021”.

وجمال ق غير المعروف لدى أجهزة الاستخبارات كان يقيم في مدينة رامبوييه الهادئة التي تضم 26 ألف نسمة غرب باريس.

وذكر قريب من أسرته في تونس أنه كان يقيم لدى نسيبة له ولديه شقيقان أحدهما توأم له.

وعلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كتب الشاب الثلاثيني أنه يتحدر من مدينة مساكن التي يبلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة على الساحل الشرقي لتونس. وحتى 2020 كانت منشوراته مخصصة حصريا للدفاع عن المسلمين أو التصدي لكره الإسلام.

واعتبارا من أبريل 2020 خلال العزل المفروض بسبب الجائحة نشر حصريا صلوات وآيات قرآنية. وبعد أيام على مقتل الأستاذ صامويل باتي على يد إسلامي في أكتوبر 2020 غير صورته وانضم إلى حملة بعنوان “احترموا النبي محمد”.

جان كاستكس: مقتل موظفة بالشرطة هو هجوم على فرنسا، لن نترك هذا يمر

ووصفه جار قديم لم يره منذ سنتين بأنه مسلم “غير متدين”. وأوضح أنه كان أعزب ويعمل في مجال البناء.

وسيكثف المحققون في الإدارة المركزية للشرطة القضائية والإدارة العامة للأمن الداخلي المكلفون بالتحقيقات الجلسات للاستماع إلى معارفه وأصدقائه وزملائه وأسرته لتحديد سيرته.

ومساء الجمعة وضع ثلاثة أشخاص من معارف جمال بينهم الرجل الذي استقبله في الحبس على ذمة التحقيق، وهو إجراء معهود في ملفات مكافحة الإرهاب بعد وقوع أي هجوم لا يؤدي بالضرورة إلى ملاحقات.

وتمت مداهمة منزل الشخص الذي كان يؤويه في المنطقة الباريسية والمنزل الذي كان يقيم فيه.

وتسعى النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب التي تولت التحقيق في “اغتيال شخص له سلطة عامة في إطار عمل إرهابي أو جمعية إجرامية إرهابية”، إلى معرفة ما إذا استفاد جمال من أي دعم مادي أو أيديولوجي.

وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجوم رامبوييه الذي يتناسب أسلوبه مع النداءات المستمرة التي يطلقها تنظيم الدولة الإسلامية لاستهداف قوات الأمن.

وسيندرج هجومه في إطار التهديد الذي تخشاه الأجهزة الأمنية للأفراد المنفردين الذين غالبًا ما يكونون غير معروفين لدى الاستخبارات الموجودين على الأراضي الوطنية والذين يشنون هجمات بالسلاح الأبيض لا تستدعي الكثير من التحضير بدافع الدعاية الإسلامية.

وتكررت في السنوات الأخيرة الحوادث التي نفذها هؤلاء الأفراد المنفردون وهو ما جعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يطلق مواجهة شاملة مع ما أسماها بـ”الانعزالية الإسلامية”.

وقال ماكرون الجمعة في تغريدة له تعليقا على الحادثة إن “فرنسا لن تتنازل أمام الإرهاب الإسلامي”.

بدوره اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس السبت أن مقتل موظفة إدارية في الشرطة في منطقة رامبوييه السكنية قرب باريس، ليس هجوما على الموظفة بل كان هجوما على الجمهورية الفرنسية.

وأضاف كاستكس للصحافيين في مدينة تولوز بجنوب البلاد “مرة أخرى تتعرض الجمهورية للهجوم. ومرة أخرى تتعرض الدولة الفرنسية للتهديد. لن نترك هذا يمر”.

وفي 16 أكتوبر 2020 قُتل مدرّسٌ يُدعى صامويل باتي عندما قطع رأسه شاب يبلغ 18 عاما من أصل شيشاني، بعد عرضه رسوما كاريكاتيرية للنبي محمّد في حصة دراسية.

وفي الثالث من أكتوبر 2019 قَتل موظف في حرم دائرة الشرطة في باريس طعنا ثلاثة شرطيين وموظفا إداريا، قبل أن يُقتل. والمهاجم الذي كان قد اعتنق الإسلام قبل وقت قصير من الاعتداء، كان عامل معلوماتية يتبع لإدارة الاستخبارات.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: