تداولت أوساط مغربية أن الجيش الجزائري عمد خلال الأيام الماضية إلى استفزاز القوات المغربية في نقطتي المراقبة المغربيتين “سيجا رقيقة” و”جاريت ضحان” بإقليم جرادة في محاولة لاستدراج القوات المغربية وهو ما فشل فيه الجيش الجزائري.
ونقلت تقارير مغربية محلية أن عناصر من الجيش الجزائري وجهت الأربعاء، تصريحات مهينة لعناصر من القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة أثناء تأدية عملها في نقطتي المراقبة المغربيتين “سيجا رقيقة” و”جاريت ضحان” بإقليم جراد.
وأضافت أن العناصر الجزائرية استخدمت مكبرات الصوت لإيصال عباراتها المستفزة موضحة أن ”القوات المغربية ظلت هادئة ولم تستسلم لاستفزازات القوات الجزائرية”.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي كمحاولة للتنفيس عن الأزمة التي تعيشها السلطة الجزائرية التي يكرس عليها الحراك الشعبي، الذي عاد مؤخرا إلى التظاهر أسبوعيا، المزيد من الضغوط رافضا خارطة الطريق التي أعلن عليها الرئيس عبدالمجيد تبون.
ويرجع هؤلاء استفزازات الجيش الجزائري كذلك إلى النجاحات التي حققها المغرب على المستوى الدبلوماسي في ملف الصحراء المغربية وهي نجاحات تقوّض الأطروحات التي تتبناها وتروج لها جبهة البوليساريو الانفصالية والتي يتهم المغرب الجزائر بدعمها.
ونجحت الرباط في حشد دعم دبلوماسي لموقفها من النزاع حول الصحراء المغربية في إطار “دبلوماسية القنصليات” التي تبناها العاهل المغربي الملك محمد السادس وهو ما ردت عليه جبهة البوليساريو باستفزازات قبل أن ينضم إليها الجيش الجزائري وهي ليست المرة الأولى التي يتوجه فيها باستفزازات للقوات المغربية.
وشهدت مدن جنوب المملكة المغربية منذ بداية السنة الماضية دينامية دبلوماسية قوية، حيث تم تدشين قنصليات كل من غامبيا وغينيا وجمهورية جيبوتي وجمهورية ليبيريا وبوركينافاسو وجمهورية غينيا بيساو وجمهورية غينيا الاستوائية وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى جمهورية هايتي.
ومثلت مدينتا الداخلة والعيون، أكبر مدن الصحراء المغربية، وجهة تلك التمثيليات الدبلوماسية ما يعكس نجاح المغرب وفقا لمراقبين في مقاربته وجهوده الدبلوماسية لتوسيع دائرة الاعتراف الدولية بسيادته على الصحراء.
ومؤخرا أطلقت الجزائر دعوات للتفاوض “المباشر والجدي” بين المغرب والجبهة الانفصالية وهو ما ردت عليه الرباط بدعوة الجزائر إلى الحوار باعتبارها طرفا أساسيا في القضية حسب ما أوضح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وبدا واضحا خلال الفترة الماضية ارتباك السلطات الجزائرية في التعامل مع مستجدات ملف الصحراء المغربية والنجاحات التي حققتها المملكة حيث تم إرجاء زيارة لرئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس إلى الجزائر كانت مقررة نهاية الأسبوع الماضي وذلك بعد ساعات من فتح حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ”الجمهورية إلى الأمام” لفرع له في مدينة الداخلة المغربية.
ويرى مراقبون أن انتكاسات جبهة البوليساريو الميدانية والدبلوماسية على حد السواء دفعت الجزائر لإطلاق تلك الدعوات قبل أن تُقدم على المزيد من استفزاز الرباط.
ومؤخرا قُتل “قائد أركان سلاح درك جبهة البوليساريو” الداه البندير في ضربة وجهها الجيش المغربي بطائرة مسيرة وهي المرة الأولى على ما يبدو التي تستخدم فيها القوات المغربية طائرة دون طيار في مواجهة الجبهة الانفصالية.
وفيما نجح المغرب في تحقيق اختراقات دبلوماسية هامة وفقا لمراقبين جعلته يوسع من دائرة الاعتراف الدولي بسيادته على صحرائه، عمدت البوليساريو إلى عرقلة تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء المغربية في محاولة لتعطيل المساعي لإيجاد تسوية سياسية لملف الصحراء.
وأخفق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مرة أخرى في مسعاه لتعيين مبعوث إلى الصحراء المغربية، وذلك بعد رفض جبهة البوليساريو مرشحا برتغاليا.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن وزير الخارجية البرتغالي السابق لويس أمادو الذي رفضته البوليساريو ليس المرشح الأول الذي ترفضه الجبهة الانفصالية.