بعدما توصلت إدارة الرجاء البيضاوي إلى الاتفاق معه لقيادة الفريق خلفا لجمال السلامي الذي قدم استقالته الأسبوع الماضي، حدد المدرب التونسي الأسعد الشابي أهدافه مع النادي المغربي، فارضا رؤيته من أجل تحقيق النجاح في مهمته الجديدة.
وأعلن الرجاء البيضاوي الثلاثاء تعاقده مع التونسي الشابي لتدريب الفريق حتى نهاية الموسم مع بند يضمن له التجديد التلقائي في حال تمكن من حصد لقب الدوري المغربي أو لقب كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية).
وتكهّن العديد من المحللين الرياضيين بقدرة المدير الفني التونسي على تطوير الفريق وإخراجه من شبح الأزمة التي خيمت عليه مؤخرا، رغم أنه تابع تحقيق نتائج هامة في المشاركة الأفريقية.
بروفايل مناسب
أكد مصدر في مجلس إدارة الرجاء أن الشابي يتناسب مع ما يطلبه الفريق البيضاوي خلال هذه المرحلة.
وأضاف “نتوقع نجاح تجربة الشابي، لقد قمنا بدراسة مشواره وعمله في الأندية التي دربها، وتأكد لنا أنه المدرب الذي يصلح لنا”. وأكمل “أغلب المعايير التي وضعناها لاختبار المدرب الجديد لفريق الرجاء تتواجد في التونسي الشابي”. وأتم “نتمنى النجاح للشابي والفريق تنتظره عدة استحقاقات، والرجاء فريق ألقاب، ونتمنى أن نحصد الجوائز والألقاب مع الشابي”.
وبعد إمضائه لعقد ارتباطه بالفريق المغربي شهد الشابي تدريب الفريق البيضاوي قصد تحضيره للاستحقاقات المقبلة وسط ترحيب من مجلس الإدارة واللاعبين والطاقم الفني.
وتنتظر الشابي العديد من التحديات الصعبة مع الرجاء التي يجب عليه تجاوزها لضمان استمراره الموسم المقبل في قيادة الفريق.
وتكمن صعوبة هذا التحدي الذي وضعته الإدارة في مقدمة الأهداف، كون الفريق يحتل المركز الثاني بالدوري خلف غريمه التقليدي الوداد بفارق 6 نقاط، مع مباراة مؤجلة للمتصدر.
الشابي تنتظره العديد من التحديات الصعبة مع الرجاء التي يجب عليه تجاوزها لضمان استمراره الموسم المقبل في قيادة الفريق
وكان تقهقر مسار الرجاء بالدوري وخسارته الديربي وبعدها هزيمته على ملعبه من أكادير، أحد أسباب رحيل السلامي بضغط جارف من الجماهير.
وصار هذا اللقب رهانا وهدفا كبيرا للنادي، بعد مساره المميز بدور المجموعات، وذلك عقب الخروج المهين للفريق من الدور التمهيدي لدوري الأبطال.
ويرى الرجاويون أنه لا يمكن التنازل عن لقب الكونفدرالية هذا الموسم، بالنظر إلى قوة المنافسين، ما قد يعيد الفريق لواجهة الأحداث قاريا، ويمنحه إمكانية خوض السوبر الأفريقي، الذي توج به قبل ثلاث سنوات.
وكان التراجع البدني أحد عوامل ضعف الرجاء مؤخرا، إذ ظهر عدد من لاعبيه بلياقة مهزوزة وأغلبهم زاد وزنه، لذلك أصر الشابي على استقدام معد بدني من اختياره، وليس من اختيار إدارة الرجاء التي أبقت على مساعديه البكاري وأبوشروان.
إعادة الانضباط
كما سيتوجب على الشابي إعادة الانضباط إلى غرفة ملابس الفريق بعد حالات الانفلات التي شهدتها فترة السلامي، ما أسفر عن تمرد عدد من اللاعبين.
وبالفعل فقد حرص التونسي على إبلاغ لاعبيه في أول مقابلة معهم أسلوبه في العمل. وبعد تقديم نفسه والأهداف التي جاء من أجلها خاطب اللاعبين بحزم، مؤكدا عدم التساهل أو التهاون مع أي لاعب غير منضبط.
وشدد المدرب على ضرورة تنفيذ التعليمات وتجنب التأخير في حضور التدريبات.
وأكدت تقارير صحافية أن الشابي قال للاعبي الرجاء “اسألوا عني لتعرفوا أسلوب عملي، سأكون أول من يصل للتدريبات حتى ولو كنت مريضا”.
ونوه “غير مقبول أي تأخر دون مبرر من أحد، الانضباط أساس نجاحنا، وعلى الجميع أن يعلم هذا جيدا”.
وحظي خطاب الشابي بارتياح من جانب إدارة الرجاء التي كانت حاضرة بعدما تفشى نوع من التراخي والتمرد بين اللاعبين في فترة السلامي.
وينتظر أن تكون المنافسة بين قطبي الكرة المغربية على لقب الدوري منحصرة بين مدربين تونسيين هما فوزي البنزرتي الذي يقود الوداد والأسعد الشابي على رأس الرجاء، فيما انتظارات الجماهير وحدهم اللاعبون من يستطيعون صنعها فوق المستطيل الأخضر.