المغرب يهب لبنان 8 طائرات عسكرية محمّلة بالمساعدات الغذائية

ماموني

أعلن المغرب إرسال ثماني طائرات عسكرية محملة بـ90 طنا من المساعدات الغذائية الأساسية لفائدة القوات المسلحة والشعب اللبناني الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادة.

وحطت السبت بمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت طائرتان عسكريتان مغربيتان تحملان الدفعة الأولى من المساعدات الغذائية الموجهة لفائدة القوات المسلحة اللبنانية والشعب اللبناني، بعدما أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس موافقته على تقديم المساعدات لفائدة لبنان لدعمه في مواجهة تداعيات جائحة كورونا.

وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان السبت إن “المواد الغذائية مقدّمة كهبة من الملك محمد السادس إلى الجيش اللبناني، وذلك من ضمن ثماني طائرات سوف تصل تباعاً خلال الأيام المقبلة تنقل ما مجموعه 90 طناً”.

وأعرب ممثّل قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون خلال استقبال الهبة عن “الشكر الجزيل للعاهل المغربي على مبادرته القيّمة” متمنياً “للمملكة المغربية دوام الازدهار والتقدّم”.

وقال السفير اللبناني بالرباط زياد عطاالله في كلمة شكر إن “المملكة المغربية الشقيقة وقفت على مر التاريخ إلى جانب لبنان وشعبه ونراها اليوم في أصعب الظروف تقف إلى جانب المؤسسة العسكرية التي تحظى بإجماع حول دورها الوطني الجامع لمؤازرتها على تخطي الصعاب والتحديات”.

شريفة لموير: السياسة الخارجية المغربية ترتكز على التضامن العربي

وكانت سفارة المغرب أعلنت في بيان سابق الجمعة أن “الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية أعطى موافقته على تقديم هبة ملكية شخصية عبارة عن مساعدات غذائية أساسية لفائدة القوات المسلحة اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق، وسيتم تأمين إيصال هذه المساعدات إلى لبنان عبر طائرات عسكرية مغربية”.

ويأتي القرار الملكي بحسب البيان “استجابة للطلب الذي تقدم به الجانب اللبناني، وفي إطار التضامن مع هذا البلد لتمكينه من مواجهة التحديات الاقتصادية وتداعيات جائحة كوفيد – 19”.

وأشار محمد لكريني أستاذ القانون والعلاقات الدولية بالجامعة المغربية أن “هذه الخطوة تدخل في إطار الموقف التضامني الذي عبر عنه المغرب اتجاه لبنان الذي يمر بأزمة اقتصادية خانقة”.

وتابع أن “هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها المغرب تضامنه مع لبنان إلى جانب العديد من الدول الأفريقية والعربية خلال فترة جائحة كورونا”، معلقا “التضامن والتعاون مبدأ أساسي في السياسة الخارجية المغربية”.

واستدرك “رغم أن الموقف المغربي تضامني وإنساني لا يقبل الجدل فهذا لا يمنع أن المساعدات الدولية تعد آلية مهمة لتنفيذ السياسة الخارجية للدول”.

زياد عطاالله: المغرب في أصعب الظروف يقف إلى جانب الجيش اللبناني

وبرأيه “لن يتوانى لبنان في تأييد مواقف المغرب حينما يتعلق الأمر بقضايا إستراتيجية تهم مصالح متبادلة”.

وانعكست الأزمة الاقتصادية والأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها لبنان على المؤسسة العسكرية التي ألغت منذ يونيو الماضي اللحوم كلياً من الوجبات التي تقدم للعسكريين أثناء وجودهم في الخدمة.

وبيّن العماد عون أن الجيش اتخذ تدابير للتكيّف مع الأوضاع الاقتصادية الضاغطة كتخفيض التدريبات والدورات في الخارج.

وكان المغرب قد أطلق جسرا جويا مكونا من طائرات مدنية وعسكرية في أغسطس الماضي محمّلة بالمساعدات الإنسانية والطبية تضامنا مع الشعب اللبناني في محنته بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت آنذاك وخلّف خسائر فادحة بشريا وماديا.

وتصدر المغرب قائمة الدول العربية والأوروبية والآسيوية وتفوّق أيضا على الولايات المتحدة من حيث عدد طائرات المساعدات التي أرسلت إلى الشعب اللبناني بعد فاجعة المرفأ.

ولفت السفير علي المولى مدير الشؤون العربية بوزارة الخارجية اللبنانية سابقا أن “المبادرة الإنسانية والتضامنية المغربية التي تعتبر من أكبر المساعدات التي وصلت إلى لبنان، تعدّ بمثابة موقف تضامني وإنساني من المغرب المؤمن بقيم التضامن والتآزر مع البلدان الشقيقة”.

ورسخت مبادرات العاهل المغربي على مدى سنوات مبدأ التضامن العربي في مثل هذه الأزمات وأسست مقاربات شاملة في البعد الإنساني، ولطالما حظيت مثل هذه المبادرات بإشادة دولية.

وأكدت شريفة لموير الباحثة في العلوم السياسية في تصريح لـه أن “المساعدات المقدمة للبنان تدخل ضمن محددات السياسة الخارجية المغربية المرتكزة على التضامن العربي اللامشروط وضمن سياسة مغربية تقوم على معادلة التضامن والتعامل في إطار احترام السيادة المغربية، وكذلك على اعتبار أن ما وقع للبنان هو مصاب داخلي مغربي”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: