يلف الغموض وضع زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي الصحي بعد تضارب الأنباء بشأن إصابته بفايروس كورونا ما أفضى إلى نقله سرا لأحد مستشفيات إسبانيا.
وأعلنت البوليساريو الخميس أنّ زعيم الجبهة الانفصالية يعالج جراء إصابته بفايروس كورونا و”يتماثل للشفاء”، موضحة في بيان أنّ “الحالة الصحية لغالي لا تدعو إلى القلق وإنّه يتماثل للشفاء”.
لكن هذه الرواية تتعارض مع روايات أخرى حيث جاء بيان البوليساريو ردا على تقرير لمجلة “جون أفريك” قالت فيه إن المسؤول البالغ 73 عاما مصاب بالسرطان، وأُدخل بشكل طارئ مستشفى في إسبانيا تحت اسم جزائري مستعار.
وأكد محمد لمين الراكب رئيس جمعية العائدين إلى المغرب للتنمية المندمجة والدفاع عن الوحدة الترابية أن “قضية كورونا مجرد بيان من رئاسة البوليساريو للتستر على حقيقة اختفاء زعيم البوليساريو عن المخيمات خوفا من انشقاقات داخل صفوف البوليساريو”، معتقدا أن “إدخاله إلى إسبانيا المطلوب فيها قضائيا باسم مستعار وتدخل الرئاسة الجزائرية رسميا في إجراءات رفع اسمه هو دليل ملموس على خطورة وضعه الصحي”.
محمد لمين الراكب: إدخال غالي لإسبانيا المطلوب فيها دليل على خطورة وضعه الصحي
وعلق القيادي السابق في البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، على هذه الأنباء بالقول إن “البوليساريو تمر بمرحلة دقيقة حتى قبل مرض غالي الغامض والمفاجئ، وقد تشهد انقسامات حادة إذا لم تجنح قيادتها في مراجعة شاملة تكيف الحركة مع واقع اليوم”.
وأوضح الراكب، أنه “إذا كان إبراهيم غالي فعلا مصاب بفايروس كورونا لماذا لم يتم إظهاره للعلن كما هو حال كل المصابين، وما السر وراء التعتيم على وضعه منذ يوم القصف الذي استهدف بالطائرة قائد درك البوليساريو الذي توفي، ومنذ ذلك الحين اختفى نهائيا إبراهيم غالي ولم يشارك حتى في تشييع جنازة صديقه الذي توفي بعد هجوم
الطائرة”.
وذكرت تقارير صحافية أن عملية نقل زعيم البوليساريو إلى إسبانيا تمت بهوية مزيفة بإشراف السلطات الجزائرية التي بدأت الاتصالات مع السلطات الإسبانية للسماح لغالي بتلقي العلاج في وحدة متخصصة في مستشفى لوغرونيو.
ونقل موقع “مغرب أنتلجنس” أنه لا يمكن لغالي ولوج أي مركز استشفائي أوروبي إلا باستخدام هوية مزورة، في الوقت الذي تقدمه الجزائر على أنه “رئيس” يتمتع بجميع الامتيازات المكفولة عادة لجميع رؤساء الدول وذلك في وقت خرجت فيه مطالبات إلى العلن بالاستماع إلى غالي لدى القضاء الإسباني.
وطالبت الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان الخميس من القضاء الإسباني الاستماع إلى زعيم جبهة البوليساريو غالي “لارتكابه جرائم ضد الإنسانية منها الاغتصاب والتعذيب وجرائم الحرب، مادام يوجد على الأراضي الإسبانية في مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو”.
وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان إن “محامي الجمعية طالب المدعي العام باتخاذ الإجراءات ذات الصلة لضمان إصدار بيان ومنع خروجه من الأراضي الإسبانية”.
وأشارت الجمعية، إلى أنه تم استدعاء “إبراهيم غالي للإدلاء بشهادته من قبل قاضي المحكمة رقم 5 بالجلسة الوطنية في نوفمبر 2016” لكنه لم يمتثل.
ويتابع القضاء الإسباني إبراهيم غالي بتهم عديدة منها الاغتصاب والتعذيب وجرائم الحرب منذ 2008 تاريخ رفع دعوى ضده من طرف ضحايا وأعضاء الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان الذين يقاضون 25 عضوا من البوليساريو وثلاثة ضباط في الجيش الجزائري بتهم الاغتيال والعنف والاعتقال القسري والإرهاب والتعذيب والاختفاء.